احتضن المركب الثقافي أسد بن الفرات بالقيروان مؤخرا المهرجان الجهوي للمسرح بدور الثقافة ودور الشباب بمعتمديات ولاية القيروان (العلا والوسلاتية وبوحجلة والشبيكة وحاجب العيون والسبيخة ونصر الله ودار الشباب بشارع فاس). المهرجان كان بدعم من المندوبية الجهوية للثقافة بالقيروان وتضمّن البرنامج 11عرضا ولأول مرة يتم تقديم مثل هذا العدد الهام من المسرحيات في مهرجان امتد على يوم واحد فقط. وقد ترأس لجنة التحكيم كل من كمال العجيمي والممثل حمادي الوهايبي. العرض الافتتاحي كان بمسرحية «الصراع» لنادي المسرح بدار الشباب بالعلا في نص لعلي التونسي وحاتم المغربي وخيري السبوعي واخراج لاحلام المناعي. وقد نالت هذه المسرحية اعجاب الجمهور الحاضر ولجنة التحكيم وهي مسرحية تحكي عن صراع كرسي العرش وصراع بين الحياة والموت والخير والشر وصراع الاجيال والفقير والغني. بقية العروض كانت بمسرحيتين («صرخة» و« كان ومازال») لنادي المسرح بداري الثقافة والشباب بالوسلاتية ثم مسرحية «رئيس بالقوة» لنادي المسرح بدار الشباب ببوحجلة. وللاشارة فان معتمدية بوحجلة شاركت ب 3 عروض: نادي الاطفال (رحلة ميارى) ونادي مسرح بدار الثقافة («كابيني») للدكتور المقجون, كما قدم نادي المسرح بدار الثقافة بالشبيكة مسرحية متميزة بعنوان «العشاء الأخير» تفاعل معها الجمهور الحاضر على غرار المسرحيات الاخرى. بالاضافة الى عرض نادي المسرح بدار الثقافة بحاجب العيون الذي قدم مسرحية بعنوان «حكاية حرقة» نص لعادل النقاطي وإخراج لآمال الوهايبي. كما عرض نادي المسرح بدار الثقافة بالسبيخة مسرحية «الزهرة والتمثال» تلاها عرض مسرحية «دقت ساعة الرحيل» لنادي المسرح بدار الثقافة بنصر الله ليكون العرض المسرحي الاختتامي بعرض مسرحية «موش هكه الحرية» لنادي المسرح بدار الشباب شارع فاسبالقيروان. ومن جهة اخرى نشير الى الغياب البارز لكل من معتمديتي حفوز والشراردة اللتين لم تشاركا بأي عرض مسرحي بالاضافة الى غياب نادي المسرح بالمركب الثقافي أسد بن الفرات بالقيروان الذي احتضن المهرجان وذلك بسبب وفاة مدير النادي مؤخرا المرحوم عبد السلام الجديدي ممّا خلق فراغا مسرحيا بالاضافة الى كون الادارة جديدة حيث تسلمت ادارة المركب في وقت وجيز, كما عبر عن ذلك السيد خميس المساهلي (منشط بدار الثقافة) الذي اعتبر المهرجان في حد ذاته يمثل عودة الروح للمسرحين والموسيقيين بعد الفراغ الكبير والركود الذي عرفه المركب في الاونة الأخيرة. «التونسية» استغلت وجود الممثلة القيروانية القديرة فاتحة المهدوي في قاعة العرض وسألتها عن رأيها في المهرجان والمسرحين الهواة فعبّرت عن سعادتها بعودة النشاط المسرحي للمركب الثقافي أسد بن الفرات وما يبعثه من حيوية ونشاط مسرحي وفني واظهار للقدرات والمواهب الشابة وكل هذا في صالح الحركية الثقافية بالجهة. من جهته عبر الممثل المسرحي ابن القيروان أنور المالكي ل«التونسية» عن اعجابه وانبهاره ببعض الطاقات والمواهب والممثلين الممتازين وقال ان المهرجان لم يأخذ حقه اعلاميا مقارنة بالسابق والدليل حضور جماهيري ضعيف. أنور أشار ايضا الى المستوى المحترم للمسرحيات رغم التفاوت في المستوى ورأى أن أغلب النصوص جيّدة وفيها بعض التجديد رغم أن جلها تعالج موضوع الثورة وتبعاتها والمشاكل الاجتماعية وأنه وجب تشجيع المسرحين الشبان الهواة من خلال فتح نواد والاهتمام بهم ودعمهم واحياء فن المسرح وانقاذه من الموت وخسارة كبرى ان يموت المسرح.