غارات إسرائيلية عنيفة تستهدف مواقع مختلفة في سوريا    علماء يحذرون.. وحش أعماق المحيط الهادئ يهدد بالانفجار    تفاصيل الاحكام السجنية الصادرة في قضية "التسفير"    دعما للتلاميذ.. وزارة التربية تستعد لإطلاق مدارس افتراضية    ترامب يبحث ترحيل المهاجرين إلى ليبيا ورواندا    الدوريات الأوروبية.. نتائج مباريات اليوم    جلسة عمل بين وزير الرياضة ورئيسي النادي البنزرتي والنادي الإفريقي    نصف نهائي كأس تونس لكرة اليد .. قمة واعدة بين النجم والساقية    ملكة جمال تونس 2025 تشارك في مسابقة ملكة جمال العالم بالهند    مهرجان «كنوز بلادي» بالكريب في دورته 3 معارض ومحاضرات وحفلات فنية بحديقة «ميستي» الاثرية    عاجل: ألمانيا: إصابة 8 أشخاص في حادث دهس    تونس: مواطنة أوروبية تعلن إسلامها بمكتب سماحة مفتي الجمهورية    تحيين مطالب الحصول على مقسم فردي معدّ للسكن    الاتحاد الجهوي للفلاحة يقتحم عالم الصالونات والمعارض...تنظيم أول دورة للفلاحة والمياه والتكنولوجيات الحديثة    عاجل: بينهم علي العريض: أحكام سجنية بين 18 و36 سنة للمتهمين في قضية التسفير مع المراقبة الإدارية    القيروان: هلاك طفل ال 17 سنة في بحيرة جبلية!    تحسّن وضعية السدود    معدّل نسبة الفائدة في السوق النقدية    اللجنة العليا لتسريع انجاز المشاريع العمومية تأذن بالانطلاق الفوري في تأهيل الخط الحديدي بين تونس والقصرين    مأساة على الطريق الصحراوي: 9 قتلى في حادث انقلاب شاحنة جنوب الجزائر    تونس تسجّل أعلى منسوب امتلاء للسدود منذ 6 سنوات    عاجل: إدارة معرض الكتاب تصدر هذا البلاغ الموجه للناشرين غير التونسيين...التفاصيل    عاجل/ تحويل جزئي لحركة المرور بهذه الطريق    تونس تستعدّ لاعتماد تقنية نووية جديدة لتشخيص وعلاج سرطان البروستات نهاية 2025    اتخاذ كافة الإجراءات والتدابير لتأمين صابة الحبوب لهذا الموسم - الرئيسة المديرة العامة لديوان الحبوب    النّفطي يؤكّد حرص تونس على تعزيز دور اتحاد اذاعات الدول العربية في الفضاء الاعلامي العربي    عاجل/ زلزال بقوة 7.4 ودولتان مهدّدتان بتسونامي    الشكندالي: "القطاع الخاص هو السبيل الوحيد لخلق الثروة في تونس"    الليلة: أمطار رعدية بهذه المناطق..    جريمة قتل شاب بأكودة: الإطاحة بالقاتل ومشاركه وحجز كمية من الكوكايين و645 قرصا مخدرا    مدنين: مهرجان فرحات يامون للمسرح ينطلق في دورته 31 الجديدة في عرس للفنون    عاجل/ تسجيل إصابات بالطاعون لدى الحيوانات..    غرفة القصّابين: أسعار الأضاحي لهذه السنة ''خيالية''    منوبة: احتراق حافلة نقل حضري بالكامل دون تسجيل أضرار بشرية    سليانة: تلقيح 23 ألف رأس من الأبقار ضد مرض الجلد العقدي    مختصون في الطب الفيزيائي يقترحون خلال مؤتمر علمي وطني إدخال تقنية العلاج بالتبريد إلى تونس    فترة ماي جوان جويلية 2025 ستشهد درجات حرارة اعلى من المعدلات الموسمية    الانطلاق في إعداد مشاريع أوامر لاستكمال تطبيق أحكام القانون عدد 1 لسنة 2025 المتعلق بتنقيح وإتمام مرسوم مؤسسة فداء    حزب "البديل من أجل ألمانيا" يرد على تصنيفه ك"يميني متطرف"    جندوبة: انطلاق فعاليات الملتقى الوطني للمسرح المدرسي    فيلم "ميما" للتونسية الشابة درة صفر ينافس على جوائز المهرجان الدولي لسينما الواقع بطنجة    كلية الطب بسوسة: تخرّج أول دفعة من طلبة الطب باللغة الإنجليزية    بطولة افريقيا للمصارعة بالمغرب: النخبة التونسية تحرز ذهبيتين في مسابقة الاواسط والوسطيات    خطر صحي محتمل: لا ترتدوا ملابس ''الفريب'' قبل غسلها!    