وزير السياحة: طلب كبير على طبرقة عين دراهم...التفاصيل    عاجل: سقوط صواريخ إيرانية على حيفا وبئر السبع... وأضرار مادية جسيمة    كأس العالم للأندية: برنامج النقل التلفزي لمواجهة الترجي الرياضي ولوس أنجلوس    الفرق الطبية بالمستشفيين الجامعيين بصفاقس تنقذ 5 مرضى من جلطات قلبية بواسطة منصّة "نجدة TN"    حماية المستهلك والتجارة الإلكترونية: تذكير بالقواعد من قبل وزارة التجارة وتنمية الصادرات    وائل نوار: الرهان المستقبلي لقافلة الصمود حشد مئات الآلاف والتوجه مجددا لكسر الحصار    عاجل/ العامرة: إزالة خامس مخيّم للمهاجرين يضم 1500 شخصا    مقترح قانون لتنقيح قانون الإبلاغ عن الفساد وحماية المبلّغين    منتدى الحقوق الاقتصادية يطالب بإصلاح المنظومة القانونية وإيجاد بدائل إيواء آمنة تحفظ كرامة اللاجئين وطالبي اللجوء    بداية من 172 ألف دينار : Cupra Terramar أخيرا في تونس ....كل ما تريد معرفته    عاجل: القلق الإسرائيلي يتصاعد بسبب تأجيل القرار الأميركي بشأن الحرب على إيران    الحماية المدنية: 552 تدخلا منها 98 لإطفاء حرائق خلال ال 24 ساعة الماضية    النادي الإفريقي يعلن عن موعد الجلسة العامة الانتخابية    صلاح وماك أليستر ضمن ستة مرشحين لجائزة أفضل لاعب من رابطة المحترفين في إنقلترا    المنتخب التونسي للكرة الطائرة يختم تربصه بإيطاليا بهزيمة ضد المنتخب الايطالي الرديف 3-1    عاجل: اتحاد الشغل يطالب بفتح مفاوضات اجتماعية جديدة في القطاعين العام والوظيفة العمومية    وزير الإقتصاد في المنتدى الإقتصادى الدولي بسان بيترسبورغ.    عودة التقلّبات الجوّية في تونس في ''عزّ الصيف'': الأسباب    ''مرة الصباح مرة ظهر''.. كيف يتغيّر توقيت اعلان نتيجة الباكالوريا عبر السنوات وما المنتظر في 2025؟    "ليني أفريكو" لمروان لبيب يفوز بجائزة أفضل إخراج ضمن الدورة 13 للمهرجان الدولي للفيلم بالداخلة    من مكة إلى المدينة... لماذا يحتفل التونسيون برأس السنة الهجرية؟    بلومبيرغ: إيران تخترق كاميرات المراقبة المنزلية للتجسّس داخل إسرائيل    كاس العالم للاندية : ريال مدريد يعلن خروج مبابي من المستشفى    روسيا تحذّر أمريكا: "لا تعبثوا بالنار النووية"    عامان سجناً لمعتمد سابق و15 سنة سجناً لنائب سابق بالبرلمان المنحل    عاجل/ عقوبة سجنية ثقيلة ضد الصّحبي عتيق في قضية غسيل أموال    صاروخ إيراني يضرب بئر السبع وفشل تام للقبة الحديدية...''شنو صار''؟    طقس اليوم: أمطار بهذه المناطق والحرارة في ارتفاع طفيف    ''التوانسة'' على موعد مع موجة حرّ جديدة في هذا التاريخ بعد أمطار جوان الغزيرة    عاجل/ طهران ترفض التفاوض مع واشنطن    بطولة برلين للتنس: أنس جابر توانجه اليوم التشيكية "فوندروسوفا"    ميسي يقود إنتر ميامي لفوز مثير على بورتو في كأس العالم للأندية    تقص الدلاع والبطيخ من غير ما تغسلو؟ هاو شنو ينجم يصير لجسمك    ما تستهينش ''بالذبانة''... أنواع تلدغ وتنقل جراثيم خطيرة    100 يوم توريد... احتياطي تونس من العملة الصعبة ( 19 جوان)    عاجل/ سعيّد يكشف: مسؤولون يعطلون تنفيذ عدد من المشاريع لتأجيج الأوضاع    خامنئي: "العدو الصهيوني يتلقى عقابه الآن"    بالفيديو: رئيس الجمهورية يشرف على اجتماع مجلس الوزراء...