نظم المكتب الجهوي لحركة «وفاء» صباح أمس الاحد بأحد نزل مدينة المنستير اجتماعا عاما بإشراف عبد الرؤوف العيادي رئيس الحركة وعدد من أعضاء مكتبها التنفيذي حضره العشرات من أنصارها ومن المتعاطفين معها في المنستير ومن خارجها وممثلو الرابطة الوطنية لحماية الثورة وعدد من الفضوليين للتعرف على برنامج الحركة وتوجهاتها. وأكد عبد الرؤوف العيادي ان حكومة حمادي الجبالي المستقيلة اتخذت مسارا خاطئا ادى الى الازمة الحالية. واضاف انه لم يتحقق شيء من الثورة الا هروب الطاغية بن علي وتشكيل المجلس الوطني التأسيسي لأن «الترويكا» التي حكمت في الفترة المنقضية سلكت نهج المهادنة ولم تحاسب المفسدين. واضاف ان البلاد لا تزال تسير نحو استكمال اهداف الثورة وتعيش صراعات وتنافسا سياسيا حادا. تصحيح مسار الثورة وقال العيادي ان المرحلة الحالية تقتضي تصحيح مسار الثورة ولذلك طرحت حركة وفاء مسألة المحاسبة لكشف الحقائق والآليات التي كانت تستعمل لقمع الناس وتعذيبهم. وأضاف ان الدولة اليوم بحاجة الى منظومة قوانين جديدة لمحاسبة المفسدين كما تطرق الى وضع الإعلام الذي يحاول ان يحسم في قضايا من اختصاص القضاء والإدارة التي مازال بها رصيد كبير من المفسدين وهي من العوامل التي اعتبرها العيادي معيقة لبناء قضاء مستقل. كما يرى العيادي ان الأمن كان امن السلطة وليس امن الشعب وانه من الضروري ان تتم محاسبة المفسدين فيه حتى يتحول الى امن جمهوري في خدمة الشعب. المحاسبة مهمة وطنية وأوضح العيادي أن المحاسبة من اهم استحقاقات الثورة لذا يجب ان تأخذ مأخذ الجد لبناء دولة ديمقراطية مستقلة. وفي هذا الشأن اكد ان حركة وفاء سبق ان دعت لمؤتمر وطني تم خلاله تقديم جملة من التوصيات الى المجلس الوطني التأسيسي لأخذها بعين الاعتبار في تشريعاته صلب الدستور. كما طالبت الحركة باسترداد الاموال المهربة ومنها سبائك الذهب التي هربت الى فرنسا وهنا أوضح العيادي ان منظومة الفساد تنخرط فيها اطراف داخلية واجنبية من فرنسا وايطاليا والمانيا من خلال تسترها على المفسدين أو مساعدتهم لتهريب بعض الأموال من مال الشعب التونسي. حكومة تواصل من جهة أخرى قال العيادي ان البرنامج الحكومي الذي تم تقديمه للأحزاب التي ستشارك في الحكومة الجديدة هو برنامج حكومة تواصل لحكومة حمادي الجبالي لذلك طالبت حركة وفاء اولا بخريطة طريق تضع تاريخا لإنهاء الدستور وموعدا للانتخابات المقبلة تستجيب لمتطلبات الظرف ومطالب الشعب وتكرس مبدأ المحاسبة والاصلاح ومنها وضع برنامج للانفاق العمومي وذلك بإلغاء السيارات الادارية ووصولات البنزين واستثمارها في برنامج جديد للتشغيل. وقفة احتجاجية
وتجدر الإشارة الى أن الاجتماع شهد قبل بدايته وعند اختتامه وقفة احتجاجية سلمية بالقرب من النزل حيث عقد الاجتماع، من بعض اهالي مدينة المنستير الذين رفعوا صورة الزعيم بورقيبة الذي طالما انتقده العيادي ووجه له الشتائم حتى بعد مماته على حد قول المحتجين. واعتبروا الاجتماع بمدينة المنستير وبالقرب من روضة آل بورقيبة نوعا من الاستفزاز لاهالي المنستير.