عيد الاستقلال من الاستعمار المباشر، هل هو مجرّد احتفال: خُطَب ومزمار و«طبّال»؟ أم لشحذ الهمم والصعود بتونس إلى القِمم بعيدا عن القيل والقال؟. أسئلة كثيرة في البال ونحن نشهد حالة انفلات غير مسبوقة، فيها المعقولة تخصّ المطالب الاجتماعية على ألّا تخرج عن«عقالها» السلمي، وفيها غير البريئة الهادفة إلى هدم مفهوم الدولة الذي ضحّى من أجله الشهداء. فالاستقلال كان للبناء، وثورة 17 ديسمبر لهدم البناء الفوضوي الذي عشّش في مفاصل الدولة تحت سلطة الجلاّد والفساد، ثم تشييد صرْح دولة المواطَنة لجميع التونسيين بعقد اجتماعي وسياسي واضح يسطّر كل الحقوق والواجبات دون شخصنة للمسائل أو قداسة للأحزاب والعباد!. وها أننا نتابع بكل شغف تحقيق أهداف الثورة هدفا تلو الهدف: شعب يلازم البيوت مع بداية غروب الشمس خوفا على صغاره من المجهول، شباب ب«الحَرْقَة»إلى أوروبا «مزطول»، فتيات مفتونات بجهاد المناكحة و«فَرْخ»لم ينبت له زغب المراهَقة ب«العيون الحور»في سوريا مشغول!، فهل هذا معقول يا أصحاب العقول؟.ماذا نقول لشهداء الاستقلال والثورة؟، أنّ شبابنا يختصر ذكراهم في نوع من السجائر المحلية ويوم عطلة مريح؟، هل فسّرنا لهم قبل لوْمهم كلمة الشهداء حتى لا تختلط عليهم السبل بين ميوعة فاضحة أو عدوانية فادحة؟.آن الأوان لنعتني بالمغرّر بهم لعلّنا نغيّرهم إلى شعلة قادحة، في بناء البلاد كادحة!.