صيف 2025: بلدية قربص تفتح باب الترشح لخطة سباح منقذ    تطاوين: قافلة طبية متعددة الاختصاصات تزور معتمدية الذهيبة طيلة يومين    إيراني يقتل 6 من أفراد أسرته وينتحر    الأشهر الحرم: فضائلها وأحكامها في ضوء القرآن والسنة    الجولة 28 في الرابطة الأولى: صافرات مغربية ومصرية تُدير أبرز مباريات    الرابطة المحترفة الثانية : تعيينات حكام مقابلات الجولة الثالثة والعشرين    الرابطة المحترفة الأولى (الجولة 28): العثرة ممنوعة لثلاثي المقدمة .. والنقاط باهظة في معركة البقاء    ريال بيتيس يتغلب على فيورنتينا 2-1 في ذهاب قبل نهائي دوري المؤتمر الاوروبي    أبرز ما جاء في زيارة رئيس الدولة لولاية الكاف..#خبر_عاجل    صفاقس ؛افتتاح متميز لمهرجان ربيع الاسرة بعد انطلاقة واعدة من معتمدية الصخيرة    "نحن نغرق".. نداء استغاثة من سفينة "أسطول الحرية" المتجهة لغزة بعد تعرضها لهجوم بمسيرة    خطبة الجمعة .. العمل عبادة في الإسلام    ملف الأسبوع.. تَجَنُّبوا الأسماءِ المَكروهةِ معانِيها .. اتّقوا الله في ذرّياتكم    أولا وأخيرا: أم القضايا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«عادل الفقيه» (سفير تونس بفرنسا) في أول حوار لجريدة تونسية:لهذه الأسباب غيّرت تونس والجزائر موقفيهما من الحرب في مالي
نشر في التونسية يوم 22 - 01 - 2013

لا بد من تسوية وضعيات الأعون المحليين ببعثاتنا الديبلوماسية
هولاند قد يزور تونس
في الربيع
استرجعنا كل مقرات «التجمّع» بفرنسا
منذ عُيّن عادل الفقيه سفيرا لتونس في فرنسا صيف العام الماضي، اتصلت «التونسية» بسعادة السفير عن طريق أحد مستشاريه من ذلك الصنف الذي يندر ان تلاقيه، فهو من الذين لا تسمع منه سوى الكلمة الطيبة، ولئن اعتذر سفيرنا عن الإدلاء لنا بتصريح شامل في تلك الأيام فقد وعدنا بأن يبادر هو بالاتصال بنا في الوقت المناسب..
والسيد عادل الفقيه من مواليد طبلبة بالساحل التونسي متزوج وأب لياسمين وكنزة، تلقى تكوينه كرجل اقتصاد بجامعة «أوهيو ستايت» بالولايات المتحدة الأمريكية وفي المدرسة العليا للتجارة بباريس، قضى سنوات من حياته متنقلا بين دول إفريقية والولايات المتحدة الأمريكية بحكم عمل والده في منظمة الأغذية والزراعة «الفاو».
عمل عادل الفقيه في وطنه تونس بوزارة الصناعة في اول فريق عمل في برنامج التأهيل الشامل لتنمية تنافسية الشركات الصناعية والخدمات وفي إدارة عدة شركات تونسية وأخرى متعددة الجنسيات، ويعتبر أول من أطلق خدمة m Dinar في تونس ولبنان ويعتبر عادل الفقيه مهندس علاقات حزب «التكتل» الأوروبية والفرنسية بوجه خاص.
في ما يلي لقاؤنا بسعادة سفير تونس بفرنسا...
