«تاريخ بلادي تاريخ عظيم وموحال نرضو بحياة الهانة وكلام الحق ميزانو ذهب واضح كالشمس ...» هي كلمات تغنت بها السيدة عيشة الجبالي ورفيقتها في وصلة تراثية عددتا فيها مناقب التاريخ التونسي وقدمتا تحية لكل المشاركات في المنتدى الإجتماعي العالمي وذلك في حفل الإفتتاح الذي احتضنه أمس المركب الجامعي بالمنار والذي حضره جمع غفير اكتظت به قاعة المحاضرات الرئيسية بالجامعة. ضربة البداية كانت جلسة عامة للنساء أثثتها مجموعة من المناضلات ألقين كلمات بالمناسبة قدمت فيها كل واحدة منهن نبذة عن معاناة المرأة في بلادها. أول الأمر لا بد من تقديم هذا المنتدى الذي ينتظم للمرة الأولى في بلد عربي وللمرة الثانية عشرة منذ انطلاقه وهو فرصة للقاء نساء ورجال يناضلون في مجالات عملهم القاعدي ومنظماتهم ضد إملاءات الأسواق العالمية وضد تفكيك النسيج الإجتماعي ويقاومون من اجل البناء الراهن للديمقراطية والمساواة بين الجميع ومن اجل التضامن والعدل والسلام وللحفاظ على الممتلكات العمومية والحفاظ على البيئة. كما تحتضن هذه الدورة الحركات الإجتماعية الجديدة والفاعلين الجدد من كل العالم. وسيكون هذا المنتدى فضاءا للنقاش الديمقراطي للأفكار طيلة 5 أيام وذلك من 26 إلى 30 مارس 2013. وسيكون فرصة للمشاركين لتبادل الخبرات والتنسيق بين الحركات الإجتماعية والشبكات والمنظمات غير الحكومية وغيرها من منظمات المجتمع المدني التي تعارض الليبرالية الجديدة والهيمنة على العالم بواسطة الرأسمال وكل أشكال الإمبريالية. استقبل المركب الجامعي بالمنار أمس قرابة 5 ألاف مشارك في المنتدى العالمي جاؤوا من كل بقاع العالم لتنشيط العديد من الفعاليات طيلة 5 أيام منها المسيرات وأنشطة التعبئة والمبادرات التضامنية وورشات عمل وندوات واجتماعات وأنشطة رياضية بالإضافة إلى لقاءات وتظاهرات ثقافية .أول الأنشطة كانت كما أسلفنا اجتماع نسائي امتزجت فيه الكلمات التي ألقتها النساء المشاركات بالشعارات السياسية المناهضة للإمبريالية والظلم والحد من الحريات والإستبداد. وقد استهلت السيدة أحلام بلحاج رئيسة الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات كلمات المشاركات في هذا الإجتماع النسائي وبينت أن هذا المنتدى حلم لم يكن ليتحقق لولا الثورة التونسية. وأكدت أن المرأة التونسية في حالة نضال دائم لان المخاطر التي تهددها عديدة وان نضال المرأة ضامن لكل الثورات المعادية وضد كل التراجعات. وبينت أن المرأة التونسية تناضل ضد تقتيل النساء والفقر. وأكدت رئيسة الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات أن الساسة يسلطون العنف على المرأة ويتسلطون عليها في كل أنحاء العالم ليجبروها على الابتعاد عن الفضاء العام وخاصة المجال السياسي. رسالة من فلسطين عندما تسلمت الكلمة أثارت المناضلة الفلسطينية السيدة سناء عويتة موجة من الهتافات المساندة للقضية الفلسطينية وألقت رسالة بعثتها السيدة «أم ثامر العيساوي» الذي يواصل إضراب الجوع في السجون الإسرائيلية لليوم 48 على التوالي. «أم ثامر» لم تستطع المشاركة في أشغال المنتدى لأن قوات الإحتلال الإسرائيلية منعتها من السفر وقد ناشدت كل المشاركين في المنتدى المطالبة بالحرية لابنها ولكل المعتقلين الفلسطينيين. هذا وتخلل الإجتماع النسائي تدخل لعدة سيدات من عدة بلدان على غرار السينغال والبرتغال ومصر. أكبر مشاركة من فرنسا لم تتغيب السيدة أريان شابوناي عن ال 12 دورة للمنتدى العالمي وبينت المناضلة الفرنسية ذات ال 89 عاما أنها تساند الحرية في كل أنحاء العالم وان سنها واعاقتها لم يثنيانها عن التنقل في جميع أنحاء العالم. وأكدت أنها تنشط ضمن العديد من الجمعيات والمنظمات العالمية ومن أبرزها مركز الدراسات والتطوير في أمريكا اللاتينية الذي تمثله في هذا المنتدى. برنامج المنتدي بعد الجلسة النسائية شهد المنتدى في يومه الإفتتاحي مسيرة افتتاح انطلقت من ساحة 14 جانفي وصولا الى الملعب الرياضي بالمنزه أين انتظم حفل غنائي بالمناسبة تخللته الكلمات الإفتتاحية للمنتدى. أيام 27 و28 و29 ستخصص للأنشطة المدارة ذاتيا وستأخذ هذه الأنشطة أشكالا حرة ومتنوعة من المحاضرات وإلى العروض المسرحية مرورا بالنقاشات والشهادات والسيناريوهات. وسيكون اليوم 27 مارس فرصة لمناقشة المسارات الثورية والإنتفاضات والحروب الأهلية والاحتجاجات التي هزت النظم السياسية في منطقة المغرب والمشرق. يوما 29 و30 مارس ستنظم خلالهما العشرات من الاجتماعات من قبل الشبكات والحركات والمنظمات الحاضرة. وسيتم تجميع مقترحات العمل المنبثقة عن تلك الاجتماعات في اختتام المنتدى. هذا وسيشهد اليوم الأخير للمنتدى مسيرة تضامن مع الشعب الفلسطيني في إطار «يوم الأرض» تنطلق من ساحة 14 جانفي وستمر بساحة باستور لتصل إلى سفارة فلسطين.