بهدف القضاء على الإنتصاب الفوضوي وإعداد فضاء أرحب تتوفر به مقومات النظافة والصحة فكرت بلدية حاجب العيون في التدخل لتهيئة السوق البلدية المعروفة بإسم «رحبة الخضرة» التي ينتصب بها البعض من صغار التجار وبائعي الخضر وأصحاب العربات المتنقلة . وذلك على شاكلة فضاء مهيّأ للإنتصاب مع تركيز وحدة صحية لحرفاء السوق. وعلمت «التونسية» من السيد الصحبي الرابحي الكاتب العام لبلدية حاجب العيون أنه وقع رصد اعتماد جملي لهذا المشروع في حدود 85 ألف دينار أعطيت إشارة انجازه لأحد المقاولين من أبناء الجهة حيث كان من المفروض أن تنطلق أشغال التهيئة منذ 28 جانفي المنقضي بسبب امتناع بعض التجار عن إخلاء مكان الانتصاب الحالي الذي لا تتوفر به أية مقومات للشروط الصحية. وقد قامت البلدية بإشعار مجموعة من مكونات المجتمع المدني إلى جانب كلّ من الأجهزة المهنية وأعضاء المكتب المحلي للصناعة والتجارة. في محاولة للتدخل وإقناع المنتصبين بضرورة إتمام مشروع تهيئة السّوق البلدية باعتبارها من المشاريع التي يعوّل عليها كثيرا في إضفاء المزيد من الجمالية على ساحة وسط المدينة. وفي محاولة منها للاستماع إلى مختلف الأطراف ذات الصلة بالموضوع «التونسية» كان لها مصافحة مع البعض من المنتصبين بالسّوق البلدية حيث إلتقت بالسيد المانع الشعباني فذكر أنه يعمل في مجال بيع الخضر منذ ما يزيد عن العشرين سنة. عانى خلالها الكثير من الصعوبات لعلّ أبرزها قسوة المناخ ففي الشتاء تأتي الأمطار على بضاعته فتتناثر هنا وهناك وفي الصيف حيث الشمس الحارقة ولا ملجأ له ولزملائه سوى الاحتماء بمظلات بالية من القماش. وأعرب في المقابل عن استعداده لمعاضدة مجهودات البلدية في تهيئة السّوق بطريقة عصرية شريطة أن يقع تجميع مختلف الباعة المنتصبين في فضاء واحد إذ من غير المعقول أن يقع حصر البعض من التجار في أماكن منزوية وفي المقابل السماح للبعض الآخر بالانتصاب على قارعة الطريق وفي مدخل رئيسي يشهد حركة مكثفة داخل المدينة. في حين قال زميله السيد محمد الرابحي شهر «كشرود» أنه لايمانع في تهيئة السوق البلدية. ولكن في المقابل هو يطلب من الجهاز البلدي مزيد التدخل على مستوى القطاع الصحّي حيث ذكر أن العديد من أصحاب دكاكين الدواجن يعمدون في كثير من الأحيان إلى الإلقاء فواضل منتوجاتهم الفلاحية في ساحة السّوق إضافة إلى المعاناة التي يتكبدونها يوميا مع المياه الراكدة والروائح الكريهة التي يتسبب فيها قطاع الدواجن. لذلك ناشد الجميع بضرورة المساهمة في نظافة المحيط حتى يعود للسوق اعتبارها وتتغير واجهتها فتنشط الحياة من جديد وبالتالي تصبح نقطة بيع تكتسي صبغة جمالية من شأنها تنظيم القطاع وبالتالي القضاء على الانتصاب الفوضوي.