عاشت شوارع مدينة باجة حالة من الإحتقان والتوتر بمجرد سماع خبر إغتيال شكري بلعيد حيث جابت مسيرة شعبية شوارع المدينة قبل التحوّل إلى مقر ولاية باجة منددة بهذا العمل الإجرامي ورافعة عديد الشعارات الموجهة ضد الحكومة وحركة النهضة وسرعان ما تحوّل هذا التحرك الشعبي إلى أعمال عنف ومصادمات من خلال تبادل رمي الحجارة بين مجموعة من المحتجين الذين حاول بعضهم الإعتداء على مقر حركة النهضة بباجة وشباب الحركة الذين ردّوا الفعل ليتواصل الكر والفر وتبادل الرمي بالحجارة بين الطرفين لساعات طويلة...وأسفرت المواجهات عن تخريب جزئي لمقر حزب العمال التونسي بباجة وإتلاف بعض محتوياته بعد إقتحامه كما تمّ تخريب مقر حزب حركة النهضة وإتلاف محتوياته بالكامل وحرقها في الشارع أمام المقر... وفي ظلّ الغياب التام لأي تواجد أمني عمّت حالة من الخوف والهلع فسارع التجار إلى إغلاق محلاتهم وحرصوا على حمايتها قبل أن تنتشر وحدات مكثفة من الجيش الوطني التي تركزت في أبرز الشوارع وتحدّث عقيد بالجيش الوطني في حشد كبير من المواطنين أمام قصر بلدية باجة وأكد أن الجيش سيحمي الممتلكات العامة والخاصة في مدينة باجة مطالبا الجميع بالتحلّي بالروح الوطنية وعدم الإنزلاق إلى العنف...ورغم التواجد المكثف لعناصر الجيش فقد حاولت بعض المجموعات إقتحام أحد الفضاءات التجارية الكبرى إلا أن التدخل الحاسم من عناصر الجيش حال دون ذلك...وقد أسفرت مواجهات العنف وتبادل الرمي بالحجارة عن إصابة ثمانية أشخاص أحدهم إصابته خطيرة على مستوى الرأس تلقوا العلاج بقسم الإستعجالي بالمستشفى الجهوي بباجة...وتواصلت حالة التوتر إلى ساعة متأخرة من مساء الأربعاء في ظل تمسك عديد المجموعات بالتخريب والمداهمات رغم الإنتشار الكبير لوحدات الجيش الوطني. .