عاد موضوع الضيعات الدولية بولاية نابل ليطفو على السطح بعد الزيارة الأخيرة لوالي نابل محمود جاب الله إلى معتمدية بني خلاد يوم الأربعاء 23 جانفي الحالي حيث أشرف على جلسة عمل خاصة بشركات الإحياء المستحوذ عليها من قبل عدد من العائلات المالكة لعقود تصرف تعود إلى الستينات من القرن الفارط في الوقت الذي كانت تطبق فيه الدولة نظام الاشتراكية. وقد عاد أصحاب هذه العقود للمطالبة بحقهم في هذه الأراضي التي يقول البعض منهم أن ثمنها كان يقتطع من أجرهم في ذاك الوقت. وسجلت العديد من الضعيات إبان الثورة عمليات نهب للتجهيزات أو حرقها أو سرقة المحاصيل وإتلافها أو من خلال اعتصام عدد من المواطنين بعديد الضيعات بدعوى الأحقية في ملكية الأرض التي انتزعت منهم وسلمت بعقود كراء لمستثمرين من المقربين من النظام السابق باثمان رمزية. وقد أكد والي نابل محمد جاب الله انه سيتم تنفيذ قرارات استرجاع الشركات والمقاسم لمن يمتلكون أحكاما قضائية وسيتم تكوين لجان متابعة تجمع الإدارة والأمن وأصحاب الضيعات وسيتبع التنفيذ انسحابا تدريجيا للأمن مع متابعة ملف كل شركة لتفادي عودة الشغب. وتضم معتمدية بني خلاد وحدها 49شركة إحياء مساحتها 9428 هكتارا. وعموما يطرح ملف شركات التنمية الفلاحية بالجهة جملة من المسائل الأخرى البعيدة إذ تشكل هذه الشركات حلقة هامة في منظومة التنمية الفلاحية وفي دفع الحركية الاقتصادية للجهة فضلا عما تفتحه من آفاق هامة لتشغيل الفنيين و الفلاحين. وتعد ولاية نابل الأولى وطنيا في عدد شركات الإحياء والتنمية الفلاحية المنجزة والمبرمجة في إطار برنامج إعادة هيكلة الأراضي الدولية الفلاحية الذي انطلق سنة 1993 وسيتم في إطاره بعث 80 شركة وتوزيع 100 مقسم فني فلاحي. وتساهم الشركات التي أنجزت برامجها الاستثمارية في نقل وإدماج تكنولوجيات وتقنيات زراعية حديثة بما مكنها من بلوغ مستويات إنتاج تتجاوز المعدلات الجهوية بكثير وبما جعل منها نقاط إشعاع فلاحي. ويمكن أن تتم إعادة هيكلة هذه الشركات التي جرى استرجاعها من اجل تشغيل أصحاب الشهائد العليا من المهندسين الفلاحيين والفنيين والفلاحين الشبان مما سيساهم في خلق مواطن شغل إضافية وفي مزيد تطوير القطاع الفلاحي بالجهة . وفي الأثناء تبقى مسالة حسن توظيف الطاقات الفلاحية الكبيرة المتوفرة في الأراضي التابعة للديوان الوطني للأراضي الدولية بولاية نابل على غرار عدد من جهات الجمهورية مطروحة إلى حين الحسم نهائيا في مسالة عقود الستينات.