يعرف الأستاذ والمخرج المسرحي يوسف صيداوي بحماسه الفيّاض للمسرح وسعيه الدؤوب إلى تطوير الحركة الثقافية المسرحية كما يعرف أيضا بالقلب النابض للحركة المسرحية بمعتمدية بوحجلة من ولاية القيروان. الصيداوي أنتج مؤخرا عملا مسرحيا ضخما عنوانه «خبايا» حيث دخل به المهرجانات الصيفية من الباب الكبير وقد تحدث عن هذا العمل في الحوار التالي: لنبدأ منذ البداية وأسألك عن علاقتك بالمسرح؟ يوسف صيداوي مولود بمعتمدية بوحجلة من ولاية القيروان تحصّلت على شهادة الباكالوريا وتوجهت إلى المعهد العالي للفن المسرحي بعد ممارسة المسرح من باب الهواية وتخرجت من المعهد دورة 2003، اشتغلت في عديد المسرحيات كممثل وأخرجت عديد الأعمال المسرحية بهياكل إنتاجية مختلفة هاوية ومحترفة والآن أدرّس المسرح بالمعهد الثانوي ابن عرفة الشبيكة (القيروان). تقمّصت دور ابن رشد في المسرحية الأخيرة؟ بالفعل تقمّصت دور ابن رشد في مسرحية «السيف والوردة» للمخرج حمادي الوهايبي وهي تجربة ثرية بناء على أهمية هذا الدور وحرفية المخرج وجمال النص وقدرة الممثلين الذين رافقوني في إنجاز هذا العمل وهو الآن بصدد العرض. وماذا عن إنتاجك وأعمالك التلفزية؟ بالنسبة إلى التلفزة، الظاهر أن المخرجين الذين كلفوا بإعداد الأعمال الدرامية تجاهلوني ولا أدري لماذا؟ لماذا انحصرت أعمالك مع المخرج الحبيب المسلماني دون غيره؟ شرف كبير أن تنحصر تجربتي مع المخرج الكبير الحبيب المسلماني لأن هذا الرجل تعلمت منه الكثير فنّا وأخلاقا أما بقية المخرجين فلهم حرية الاختيار ولا أفرض نفسي على أحد. رغم كثافة الأعمال التي شاركت فيها مثل حسابات وعقابات، عودة المنيار، الليالي البيض، شوفلي حل، صيد الريم، عاشق السراب، بين الثنايا، فإنها أدوار ثانوية لا تتلاءم وقدراتك المسرحية وتجربتك الثرية. بالنسبة إلى الأدوار الثانوية فأنا ككل الممثلين أرغب في تقمص دور كبير وربما طال انتظاري! لكن حبي للحبيب المسلماني واحترامي له جعلاني أحترم اختياراته وبما أني ممثل محترف أقبل ما يختاره المخرج. عُرفت بحبّك الشديد لمسقط رأسك سيدي عمر بوحجلة، وقد تجسّد هذا الحب في مشروع فرجوي ضخم، لو تحدثنا عن تفاصيل هذا المشروع؟ أنا لا أؤمن بالحب النظري وإنما بالحب الذي يترجمه الفعل ومشروع «خبايا» الذي أنجزته مؤخرا في بوحجلة هو دليل على حبي العميق لموطني... خبايا هو عرض فرجوي موسيقي شعبي يتنزل في سياق حكاية عشق للموروث وللانتماء إلى الأرض والمرأة والوطن ويقوم بالأساس على إحياء تراث ولاية القيروان وشارك في هذا العمل أكثر من ثلاثين مبدعا وقدّم هذا العرض أمام لجنة التوجيه في أواخر مارس الماضي وحصل على التأشيرة وقمنا بعدها بحملة إعلامية مسّت مختلف المهرجانات الصيفية في تونس. ما هي نتائج هذه الحملة الإعلامية؟ عرّفنا بمشروع خبايا وقدمناه لأغلب المهرجانات ولقد أمضينا اتفاقا مع عدد من مديري المهرجانات مثل مهرجان صوّاف زغوان، مهرجان الشبيكة القيروان، مهرجان المروج2 تونس مهرجان قمرت تونس مهرجان بوحجلة ومهرجان سيدي حسين... ومازلنا ننتظر رد وزارة الثقافة ونرجو أن يتم اختيار مشروع خبايا للدعم... قيل إنّك عانيت كثيرا من جرّاء هذا المشروع؟ نعم، لقد كان المشروع ضخما وكان المشكل الأساسي هو التمويل بعد تجاهل كل المؤسسات الاقتصادية لمطلبنا، ولولا وقوف السلط الجهوية والمحلية وأهالي بوحجلة لما استطعنا أن ننجز هذا المشروع. لماذا تراهن على المسرح كل هذا الرهان؟ لأنّي أرى أن المسرح هو وسيلة ل«تهذيب» البشر عن طريق توسيع فهمهم للحياة ولحقيقة الخير والشر وما وراؤهما من قبح أو جمال وهو أداة لتوسيع دائرة المعنى حتى تزداد الحياة عمقا وثراء والمسرح كما راهنت عليه كل الشعوب هو بوابة التحضّر بامتياز وإيماني هذا جعلني أواصل في هذا الميدان دون كلل رغم الصعوبات والعراقيل.