التفاصيل    الأوركسترا السيمفوني التونسي يحتفي بالموسيقى بمناسبة العيد العالمي للموسيقى    كأس العالم للأندية: أتليتيكو مدريد يلتحق بكوكبة الصدارة..ترتيب المجموعة    اسألوني .. يجيب عنها الأستاذ الشيخ: أحمد الغربي    ملف الأسبوع...ثَمَرَةٌ مِنْ ثَمَرَاتِ تَدَبُّرِ القُرْآنِ الْكَرِيِمِ...وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ    شارع القناص ...فسحة العين والأذن يؤمّنها الهادي السنوسي .. الثقافة وهواة اللقمة الباردة : دعم ومدعوم وما بينهما معدوم.. وأهل الجود والكرم غارقون في «سابع نوم»!    موسم الحبوب: تجميع4.572 مليون قنطار إلى غاية 18 جوان 2025    خطبة الجمعة... ذكر الله في السراء والضراء    وفاة أول مذيعة طقس في العالم عن عمر يناهز 76 عاما    الاستثمارات الاجنبية المباشرة تزيد ب21 بالمائة في 2024 في تونس (تقرير أممي)    أمطار أحيانا غزيرة ليل الخميس    إسناد المتحف العسكري الوطني بمنوبة علامة الجودة "مرحبا " لأول مرة في مجال المتاحف وقطاع الثقافة والتراث    بعد 9 سنوات.. شيرين تعود إلى لقاء جمهور "مهرجان موازين"    اطلاق بطاقات مسبقة الدفع بداية من 22 جوان 2025 لاستخلاص مآوي السيارات بمطار تونس قرطاج الدولي    وفاة 5 أعوان في حادث مرور: الحرس الوطني يكشف التفاصيل.. #خبر_عاجل    الخطوط التونسية: تطور مؤشرات النشاط التجاري خلال أفريل وماي 2025    لجنة الصحة تعقد جلسة استماع حول موضوع تسويق المنتجات الصحية عبر الانترنت    عاجل: أمل جديد لمرضى البروستات في تونس: علاج دون جراحة في مستشفى عمومي    بعد تعرضها للهجوم .. نجوم الفن المصري يدعمون هند صبري بأزمة "قافلة الصمود"    قافلة الصمود تُشعل الجدل: لماذا طُلب ترحيل هند صبري من مصر؟    عاجل : عطلة رأس السنة الهجرية 2025 رسميًا للتونسيين (الموعد والتفاصيل)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



زعيم شيعة تونس: السلفيون زرعهم العدو للتخريب..و زواج المتعة للمضطرين فقط كأكل الميتة
نشر في التونسية يوم 04 - 04 - 2013

قال زعيم الشيعة في تونس الشيخ مبارك بعداش إن علاقته بحركة النهضة سيئة، مع أنه أحد مؤسسيها إلى جانب راشد الغنوشي و عبدالفتاح مورو وغيرهما.
وأشار بعداش في مقابلة مع " إيلاف" إلى أن حركة النهضة تخلّت عن المبادئ التي من أجلها وصلت إلى السلطة في تونس، مشيراً إلى أنها حوّلت وجهتها إلى قطر و تركيا عوضًا عن دولة إيران الإسلامية والقوية، "وبالتالي فقدت الكثير من أنصارها، لكنّ الشعب التونسي سيعيد انتخابها".
وأبدى الشيخ مبارك خوفه من السلفيين ، "لأنهم يستعدون لشنّ هجوم كاسح على كل من يعترض سبيلهم".
وقال: "والنهضة أساءت إلينا، وبالرغم من ذلك، منحناها صوتنا في انتخابات المجلس التأسيسي في تشرين الأول (أكتوبر) 2011 لأنها أقرب إلى الإسلام. لكن أربابها خالفوا ما كنا منحناهم أصواتنا من أجله، فقد حولوا وجهتهم نحو قطر و تركيا القريبتين من الدول الغربية".
ويصف الثورة التونسية بأنها بلا رأس، والمعارضة بأنها شكلية بلا فاعلية.
