انطلق اليوم موسم "الصولد" الشتوي ليمتد الى غاية منتصف شهر مارس المقبل، لكن هذا الموعد، الذي طالما كان عرسا حقيقيا غابت فيه الحركية لتقتصر على بعض الزبائن الذين تبعثرت نظراتهم هنا وهناك وكأنها لم تكن تبحث عن الشراء بقدر ما كانت ترغب في تغيير الأجواء وهو ما صرح به عدد من المواطنين خلال هذا الروبرتاج. نقائص تقول بثينة، طالبة، انها اختارت اليوم الأول للتسوّق كي تجد المقاسات والألوان المناسبة لها.." لكن نسبة التخفيض بدت لها غير هامة حيث شاهدت قميصا في الأسبوع الماضي ب85 دينارا غير أنها وجدته اليوم ب75 دينارا، مما يعني أن نسبة التخفيض أقل من 20٪. وأضافت بثينة أن محلات الماركات العالمية رغم "الصولد" بقيت باهضة الثمن. تغيير الأجواء رفيعة المزريوي، ربة بيت، قالت إنها لم تأت للمركب التجاري بغرض التسوق بل لتغيير الأجواء واسترجاع نسق الحياة الذي فقده جل التونسيين نظرا للاوضاع التي تعيشها البلاد. وعن الصولد، اكدت محدثتنا أن جل المعروضات فاقدة للجودة ولا تستحق الأسعار المعروضة، مضيفة أنها اشترت حقيبة يد لم ينقص ثمنها سوى بضعة دنانير، كما اشترت معطفا كانت بحاجة إليه. على غير العادة أما هدى القطاري، موظفة بشركة خاصة، فقد أكدت أن الإقبال على غير العادة وأرجعت ذلك إلى تدني القدرة الشرائية لدى التونسي بصفة عامة مشيرة ان "الجميع أصبح يفكر في تامين "قفة صغارو " فقط لان الملابس أصبحت عنده من الحاجيات الثانوية إن لم نقل لمن استطاع اليه سبيلا ." الفريب بو الناس الكل محمد البوغانمي، حارس بمؤسسة وأب لثلاثة أطفال، لم يعر اهتماما لسؤالنا وبدا شاردا، لكنه أكد انه لا يعرف لمحلات الملابس طريقا قائلا أن "الفريب بو الناس الكل لان مرتبي لا يكفي لشراء بعض الحاجات الأساسية خاصة بعد موجة الزيادات التي اجتاحت تونس." خذلتنا البنوك قال "محمد العروسي الشابي"، موظف متقاعد، ان التونسي لم يعد "عياش" كعادته وارجع ذلك إلى اعتماد سياسة الغاء القروض الاستهلاكية التي كانت بمثابة الشريان الأساسي للتونسي وأضاف الشابي أن التونسي أصبح يكتفي بالنظر إلى الأشياء و يموت حسرة . التجار متخوفون من جهة أخرى، لم يخف التجار تخوفهم من فشل موسم الصولد الشتوي سيما وإنهم يعيشون الركود الدائم، على حد تعبيرهم. وقد أكد مهدي الحاج مسعود صاحب محل للملابس أن التونسي، دون استثناء، أصبح يعيش ضائقة مالية مستمرة فهو بالكاد يوفر قوت أبنائه مضيفا أن ثمن كلغ من الفلفل لا يقل عن ثمن حذاء.