بعيدا عن مساعي الرئاسة المؤقتة لتحريك محرك طاحونة «من أين لك هذا؟» التي تصدعت بها آذاننا بجعجعتها ولم نر لها طحينا حتىوإن كان «سدّاري» منذ تحول كرسي الحكم الى عصا موسى يجلب مال قارون وفرعون و«نفطون» للجالسين عليه ولحواشيهم ولكل من سمّوهم «متاعنا» وما أكثر الذوات البشرية في أسواق المتاع المستعمل. بعيدا عن هذه الطاحونة الخردة بعد الخريف الربيع العربي عن ربيعهم وبعد أهداف الثورة عن الثورة وبعد السماء السابعة عن أرضنا من بنزرت الى بن قردان.
بعيدا عن كل هذا أسأل لماذا لا نسأل الفقير عن فقره من أين لك هذا الفقر؟ هل هو ارث أم هبة من الحكام؟ وأن نسأل الأمي من أين لك هذه الأمية هل هي مكسبه الخاص أم هي نصيبه من محاصيل الزرع في هنشير الحاكم؟ وأن نسأل «البطال» من أين لك هذه الراحة العمرية الدائمة هي من أرزاق الوالد أم عطاء من الحاكم؟ وأن نسأل «الحارق» من أين له هذه «الحرقة» الى حرقة الغربة والمجهول هل هي نصيبه من الدجاجة التي تبيض ذهبا في الصندوق الانتخابي أم هي مكسبه من بيضة الديك الذي أعياه الصياح ايذانا بمطلع الفجر عند الغروب؟ وأن نسأل المجرم من أين له هذا الاجرام هل هو إرث؟ أم قرض؟ أم هبة من عند السلطان.