عقد أمس حزب «القطب» اجتماعا شعبيا بصفاقس كان من اهم الحاضرين فيه المنسق العام للقطب رياض بن فضل والمنسق الجهوي مراد الزواغي الى جانب ضيفين كبيرين هما الامين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين نايف حواتمة والامين العام للحزب الاشتراكي المصري احمد بهاء الدين شعبان مع عدد آخر من الضيوف والشخصيات المدعوة من احزاب سياسية كالحزب الجمهوري والتحالف الديمقراطي وحزب العمال وحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد وكذلك الجبهة الشعبية وعدد من الجمعيات واحتضنت هذا الاجتماع قاعة الافراح البلدية وحضرت اعلام تونسوفلسطين... غاية هذا الاجتماع الشعبي كما كشف عنها مراد الزواغي في الندوة الصحفية السابقة وهي الاعلان عن اهداف الحزب وطموحاته ببناء حزب سياسي يساري قوي والتوحد في اطار جبهة تمثل المعسكر اليساري خاصة أن انتخابات 23 اكتوبر 2011 شكلت ضربة موجعة جراء التشرذم والانقسام وهذا ما توقف عنده المنسق الجهوي مراد الزواغي وكذلك المنسق العام رياض بن فضل الذي قال ان تشتت وانقسام ونرجسية اليسار هي التي قادت الى «كارثة» انتخابات 23 اكتوبر مضيفا ان العلاقات مع «الجبهة الشعبية» هي الآن قوية وتتطور وقال ان «القطب» مع انشاء ائتلاف وطني من اجل الانقاذ لكسب «ام المعارك» وهي الانتخابات القادمة وقال انها معركة استراتيجية وان اليسار اذا خسرها مرة اخرى فلا لوم حينها الا على القوى اليسارية. وأضاف رياض بن فضل ان «النهضة» قوية بضعف اليسار وبالتالي لا بد ان يتوحد معسكر اليسار التونسي على ارضية واحدة وان عليه ان يخرج من دائرة «اللاءات» ويشجع منظوريه والشعب على الاقبال والمشاركة في الانتخابات القادمة خاصة أن العادة جرت (والكلام لبن فضل) ان الانتخابات الثانية بعد الثورة عادة ما تكون بنسبة أقل من الناخبين وهذا حسب التجارب التي عاشتها بعض الدول التي عرفت ثورات. وخلال الاجتماع تحدث ايضا كمال عمروسية من «الجبهة الشعبية» فقال انه توجد تقاطعات كبيرة مع القطب وأضاف ان الشعب التونسي مطالب بان يدرك ويميز بين اعدائه واصدقائه مشيرا إلى انه يعتبر ان العدو الرئيسي للشعب هو حكومة «الالتفاف على الثورة» مشددا على تمسك «الجبهة الشعبية» بالمؤتمر الوطني للانقاذ وبالمؤتمر الوطني ضد العنف وبحرية الاعلام الى جانب القضاء المستقل وحرية المرأة واضاف قائلا: «سنكون مع الشعب لاسقاط الحكومة وخياراتنا في الجبهة الشعبية مفتوحة على عديد الاصعدة». من ناحيته قال عبد الوهاب بن مبروك من الحزب الجمهوري بصفاقس انه يدعو كل القوى الديمقراطية لا اليسارية فقط للتوحد مضيفا ان الحزب الجمهوري هو اول من دعا الى تكوين قوى ديمقراطية واسعة للمحافظة على مدنية الدولة. وفي مداخلته اشار الاستاذ زبير الوحيشي عن الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان (فرع صفاقس الشمالية) الى اهمية نبذ العنف مهما كان مصدره معتبرا ان السلطة تسعى بكل قوتها الى جر القوى الديمقراطية والمدنية الى مربع العنف وقال ان المطلوب هو ان يتوسع اللقاء والتقارب وان القوى الديمقراطية مطالبة بتوحيد الصفوف والتكاتف. وفي مداخلته ركز الامين العام للحزب الاشتراكي المصري احمد بهاء الدين شعبان على التشابه بين الثورتين التونسية والمصرية قائلا: ان ما يحدث في تونس يحدث في مصر وان الثورتين لم تكتملا. وأضاف ان أنصاف الثورات هي مقابر الشعوب وقال ان سيطرة الاخوان المسلمين في مصر على مقاليد الحكم تمت بتواطؤ من المجلس العسكري ومن دول البترودولار والامبريالية وانه لهذا يرفض الحزب الاشتراكي المصري الحوار لأنه لا يقبل بأن يتخذ الرئيس والسلطة القرارات ثم يدعو المعارضة للحوار واعتبر انه يوجد 13 ألف موظف من الإخوان في الدولة.. الدولة الموازية (كما سماها) ومن هنا فانه يعتبر الدفاع عن مصر واجبا وطنيا مقدسا. وواصل القول انه لا يوجد في مصر صراع حول الهوية وان الاخوان يريدون جرّ المعارضة الى هذا المربع وانهم يريدون «اخونة» مصر في حين تبحث المعارضة عن اعادة خطاب الثورة واعادة الاعتبار لشعاراتها في الحرية والديمقراطية. ثم تناول الكلمة الامين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين نايف حواتمة فحيّا الشعب التونسي على ثورته التي نادى فيها «الشعب يريد اسقاط النظام» ودعا الى الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية. وأضاف نايف حواتمة ان الشعب التونسي اعطى للعالم قوة الهام للتحرر والانعتاق وان عليه ان يكمل ثورته بعيدا عن كل شكل من اشكال الاستبداد وأن ثورة تونس ثورة أصيلة ولم تكن على شاكلة «الفوضى الخلاقة الامريكية» التي تبحث الآن عن تحويل سوريا الى بحر من الدماء.