أما سوريا فهي في نظره النكبة الكبرى. قال: "مثلت سوريا عقدة للغرب حيث كانت المساعد لحزب الله، فإيران ترسل العتاد وسوريا توصله إلى مجاهدي حزب الله، وهي لم ترضخ لأميركا واسرائيل".
وفي ما يأتي الحوار كاملًا:
من يكون الشيخ مبارك بعداش؟
أنا الشيخ مبارك بن محمد بن صالح بعداش، وأدعى علي، ولدت بقرية فطناسة من محافظة قبلي سنة 1935، وبدأت نشاطي في محافظة قابس بالجنوب التونسي. انتمي إلى عائلة محافظة تعتنق المذهب المالكي، قرأت القرآن الكريم ودرست بجامع الزيتونة المعمور في العام 1950 طوال ست سنوات. بدأت سنّيًا مالكيًا، واستقر بي المقام في مذهب أهل البيت، مرورًا بالنشاط ضمن الإخوان المسلمين و تأسيس حركة النهضة. يصفونني بأنني زعيم الشيعة في تونس، لكنني داعية أكثر ما أنا زعيم، لأننا لم نتأطّر ولم نتنظّم بعد. فالزعامة تكون مع التنظيم، وحاليًا نحن نقوم بالدعوة إلى التشيّع ولم نصل بعد إلى درجة التنظيم. وقد كنت من قبل داعية ضمن جماعة حركة النهضة، أما اليوم فأنا من الدعاة البارزين إلى التشيّع في تونس وأكثر الدعاة التصاقًا بالمجتمع، وكذلك الشيخ التيجاني السمهاوي في قفصة، وحسني شعير في تونس الذي درس في الحوزة في إيران. نريد أن نعرف من هي الفرقة الناجية. فهناك حديث للرسول صلى الله عليه و سلم اتفق حوله الجميع يقول فيه: ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، فرقة ناجية والبقية في النار، ونحن نبحث الآن حتى يطمئن أبناؤنا، ويتمثل مشروعنا في تصحيح العقيدة.

كنت أحد دعاة حركة النهضة، لماذا ابتعدت عنها؟
التكوين في المسائل الدينية ضعيف جدًا على حساب المسائل السياسية، بالنسبة لأتباع حركة النهضة، على عكس راشد الغنوشي الذي يتمتع بقدرات كبيرة في الجانب الديني بالرغم من أنه يتلكأ و لا يبرز بسلاسة الحديث. يبرز بالخطابة ضمن قيادة حركة النهضة الشيخ عبد الفتاح مورو.
كيف تصف علاقتك بها اليوم؟
العلاقة سيئة مع حركة النهضة، التي كنت أحد مؤسسيها إلى جانب راشد الغنوشي وحميدة النيفر وعبدالفتاح مورو وصلاح الدين الجورشي وصالح كركر. والنهضة أساءت إلينا، وبالرغم من ذلك، منحناها صوتنا في انتخابات المجلس التأسيسي في تشرين الأول (أكتوبر) 2011 لأنها أقرب إلى الإسلام. لكن أربابها خالفوا ما كنا منحناهم أصواتنا من أجله، فقد حولوا وجهتهم نحو قطر و تركيا القريبتين من الدول الغربية، بينما إيران أقرب دولة إسلامية إلينا وهي مصنّعة وغنية. وقد فهمنا بالتالي أن حركة النهضة غير معنية بتطبيق الشريعة الإسلامية، فظاهرها إسلامي وباطنها غير ذلك، وخصوصًا في تعاملهم مع قضية سوريا.
وهل ترى أن حركة النهضة زاغت عن المبادئ الأساسية للإسلام؟
نعم والدليل أن وزارة الداخلية تحت إدارة رئيس الحكومة الحالي علي العريض غير جادة في وضع حدّ للفساد. وقد وقعت حركة النهضة في خطأ استراتيجي، وكان عليها أن لا تحكم في هذه الفترة الحرجة من الإنتقال الديمقراطي. ففساد ستين سنة لا يمكن أن يحلّ في ظرف وجيز، وهو ما كان ينتظره المواطنون، وكان ذلك بالتالي سببًا في تقلّص مكانة الحركة.
