تأكد امس الفوز الباهر لقائمات الاتحاد العام لطلبة تونس في انتخابات المجالس العلمية التي تمت اول امس «بكل نجاح وفي ظروف طيبة وفي كنف الشفافية والحياد التام للإدارة» حسب ما أكدته وزارة الاشراف في بلاغ اصدرته امس. وحسب معطيات اوردتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي اجريت الانتخابات في 192 مؤسسة جامعية من مجموع 199 مؤسسة وأجلت في 4 مؤسسات جامعية هي المعهد العالي للتربية والتكوين المستمر (جامعة تونس الافتراضية) والمدرسة الوطنية للهندسة والتعمير (جامعة قرطاج) والمدرسة العليا للعلوم والتقنيات بتونس (جامعة تونس) والمعهد العالي للاعلامية والتصرف بالقيروان. وسجل غياب كامل الترشحات بالمعهد العالي للدراسات التكنولوجية بقليبية ولم يتسنّ اجراء الانتخابات بهذه المؤسسة كما امتنع طلبة المعهد الوطني للشغل والدراسات الاجتماعية عن التصويت رغم وجود ترشحات بالاضافة الى تأجيل عملية الاقتراع والفرز بالمعهد العالي للدراسات التكنولوجية بتطاوين في حين لم يتم اعتماد نتائج الانتخابات بالمعهد العالي للدراسات التكنولوجية بالقصرين. وحسب نفس المعطيات بلغت نسبة المشاركة في الانتخابات 25٪ وحدد عدد البقاع المتنافس عليها ب549 مقعدا وبلغ عدد المترشحين الفائزين 519 في حين بلغ عدد المقاعد الشاغرة 23 مقعدا. وبعيدا عن لغة الارقام تمت انتخابات المجالس العلمية في اطار من التنافس بين تيارين اثنين هما اليسار الممثل في طلبة الاتحاد العام لطلبة تونس والتيار الاسلامي الممثل في شباب حركة «النهضة» وطلبة الاتحاد العام التونسي للطلبة. هذان التياران اللذان صنعا مجد الجامعة التونسية في فترة الثمانينات كانت كفة احدهما اول امس ارجح من الاخرى حيث استطاع الاتحاد العام لطلبة تونس هزم خصمه بالضربة القاضية اثر فوز ساحق حققه بأغلب المؤسسات الجامعية. فقد استطاع الاتحاد العام لطلبة تونس اقتلاع نسبة 69٫7٪ من المقاعد بجامعة تونس و74٫5٪ من المقاعد بجامعة قرطاج و65٫7٪ من المقاعد بجامعة منوبة مقابل 5٫7٪ لطلبة الحزب الحاكم و62٫9٪ من المقاعد بجامعة تونس المنار مقابل 22٫9٪ لطلبة الحزب الحاكم و 75٪ من المقاعد بجامعة سوسة مقابل 21٫5٪ لطلبة الحزب الحاكم و59٪ من المقاعد بجامعة قفصة مقابل 41٪ لطلبة الحزب الحاكم و72٪ من المقاعد بالمعاهد العليا للدراسات التكنولوجية مقابل 18٪ لطلبة الحزب الحاكم و53٪ من المقاعد بجامعة جندوبة مقابل 26٪ لطلبة الحزب الحاكم و82٪ من المقاعد بجامعة القيروان مقابل 18٪ لطلبة الحزب الحاكم و48،5٪ بجامعة المنستير مقابل 42٫5 لطلبة الحزب الحاكم و39٪ من المقاعد بجامعة صفاقس مقابل 25٪ لطلبة الحزب الحاكم وكان العدد الجملي للمقاعد التي فاز بها الاتحاد مساويا ل228 مقعدا مقابل 78 مقعدا لطلبة الحزب الحاكم. هذا الفوز الباهر رافقته اجواء احتفالية في عدد من المؤسسات الجامعية لعل اهمها كلية الحقوق والعلوم السياسية بتونس او ما يعرف ببيروت الجامعة التونسية التي كان فيها الفوز ساحقا لقائمات الاتحاد العام لطلبة تونس وبفارق كبير جدا، اجواء الاحتفال عمت ايضا المعهد العالي للتصرف بقابس لمّا تم الاعلان عن فوز قائمات الاتحاد وكانت فرقتا البحث الموسيقي وأولاد المناجم حاضرتين. وما تجدر الاشارة اليه ان الاتحاد العام لطلبة تونس دخل انتخابات مجالس الطلبة بقائمات تحمل اسم الشهيد الرمز شكري بلعيد. شكري بلعيد الحاضر الغائب حقق فوزا ساحقا بنسبة 100٪ بمعهد الصحافة وعلوم الاخبار واستطاعت القائمة التي تحمل اسمه بالمعهد العالي للدراسات التكنولوجية بجندوبة ان تقتلع 3 مقاعد كما اقتلعت قائمته بكلية 9 افريل 3 مقاعد مقابل هزيمة كبرى لطلبة الحزب الحاكم (صفر من المقاعد). ومهما تكن رمزية القائمات التي تحمل اسم المناضل الشهيد شكري بلعيد فإن فوز ممثلي الاتحاد العام لطلبة تونس بأغلب المقاعد يمثل انتصارا للديمقراطية في الجامعة والبلاد ويطمئن الشعب حول مستقبل الديمقراطية والحرية وهو ما اكده الاتحاد في بيانه الذي اصدره امس عقب ظهور نتائج الانتخابات. الاتحاد قال ايضا في بيانه ان نتائج انتخابات ممثلي الطلبة في المجالس العلمية اثبتت فشل المراهنة على محاصرة الجامعة واختراقها عبر منظمات حزبية تتغلف بغلاف نقابي وإن الحل في التعاطي مع الشباب الطلابي يكون عبر الحوار الجاد والمسؤول واشراكه في جميع القضايا الطلابية والجامعية.