أصدرت السفارة الفرنسية في تونس بيانا دعت فيه رعاياها إلى ملازمة الحذر وعدم التنقل إلى الجنوب الصحراوي مهما كانت الظروف، وبثت «فرنسا 2» في برنامج «مبعوث خاص» تحقيقا عن تونس يظهرها وكأنها واقعة في أسر السلفيين. سؤالي سعادة السفير كيف هي العلاقات الفرنسية التونسية بناء على هذين المؤشرين؟
- ما بثته قناة «فرنسا 2» ليس جديدا فقبلها بثت «كنال +» تحقيقا في الإتجاه ذاته وهو ما يبرز ان وسائل الإعلام الفرنسية «موش فاهمة» ماذا يحدث في تونس بالضبط وهي متخوفة من وقوعها في دوامة العنف.
صحيح ان وسائل الإعلام هذه تنطلق من وقائع حدثت فعلا ولكنها تصوغ إستنادا عليها وجهة نظر قد لا نتفق حولها في كثير من الأحيان.
وأصدقك القول نشعر احيانا بأن معالجة وسائل الإعلام الفرنسية للشأن التونسي اقرب إلى تقديم حكايات تعجب الجمهور، حكايات مشوقة قابلة للتسويق، مقابل هذا تغيب النقاط الإيجابية وهنا يأتي دورنا لنفسر ونبرز ما تحقق منذ 14 جانفي، وعلينا ان نهتدي إلى les actions justes لتفسير بعض الوضعيات خاصة أننا لسنا في وضع مريح باعتبار التأخر في إتمام الدستور وبطء الحسم في عدد من الملفات من اهمها هيئة مستقلة للانتخابات وهيئة للإعلام السمعي البصري وهيئة مستقلة للقضاء... وكلها عوامل لا تدعم موقفنا في مواجهة رواية بعض وسائل الإعلام لما يحدث في تونس وتعقّد دورنا في الإقناع بأننا على وشك مغادرة النفق.
كيف تبدو أفاق العلاقات؟
- «قاعدة تتقدم»، هناك حيوية في زيارات المسؤولين في البلدين في مجالات التعاون الإقتصادي ولا ننسى زيارة الرئيس المرزوقي إلى فرنسا في شهر جويلية الماضي وهي زيارة مهمة.
أين تكمن أهميتها؟
- الرئيس المرزوقي هو اول رئيس دولة اجنبية يلقي خطابا أمام البرلمان الفرنسي منذ ثماني سنوات وهذا يعدّ رسالة اعتراف قوية بقيمة الثورة التونسية.
كما أن مجريات الزيارة وأهمية اللقاءات الثنائية التي تناولت مواضيع في غاية من الأهمية كملف استرجاع الأموال المنهوبة ومسألة إعادة استثمار الديون وملف الهجرة أعطت زخما وأهمية للزيارة.
يبقى السؤال هل فرنسا اليوم في وضع اقتصادي يسمح لها بأن يكون دعمها المادي في مستوى إنتظاراتنا؟ علينا أن نعترف بأن فرنسا كما اوروبا تمر بظرف اقتصادي صعب هدد حتى استقرار منطقة الأورو، كما أن إهتمام الحكومة الفرنسية منصبّ على حل مشاكلها الداخلية وهي مشاكل «موش ساهلة».
ما قراءتك سعادة السفير للتمثيل الفرنسي الضعيف في احتفالات 14 جانفي؟
- لست مع هذه القراءة، لا بد من إدراك طبيعة الوضع في فرنسا وخاصة مع ما يحدث في مالي فضلا عن التحديات الداخلية التي إختار الرئيس هولاند أن يفتحها في الشهور الأولى لولايته الرئاسية واغلب الوزراء لا يغادرون فرنسا لإدارة هذه الملفات.
ثانيا في فرنسا، لا يوجد هذا التمييز «وزير كبير ووزير صغير» ومساندة فرنسا ليست مرتبطة بإسم الوزير الذي يحضر 14 جانفي أو بعدد الوزراء، المهم هو الفعل، هذا هو تصوري، نحن وجهنا لهم الدعوة والطرف الفرنسي قبل الدعوة.
ما حقيقة الموقف التونسي من الحرب في مالي؟
- بيان الرئاسات الثلاث كان واضحا وانا تحدثت مع عدة مسؤولين كانوا حاضرين في الإجتماع المنعقد بالرئاسة.
مع من تحدثت تحديدا؟
- مع وزير الدفاع السيد عبد الكريم الزبيدي، والبيان كما قلت لكم كان واضحا إذ عبرت تونس عن دعمها لسلامة مالي ووحدة ترابها الوطني وإدانتها لكل أشكال التهديد الذي تتعرض له من طرف مجموعات إرهابية مسلحة.
