شهدت مرتفعات العمادات الشرقية لمعتمدية «ساقية سيدي يوسف» كامل يوم أمس عمليات تمشيط مكثفة قامت بها وحدات مختصة من الأمن والجيش. حملة أمنية كبيرة شهدتها مختلف هذه المناطق وهدفها القضاء على خلية إرهابية تتمركز بمغاور وغابات سلسلة جبال «ورغى». «التونسية» كانت حاضرة كعادتها وأعدت تغطية خاصة لهذه العملية الأمنية... تعزيزات أمنية وعسكرية هامة من خلال تنقلنا الى المناطق المستهدفة يوم امس وقفنا على مدى كثافة التواجد الامني بهذه الأماكن.. وحدات أمنية مختصة من الحرس الوطني وفرق مختصة من الجيش الوطني كانت موجودة ومدججة بشتى انواع الاسلحة المتطورة.. فرق مقاومة الارهاب وعناصر من «الكومندوس» امنت تمشيط المناطق الوعرة والمغاور النائية وسط الجبال الشاهقة ... كما دفعت مختلف الأجهزة الامنية بوسائل حربية ثقيلة كالدبابات والمدرعات الى جانب سيارات رباعية الدفع وطائرة «هيليكوبتر». من جهتها ساهمت المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بالكاف بعدة وسائل نقل تمثلت أساسا في سيارات رباعية الدفع تولت نقل الجنود والأعوان الى أماكن التمشيط. تنسيق محكم على الميدان رغم تعدد الفرق الامنية واختلاف تصنيفاتها امكن للقادة الميدانيين التحكم في مختلف الوحدات ومجالات تحركها دون حصول تداخل في الادوار... العمل الميداني كان صعبا نتيجة صعوبة التضاريس وخطورة المهمة لكن رغم كل هذه الاشكاليات كان التواصل سلسا بين مختلف الوحدات... الفرق الامنية توزعت في شكل احزمة تتحرك بشكل متوازي، حزام اول امنته فرق من الحرس الوطني قامت بتشكيل طوق عند المنافذ الرئيسية لمنطقة «الحزيم» المكان المتوقع لوجود الخلية الارهابية.اما الحزام الثاني فامنته فرق مختصة من الحرس الوطني والجيش مهمتها تقديم الدعم والاسناد الى الفرق المتقدمة عند حدود التماس... أما الفرقة المتقدمة فتظم تشكيلة من فرق مقاومة الارهاب وطلائع الحرس الوطني وفرقة «الكومندوس» وكان هدفها مواجهة الخلية الارهابية والقاء القبض على عناصرها... هذا بينما تكفلت دوريات متجولة بتأمين التواصل بين مختلف الفرق الأمنية خاصة في ما يتعلق بالجانب «اللوجستي»... في حين تكفلت فرقة من جيش الجو بتسخير طائرة «هيليكوبتر» مجهزة بوسائل استكشاف وبعناصر من «الكومندوس» هدفها توفير غطاء جوي لانتشار الجنود ومختلف الوحدات الامنية ولاستكشاف اكثر المناطق وعورة... كما تم تركيز وحدات طبية متقدمة تضم اطباء ومسعفين عسكريين الى جانب سيارات اسعاف وسيارات طبية عسكرية تمركزت عند مدخل منطقة «الشعابنية» وقرب المدرسة الابتدائية «بالحزيم»... تمشيط مكثف لكل الغابات والجبال انطلقت أمس عمليات التمشيط في حدود الساعة الثامنة صباحا حيث شرعت الوحدات الامنية في مباشرة مهامها..مجموعة انطلقت من مدخل منطقة الشعابنية في اتجاه مغاور جبل «كاف الضبوعة» ضمت فرقة من «الكومندوس» في حين انطلقت مجموعة ثانية من منطقة البياض في اتجاه مرتفعات وجبال منطقة الحزيم مسنودة من قبل فرق مختصة لمقاومة الارهاب وعدد من الاليات العسكرية الثقيلة... عمليات التمشيط شملت صباح امس كامل المرتفعات الغربية لمنطقة «الحزيم» لتتحول مساء الى المرتفعات الجنوبية وصولا الى مشارف منطقة «الطويرف»... وهذا التغيير المفاجئ جاء بناء على معلومة امنية تفيد بتواجد هذه المجموعة في غابات منطقة «الصعصاع» للتحول ارتالا من السيارات العسكرية والامنية بسرعة لافتة الى هذه المنطقة اين بادرت باقامة طوق امني حولها واغلقت كل منافذ الهرب في وجه هذه الخلية الارهابية في انتظار تمشيطها اليوم.... العملية الامنية متواصلة حتى القضاء على الخلية الارهابية ستتواصل الحملة الامنية الكبرى اليوم وستشمل كافة المناطق المجاورة لمرتفعات جبال ورغى..علما ان الهدف الرئيسي لهذه العملية هو القاء القبض او القضاء على كامل عناصر الخلية الارهابية... مختلف الوحدات الامنية قضت ليلتها البارحة على عين المكان في انتظار استكمال عمليات التمشيط صباح اليوم. مداهمات لعدد من المنازل المهجورة قامت فجر امس فرق مختصة من الحرس الوطني بمداهمة عدد من المساكن المهجورة الموجودة بمنطقة «الحزيم» من معتمدية الساقية بحثا عن عناصر هذه الخلية الارهابية وعن ادلة يمكن ان تسهل التعرف على مكان وجودهم بالتدقيق تأمين شامل للمدرسة الابتدائية بالجهة تحسبا من وقوع رد فعل انتقامي من عناصر المجموعة الارهاية كإمكانية مهاجمة المدرسة الابتدائية بالجهة قامت وحدات من الجيش الوطني بتأمين محيط المدرسة الابتدائية ب «الحزيم».