اعتصم العشرات من أعوان الأمن المعزولين اليوم الثلاثاء أمام مقر وزارة الداخلية مهددين بالانتحار الجماعي احتجاجا على عزلهم واستقبل منذ قليل وزير الداخلية لطفي بن جدو كلاّ من فيصل سديري وعلي سلطان وقيس الرصاص للتفاوض باسم زملائهم لايجاد الحلول الكفيلة لرفع ما سمّوه بمظلمة العزل التعسفي. وقد قال علي سلطان -احد المفوضين- انه تم الاجتماع بوزير الداخلية و المدير العام للمصالح الامنية ومدير عام الامن الوطني وقد أبدى وزير الداخلية الجديد تفاهما كاملا للوضعية وطالب المحتجين بتمكينه من بعض الوقت لدراسة الملفات كلاّ على حدة كما بين سلطان ان ملفات العزل كانت موجودة اثناء التفاوض على طاولة الوزير. هذا وأشار فيصل السديري الى ان وزير الداخلية لم يكن على دراية بالموضوع وانه وعد بدراسة الملفات كقاض وليس كوزير داخلية وإرجاع جميع المعزولين الى سالف نشاطهم ومراعاة ظروف العزل قبل وبعد الثورة.هذا وقد طالب وزير الداخلية بن جدو المحتجين بتعليق الاعتصام من امام مقر نقابة الامن وكذلك اخلاء ساحة الوزارة في انتظار نتائج الاجتماع الذي سيجريه مع مختلف الهياكل النقابية اواخر الاسبوع الحالي . وفي انتظار انتهاء المفاوضات مع وزير الداخلية استغلت التونسية فرصة تواجدها امام وزارة الداخلية للاستماع الى معاناة بعض المعزولين حيث قال نبيل نصر -عريف بسلك الحرس الوطني- انه عزل يوم 23 نوفمبر 2012 بعد ان تقدم بتقرير كتابي الى الادارة العامة للحرس الوطني يفيد بتورط رئيس المنطقة الذي يعمل تحت امرته بالانخراط في شبكة تهريب مادة الفسفاط الى القطر الليبي مضيفا انه تم في البداية نقله الى جهة زغوان ليفاجأ بعد 10 اشهر بقرار عزله وقال نصر انه يعيش اوضاعا مادية صعبة سيما وان والده مصاب بمرض مزمن وانه العائل الوحيد لعائلته . عبد الناصر يوسف -مفتش شرطة عزل قبل الثورة بعد تطبيقه قانون الاجراء التحفظي على احدى قريبات وزير الداخلية الاسبق عبد الله القلال - قال : "ان وزارة الداخلية مازالت تستمر في التحرش بي وحرماني من حقي القانوني والموضوعي في الرجوع الى ممارسة وظيفتي رغم حيازتي لأحكام قضائية باتة ونهائية مضيفا ان الوزارة مازالت تواصل مهزلة العهد البائد وأضاف يوسف انه خاطب وزير الداخلية السابق علي العريض مباشرة بخمس عرائض عله يتحرك لتنفيذ احكامه القضائية وتسوية وضعيته طبقا للقانون لكن دون جدوى وأشار الى ان الامال متعلقة بالقاضي لطفي بن جدو اذا استلم هو شخصيا سلطة القرار ولم يشرك "صغار" الاعوان على حد تعبيره . طارق بوعزي- امني معزول اصيل ولاية القصرين- قال انه عزل نتيجة ممارسة تجارة المحروقات مضيفا انه لم يقم بذلك عمدا او تجاوزا للقانون بل كل مافي الامر ان عائلته تعيش ظروفا مادية صعبة حيث وجد نفسه بعد زواجه ووفاة والده مجبرا على الانفاق على اربعة اخوة طلبة و ام مريضة وزوجة وطفلين مما دفعه الى البحث عن مورد رزق اخر يدعم دخله الشهري لمعالجة وضعيته المادية الخانقة مشيرا الى انه لم يقم بتهريب المحروقات من الجزائر كما ورد في محضر العزل بل كان يقتنيها في التراب التونسي ويعيد بيعها في المناطق المجاورة وعلى قارعة الطرقات .حالات عديدة والنتيجة واحدة وأوضاع اشد مرارة في انتظار ان ينصفها بن جدو بجرة قلم قد تعيد الروح الى شريان المعزولين .