كما عبرت عن تفهمها للقرار السيادي الذي اتخذته الحكومة المالية لمواجهة المخاطر الأمنية المحدقة بالبلاد وخصوصا على العاصمة «باماكو» داعية إلى احترام مقتضيات الشرعية الدولية.
ودعت تونس وفق ذات البيان إلى معالجة سياسية بالتزامن مع هذا الجهد العسكري بما من شأنه أن يدرأ المخاطر ويدمج القوى الوطنية التي لا تلجأ إلى استخدام السلاح في الحياة السياسية. علينا ألا ننسى أن التدخل الفرنسي جاء ليضع حدا لسيناريو سقوط كل البلاد تحت سلطة الحركات المتشددة.
سبق لوزير الخارجية أن أعلن أن تونس لا تساند التدخل الفرنسي؟
- موقف تونس كموقف الجزائر كان يحبّذ الحل السياسي قبل اللجوء إلى العمليات العسكرية. تطور الأوضاع بسرعة هو الذي حتّم علينا وعلى الجزائر أيضا تغيير موقفينا.
متى سيزور الرئيس هولاند تونس؟
- كلّما سألته إلا وردّ علي بأنه سيزور تونس في فصل الربيع، الأسبوع الماضي إلتقيته وسألته ذات السؤال فأجاب «comme prévu au printemps».
ما أؤكده لكم أن الرغبة موجودة ولكن تدركون أن أجندا الرئيس الفرنسي لا يمكن التحكم فيها بدقة خاصة بعد تدخل فرنسا العسكري في مالي لأنه وحكومته مطالبون يوميا بتفسير التدخل للشعب الفرنسي، ثم إن زيارة الرئيس الفرنسي لتونس لا تحدث كل يوم، ولذلك علينا ان نعدّ الملفات التي سيتم تباحثها بين الطرفين خاصة أن لدينا عدة اقتراحات من بينها تحويل الديون الفرنسية إلى استثمارات في الجهات الداخلية المحرومة وهو طلب تقدم به الرئيس المرزوقي و السيد حسين العباسي الأمين العام للإتحاد العام التونسي للشغل في زيارته الأخيرة إلى فرنسا.
هناك ملفات أخرى مهمة بالنسبة إلينا مثل سياسة هولاند في ما يتعلق بالهجرة وخاصة مع التونسيين وما هي القرارات التي يمكن اتخاذها بالنسبة لحرية العبور وخاصة بالنسبة للشباب.
هل الزيارة ممكنة في مارس؟
- «صعيب شوية» الرغبة موجودة والإرادة السياسية ايضا ولكن الظروف الموضوعية لها مقتضياتها.
من المعروف انك تحتفظ بصلات شخصية وطيدة بالسيد هولاند قبل أن يصعد إلى سدة الحكم فكيف هي علاقتكما اليوم بعد أن أصبح رئيسا؟
- الحرارة موجودة لكن «ماعادش نشوفو برشة» باعتبار مهامه العليا ولكن المهمّ أني في تواصل مستمرّ مع مستشاريه وأعضاء الحكومة الفرنسية وخاصة وزارة الخارجية لمزيد تطوير العلاقات بين البلدين في جميع المجالات.
من المعروف أنك توليت سفارة تونس في باريس في إطار محاصصة حزبية بإعتبارك منتسبا ل«التكتل»، سؤالي مع من تنسق في مهامك على رأس السفارة ؟هل مع وزير الخارجية رفيق عبد السلام أو مع رئيس الدولة أو مع رئيس حزبك مصطفى بن جعفر؟
- أولا أريد أن أؤكد لكم انه حين منحت لي الثقة لأكون سفيرا، نظرا لتوفري على مؤهلات (Profil) رأت الرئاسات الثلاث في تونس أنها تتماشى مع متطلبات البعثة وتستجيب لمقتضيات المرحلة، أعلنت عن استقالتي من مسؤولياتي الحزبية في «التكتل»، ولا أتحدث هنا عن عضويتي في الحزب.
وسفير تونس في اي مكان ينوب الدولة لا الأشخاص مهما كانوا. كانت رسالتي من وراء الاستقالة هي أني امثل تونس الكل، أما ردا على سؤالك فانا انسق مع السيد رئيس الجمهورية ومع وزير الخارجية ومع كاتب الدولة للشؤون الأوروبية سي التوهامي العبدولي الذي أدقق معه في عدة جزئيات باعتبار مسؤوليته في الخارجية كما أن هناك ملفات تقتضي التواصل مع السيد رئيس الحكومة.
