علمت «التونسية» من مصادر مطلعة أنه تم مؤخرا البت نهائيا في تحرير نشاط تنظيم العمرة بعد الموافقة على تمكين وكالات الأسفار من تنظيم الرحلات ل10 آلاف معتمر وهو ما يمثل تقريبا 25 بالمائة من العدد الجملي للمعتمرين على أن يتم في الأيام القليلة القادمة الإعلان عن موعد فتح موسم العمرة ، و بعد المصادقة على كراس الشروط التي سيعمل بمقتضاها أصحاب وكالات الأسفار على هذه الوجهة . وستتولى وكالات الأسفار المعنية بهذا النشاط التحول إلى الأراضي المقدسة لإبرام الصفقات الخاصة بالسكن والتنقل سواء بطرق فردية للوكالات الكبرى أو في شكل مجمعات بالنسبة للوكالات الصغرى والمتوسطة وذلك حتى تتمكن هذه الأخيرة من توفير منتجات متنوعة من حيث الأسعار وجودة الخدمات . وقد اعتبرت مصادر مهنية أن القرار جاء متأخرا بعض الشيء وهو ما قد يحول دون تمكن الوكالات من ابرام عقود مع الطرف السعودي وبالتالي تمكين الحرفاء من رحلات عمرة بأسعار معقولة خلال الموسم الحالي ، معتبرة في الآن ذاته أن قرار تحرير النشاط يعد مكسبا هاما لوكلاء الأسفار طالما اشتغلت عليه الجامعة . ويأتي قرارفتح المجال أمام وكالات الأسفار لتنظيم جزء من رحلات هذا النشاط الذي احتكرته شركة منتزه قمرت منذ سنة 1998 ، بعد أن أنصفها حكم مجلس المنافسة القاضي بعدم شرعية احتكار أي طرف كان لأي نشاط والذي يترتب عنه إلغاء المنشور الوزاري الصادر في 27 نوفمبر 1998 الذي احتكرت بموجبه شركة الخدمات نشاط تنظيم رحلات العمرة والعودة إلى العمل بقانون 1973 الذي يسمح للوكالات بممارسة هذا النشاط . أي مصير «لمنتزه قمرت» ؟ وحول مصير شركة «منتزه قمرت» بعد توجيه جانب من نشاطها لوكالات الاسفار وديوان الحج والعمرة أكدت مصادر وزارة الشؤون الدينية أنه سيتم الإبقاء على شركة الخدمات الوطنية والإقامات التي ستواصل تنظيم العمرة الممتازة والعمرات الرئاسية إلى جانب تنظيم الحج والعمرة للمقيمين بالخارج والراغبين في المرور عبر الشركة والانتفاع بخدماتها. كما أكدت نفس المصادر أن الغاية من بعث الديوان يندرج ضمن الإصلاحات التي شرعت الوزارة في إقرارها لمزيد تنظيم شعيرتي الحج والعمرة في تونس والحد من المشاكل والإخلالات التي سجلت في السنوات الماضية في آداء الشعائر الدينية بما يمكن الحجاج والمعتمرين من آداء الموسم في أحسن الظروف من حيث التنظيم والإقامة والتنقل هذا إلى جانب تحسين الخدمات الصحية والمرافقة طيلة هذين الموسمين . وتجدر الإشارة أنه لا يستبعد أن يتم تعيين الرئيس المدير العام الحالي لشركة منتزه قمرت «معز بوجميل» على رأس ديوان الحج والعمرة الذي سيتكون بدوره من مجلس إدارة من ممثلين عن رئاسة الحكومة والبنك المركزي التونسي ووزارات الشؤون الدينية والصحة والنقل والداخلية والخارجية والمالية إلى جانب شركة الخطوط التونسية والديوان الوطني للمطارات . كما تجدر الإشارة أن رقم معاملات قطاع العمرة بلغ خلال سنة 2011 أكثر من 265 مليون دينار ولا يستبعد على ضوء القرارات الجديدة أن تتشكل في المدة القادمة مجمعات لوكالات الأسفار لتسهيل مناقشة العروض مع الجانب السعودي بما من شأنه أن يساهم في تخفيض كلفة العمرة .