عقد امس حزب الوطنيين الديمقراطيين ندوة صحفية بمقره المركزي وبحضور أعضاء المكتب السياسي وتطرقت الندوة الى موقف الحزب من تشكيل الحكومة الجديدة واخر المستجدات في قضية الشهيد شكري بلعيد وبرنامج الاربعينية المزمع تنظيمها الاسبوع القادم. ولاحظ محمد جمور نائب الامين العام لحزب الوطنيين الديمقراطيين ان الندوة الصحفية غير عادية لانها تنعقد بعد شهر من اغتيال زعيم الحزب الذي بقي مكانه فارغا الا من صورته والعلم الوطني وروحه النضالية في المنصة مضيفا ان اغتيال شكري بلعيد ضربة موجعة وان الحزب فقد هامته الباسقة وزعيمه وان هذه الضربة لم تحقق اهدافها كما رغب واراد من خطط واعطى القرار السياسي وحرض ونفذ جريمة تصفية الشهيد مشددا على ان برامج ونضالات ومشاريع الشهيد ستظل قائمة وان رفاقه سيحملون المشعل بنفس الاصرار والعزيمة. العريض عنوان بارز للفشل وفي ما يتعلق بتشكيل الحكومة الجديدة اكد محمد جمور ان علي العريض هو احد العناوين البارزة لفشل الحكومة السابقة مضيفا ان العريض فشل فشلا ذريعا كوزير للداخلية في فرض الامن بالبلاد وتهاون في حماية النشطاء السياسيين والمواطنين وزرع الاطمئنان في نفوس التونسيين مشيرا إلى أن «كلّ أهداف واجراءات العريض كانت وضع يد حركة «النهضة» على مفاصل وزارة الداخلية ومفاصل الدولة الحساسة بالتسميات والتعيينات التي قام بها في الاجهزة الأمنية» مبينا ان العريض «سمح كذلك بتشكيل اجهزة امنية موازية تمارس العنف ضد السياسيين وضد المواطنيين والاعلاميين والنقابيين تحت حماية الوزارة وتسترها». جريمة دولة وشدد جمور على ان اغتيال شكري بلعيد هو جريمة سياسية وجريمة دولة مبينا ان قيادات حركة «النهضة» ومنهم علي العريض وجهوا اتهامات مباشرة للشهيد اثر احداث سليانة موضحا ان تواطؤ العريض في جريمة تصفية بلعيد ومواجهته الاحداث بالعنف يجعلانه غير مؤهل لتشكيل حكومة مضيفا ان الحكومة الجديدة ليست سوى صورة للمحاصصة الحزبية النهضوية وان كل ما قامت به «النهضة» هو مزيد احكام القبضة على مفاصل الدولة وذلك بشهادة جميع الاحزاب السياسية والشخصيات الوطنية المستقلة معرجا في ذات الصدد على انجازات نور الدين البحيرى صلب وزارة العدل التي وصفها بالتعيينات الاستخباراتية للأجهزة السرية النهضوية مؤكدا ان من يحكم البلاد هو راشد الغنوشي و«مونبلزير» لا وزارة الداخلية او غيرها مكبرا في نفس السياق موقف عبد الكريم الزبيدي وزير الدفاع السابق الذي رفض ان يواصل في حكومة تخرج الجيش من ثكناته ليحرس بنكا عوض حراسة الحدود مؤكدا ان حزب الوطنيين الديمقراطيين لديه تحفظاته حول تحييد الوزارا ت لان البعض من الوزراء الجدد ليسوا على قدر من الحيادية والاستقلالية عكس ما يقع ترويجه حاليا للشعب. مفوضية حقوق الانسان كما أكد جمور ان هناك مساعي لطمس حقيقة الجناة في قضية الشهيد بلعيد مضيفا ان المعطيات الحقيقية لا تصل الى قاضي التحقيق وان هناك من فرض عليه غشاوة حتى لا تظهر الحقيقة مشيرا الى ان ملف الشهيد طرح على المفوضية الدولية لحقوق الانسان وقربيا سيعرض على مجلس حقوق الانسان التابع لمنظمة الاممالمتحدة وأنه اذا ثبت أي تلاعب في كشف قتلة شكري بلعيد سيقع الالتجاء الى محكمة لاهاي الجنائية لتدويل القضية. «الوطد» أكبر من الغنوشي من جهته أكد زياد الاخضر ان حزب الشهيد صغير من ناحية التمويلات ولكنه كبير برجالاته ونضالاته وبوطنيته وحبه لشعبه وقدم شهداء في تونس وفي فلسطين قائلا أن «الوطد» أكبر من راشد الغنوشي ولن يتاجر بدماء شكري بلعيد لانه يحمل مشروعا نضاليا وطنيا ديمقراطيا شعبيا جماهيريا وحدويا عكس مشروع حركة «النهضة» الاخواني» مضيفا ان شهداء الحزب سقطوا وروت دماؤهم البلاد من أجل الدفاع عنها وعن الشعب التونسي منذ عهد بورقيبة الى عهد بن علي الى الثورة لا من اجل الجري وراء المناصب او اقتسام فتات السلطة مع بورقيبة او مناشدة بن علي او موالاة الامبريالية العالمية والقوى الرجعية. برنامج الاربعينية المولدي قسومي الناطق الرسمي باسم اربعينية الشهيد اشار من جانبه الى برنامج الاربعينية التي ستحضرها شخصيات سياسية وحقوقية وطنية ودولية اضافة الى شخصيات اجنبية ديبلوماسية رفيعة المستوى. وبين قسومي ان تظاهرة الاربعينية ستكون بحجم وقيمة الشهيد والمنطلق الحقيقي لتجميع كل القوى حول فلسفة وبرامج ومشروع الشهيد لانقاذ تونس ومقاومة العنف موضحا ان التظاهرة ستمتد على يومين (السبت والأحد) القادمين وستنطلق بتجمع شعبي عام ومسيرة وطنية من مقبرة الجلاز في اتجاه شارع بورقيبة اين ستقام شاشة عملاقة لالقاء كلمات الضيوف والقوى السياسية والمدنية المشاركة. أما يوم الأحد فسيتم تنظيم تظاهرة فنية كبرى بقبة جبل الجلود ثم بقبة المنزه وستحضرها شخصيات فنية وسياسية كبرى من تونس والخارج.