كيف هي علاقتك بوزير الخارجية؟
- علاقة احترام.
هل فيها حرارة ؟
- نتبادل الآراء دون أدنى إحترازات.
هل اكتشفتم مظاهر فساد في السفارة؟
- هناك ملف فيه شبهة فساد تمت إحالته على القضاء للبت فيه قبل قدومي إلى السفارة وهو ملف تجديد إقامة السفير التونسي الذي امتدت أشغاله ثلاث سنوات بإذن وتسيير مباشر من قبل رئاسة الجمهورية آنذاك وتردد انه سيتم وضع الإقامة على ذمة بن علي وزوجته وأصهاره، عدا هذا كانت المؤاخذات تتعلق بعدد من الأعوان والموظفين المنتمين ل«التجمع» المحل غادروا منذ 2011 مختلف بعثاتنا في فرنسا، «توة تصفّات الأمور»، ما يؤسف فعلا هو وضعية الأعوان المحليين وبعضهم يعمل منذ أكثر من عقدين ولا يتقاضون حتى الأجر الأدنى واعتقد ان وزارة الخارجية مدعوة لإعادة النظر في شبكة الأجور لتنظير اجور الأعوان المحليين مع ما يتقاضاه زملاؤهم من أعوان الإدارة فضلا عن ضرورة مراجعة القوانين المنظمة لمسارهم المهني (carrière) لم لا في اتجاه إدخال قاعدة التدرّج المهني.
وموقف الوزارة؟
- الوزارة متفهمة للمشكل ولكن تعلمون ان الوزارة نفسها مرت بظرف انتقالي بحركة السفراء والقناصل وتغيير عدد من المديرين، ومشكل الأعوان المحليين لا يمكن ان ينظر إليه بإعتباره شأنا خاصا بسفارتنا في فرنسا بل باعتباره قضية عامة تقتضي حلا في كل بعثاتنا الديبلوماسية.
آمل أن يحل المشكل هذه السنة بعد «ما شدّ والمديرين بلايصهم» هناك أيضا مشكل الملحقين الإجتماعيين الذين لا يتمتعون بتغطية اجتماعية وهي وضعية لا يقبلها أحد.
ماذا عن دوركم في ضبط ممتلكات العائلة الحاكمة؟
لا يمكننا ان نتدخل في الموضوع بشكل مباشر باعتباره من مشمولات القضاء في البلدين، دورنا سياسي بالضغط على الطرف الفرنسي لتخصيص إمكانات اكبر لضبط الأموال المنهوبة والتعجيل في استعادتها، وأذكّر هنا بأن الرئيس المرزوقي طالب خلال زيارته إلى فرنسا من نظيره الفرنسي المساعدة في استعادة الشعب التونسي لأمواله المنهوبة، كما استقبلنا وفودا من وزارة العدل والسيد عميد قضاة التحقيق الذي التقى نظيره الفرنسي وقد كلفت تونس مكتب محاماة في سويسرا لمتابعة الموضوع وله ممثل في فرنسا يتابع الملف.
ومقرات «التجمع» بفرنسا؟
- «استرجعناها الكل» عدا مقرين خصص أحدهما للبعثة العسكرية والثاني الواقع بنهج روما وضعناه على ذمة وزارة الشؤون الاجتماعية.
ماذا تغير في أسلوب عمل السفارة التونسية بباريس التي كانت في نظر الكثيرين وكرا أمنيّا يلاحق معارضي النظام؟
- نحن نجتهد لتتغير هذه الصورة، لا يمكنني أن أجزم بماذا يشعر التونسي المقيم في فرنسا إزاء مجهوداتنا لأن هناك تاريخا ليس من السهل نسيانه او القفز عليه «احنا قاعدين نخدمو».
فريقنا من الشباب وانا كما ترى لست متقدما في السن ونؤمن بالعمل الجماعي، هدفنا أن تنفتح السفارة أكثر على الجالية التونسية وعلى محيطها والقطع مع تلك الصورة القديمة وكأنها قلعة شديدة الحراسة وقد تنقلنا ميدانيا إلى أكثر من منطقة في فرنسا.
