تتواصل الهجمة على مقامات الأولياء الصالحين بالبلاد حيث سجّلت مدينة قفصة في الفترة الأخيرة سلسلة من الاعتداءات على مقامات عدّة أولياء صالحين مما أثار حفيظة وإستنكار الأهالي. "التونسية" زارت منطقة لالة التابعة لمعتمدية القصر حيث قامت مجموعة مجهولة بعمليات تخريب وقطع الكهرباء وسرقة لمحتويات ثلاث مقامات على التوالي. اولا من داخل مقام الولية الصالحة مريم البهلولة حيث عمت الفوضى المكان أعلام ملقاة على الأرض وركام جانب من حائط وقع هدمه. ياقوتة التومي بكثير من الحسرة والألم قالت بأن مجموعة مجهولة عمدت إلى العبث بمحتويات المكان وسرقة أغطية وأدوات طبخ كما وقع هدم النافذة وجانب من الحائط حتى يتمكنوا من الدخول للمكان.السيدة ياقوتة التي خدمت المكان لأكثر من 20سنة دون أن يتم المساس بالمقام رأت أن هذا العمل إجرامي وهي تعول على رجال تونس الذين سيقفون لهاته المجموعات التخريبية وتدعو المسؤولين لحماية أضرحة تعود إلى مئات السنين وهي جزء من ثقافتنا وعاداتنا المتجذرة منذ القدم مقام الولي الصالح سيدي عبد المؤمن وسيدي بوحلاب المتواجدين في نفس المكان لم يكن حالهما أفضل بل وصلت الامور بالمجموعة المخربة بان تعبث بأية قرأنية والقائها أرضا بمقام سيدي عبد المؤمن.محمد بن عثمان وكيل المقام منذ أربعين عاما وهو من أحفاد الولي حدثنا وهو في حالة إنهيار عن أن المكان هو قبلة مريدي الولي وعابري السبيل الذين يجدونه ملجئا لهم في رحلاتهم كما يقدم لهم المكان الأكل والغطاء وتقام به إحتفالية المولد النبوي الشريف وحلقات لذكر الله وإستنكر العبث بالمكان وسرقة محتوياته وقطع الكهرباء كما دعا الجميع للتكاتف من أجل صيانة المكان وتوفير الحماية لجميع المقامات من الإعتداءات المسلطة عليهم.رغم أن وكلاء المقامات نسبوا العملية لمجهولين إلا أن حسام محمد أحد متساكني المنطقة وواحد من الشبان الذين يحرصون المكان بعد الواقعة وجه أصابع الإتهام لأصحاب الفكر الوهابي الذين يريدون ضرب الحركة الصوفية بالبلاد ويستهدفون المقامات كما إستنكر حسام محمد زيارات مشايخ الكويت والسعودية الذين ينشرون هذا الفكر ودعا شيوخ الزيتونة لتحمل السؤولية لوقف هذا المد الخطير والغريب عن تونس وتفادي فتنة في البلاد كما دعا أيضا الحكومة لتحمل المسؤولية في حماية المقامات التي تعد جزءا من التراث ومن عاداتنا وتقاليدنا.نداء إستغاثة وجهه الأهالي إلى وزارة الثقافة للمحافظة على تراث البلاد وحماية مقامات الأولياء.ليبقى السؤال مطروحا من يقف وراء ظاهرة الإعتداءات المتكررة على أضرحة ومقامات الأولياء الصالحين في تونس