ذهبنا إلى مرسيليا وغرونوبل وتولوز وبوردو وليون كما تمّ بعث مجلة اخبارية شهرية للتعريف بأنشطة السفارة وأحدثنا صفحة فايسبوك للرد على استفسارات التونسيين ومزيد الانفتاح على أبناء جاليتنا بالخارج خاصة من الجيلين الثاني والثالث.
سعادة السفير هل انت من يرد على الاستفسارات على الفايسبوك ؟
- نعم في أكثر الأوقات، وأين الغرابة في ذلك ؟ جددنا أيضا موقع «واب» السفارة منذ شهر سبتمبر الماضي ونعمل على تحسين خدمات الموزع الهاتفي وإحداث خلية للعلاقات مع المواطن لتوجيه التونسيين وتيسير خدمتهم كما حاولنا برمجة عدد من التظاهرات الثقافية.
فيوم 17 جانفي نظمنا سهرة موسيقية في الدائرة 12 الباريسية بمشاركة موسيقيين تونسيين بفرنسا من بينهم آمال المثلوثي ومجموعة SAMSA ويوم 14 جانفي نظمنا في معهد العالم العربي عرضا لمسرحية «البحث عن عائدة»، لجليلة بكار وندوة فكرية بمشاركة عدة شخصيات فرنسية وعربية من بينها الفلسطينية ليلى شهيد.
كما نظمنا لقاء مع عدد من النواب الفرنسيين الأعضاء في جمعية الصداقة البرلمانية الفرنسية التونسية وبحضور عدد من أبناء الجالية التونسية الناشطين في المجتمع المدني، هذه كلها مبادرات نحاول أن نغير بها تلك الصورة النمطية وكأننا نتخفّى وراء الجدران.
ما تعليقك على تلويح حزبك «التكتل» بالانسحاب من «الترويكا»؟
- ماداموا اعلنوا هذا الموقف فلا شك ان هناك اسبابا دفعتهم لذلك خاصة أن مواقف «التكتل» تتميز بالاعتدال والاتزان، ربما أرادوا أن يعبروا عن غضبهم من أمر ما او التنبيه إلى شيء من التردد في أداء «الترويكا» أو إلى خطر ما يهدد التوافق والاستقرار.
كيف ترى مستقبلك السياسي الشخصي؟
- «أنا نخدم تونس»من أي موقع أشعر بأنه يمكنني الإفادة منه، ما يهمني اليوم هو المساهمة في تطوير العلاقات التونسية الفرنسية، أنا مناضل قبل أن أكون سفيرا، ولكل حادث حديث.
هل صحيح أنك أصيل مدينة طبلبة؟
- نعم وأمي باجية.
هل تزور تونس؟
- طبعا، في نوفمبر الماضي كنت في تونس رفقة وفد من رجال اعمال فرنسيين ولكن ضرورة العمل تقتضي أن أكون هنا في فرنسا جلّ الوقت.
يتردد انك صديق قريب لإبن الدكتور بن جعفر؟
- لا، لم اتشرف بعد بمعرفته بشكل شخصي «شفتو سابقا في اجتماع» حزبي.
فاجأتني بإتقانك للغة العربية؟
- وماذا كنت تتوقع مني؟ «أنا تعديت في أكثر من إذاعة» وتحدثت بالعربية وبلهجة تونسية أيضا.
بمعنى أنك لا تقل تونسية عن أي تونسي؟
- نعم (ضاحكا)، خاصة واني لا أحمل غير جنسيتي التونسية وأنا فخور بذلك، وأود الإشارة إلى أن إقامتي بفرنسا لم تتجاوز الثلاث سنوات أما سنوات إقامتي بالولايات المتحدة فعددها ست سنوات وقبلها عشت جزءا من حياتي في عدد من الدول الإفريقية.
كيف تختم هذا الحوار؟
- أرجو كل الخير لتونس وآمل أن نلتزم بالتعايش مع اختلافاتنا وان نلتزم بالحوار لتجاوزها.
اما في مستوى السفارة التونسية بفرنسا فنسعى إلى تعميق الحوار مع شركائنا الفرنسيين وبناء علاقات احترام وندية خدمة لمصالح بلادنا.
كما أود أن أشير إلى أن التجربة التونسية تجربة استثنائية ونحن في تونس بصدد بناء نموذج ديمقراطي ستكون له أبعاد جيوستراتيجية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.