هل ستخسر مكانها في الإنتخابات القادمة؟
سيتقلص عدد مناصريها وتكون نسبة الفوز أقل، لكنها لن تنهزم، لأن أنصارها عديدون ومنظّمون وبالتالي سيكون لها شأن دائم داخل المجتمع التونسي.

ما هي الأخطاء التي ارتكبتها حركة النهضة بعد 15 شهراً من قيادتها للبلاد؟
تراجعت حركة النهضة عن العديد من المطالب التي ينادي بها مناصروها وكل من منحها صوته، على غرار اعتماد الشريعة الإسلامية مرجعًا في دستور البلاد، إلى جانب ما نعيشه اليوم من غلاء في الأسعار وعدم قدرة ضعاف الحال على العيش الكريم بسبب التهريب والإحتكار والضعف الذي اتسمت به السلطة، التي لم تمسك كل الأوضاع بجد وحزم. كما أنها لم تقم بمحاسبة الفاسدين و بقي التابعون للعهد السابق في مفاصل الدولة يتحكمون في سير مجريات الأمور في البلاد، فشخصيًا أعرف من سبق أن اعتدى عليّ وعلى أبنائي ولم تتم محاكمته حتى ينال جزاءه. كما أن سياستها عقيمة، سياسة مسكنات لا غير، لأنها عابرة. فقد حافظت على الكراسي ونسيت مصالح الشعب الذي ينتظر الكثير من مناضلي حركة النهضة.
هل يمكن لحركة النهضة في هذه الفترة بالذات تطبيق الشريعة الإسلامية؟
لا يمكن الآن، فقد فات الوقت إذ كان عليهم أن يتمسكوا بدينهم و مبادئه السمحة من أجل تطبيق الشريعة الإسلامية، حتى إن لم ينجحوا في الإنتخابات السابقة، فسينجحون بالتأكيد في الإنتخابات القادمة، لأن الشعب يريد تطبيق مبادئ الإسلام، وهو مصرّ على ذلك.
هل ترى أن حركة النهضة غير صادقة؟
إنها غير ثابتة، فأفضل ما في المجتمع التونسي هم مناضلو حركة النهضة الذين نجدهم الآن في السلطة على مستوى الصدق والثقة فلا خوف معهم على مستقبل تونس. عليهم حسن التعامل مع الضغوط التي يتعرضون لها من دون الرضوخ.

وما علاقتكم بالسلفيين؟
لا عقل لهم. لكن لا بد من التعامل معهم. فدينهم ليس دين محمد صلى الله عليه و سلم وليسوا من السنّة. فهم لا يحاربون من أجل قضية فلسطين، ويتقاتلون، ويقتلون بعضهم البعض، ولم نسمع بسلفي قتل يهوديًا. وقد قتلوا أخيرًا الشيخ البوطي في سوريا على الرغم من أنه سنّي، وبالتالي خطر هؤلاء قادم. وهم كالأفعى لونها جيد وسمّها قاتل، وهم يجدون دعمًا من الدول الغربية، تزرعهم في كل مجتمع تريد تخريبه، لأن لا فكر لهم غير القتل.
كأني بك تجمع كل السلفيين في سلة واحدة؟
لا يختلفون كثيرًا عن بعضهم. فالسلفيون الجهاديون والعلميون وغيرهم لا يرجعون إلى السلف الصالح، وبالتالي لا بد من التصدي لهم.
وما مدى خطورتهم على المجتمع التونسي؟
خطورتهم الأولى في استغلالهم المنابر في المساجد والدعوة لأفكارهم. فهم قد تعلموا القرآن ولكن لا يتّبعون المذهب المالكي. أما الخطر الثاني فهو الدمار انطلاقًا من باكستان إلى أفغانستان و إيران وسوريا. فهم لا يعرفون غير القتل بينما العدوّ الذي زرعهم يضحك فخورًا بنجاح مشروعه التخريبي.
هل ترى علاقة لهم بالأسلحة التي وجدت في تونس؟
بالتأكيد. فهم يستعدون لشنّ هجوم كاسح على كل من يعترض سبيلهم. وهم يخالفون حتى حزب التحرير الذي يدعو إلى الخلافة الإسلامية. وتسمع رئيسهم يقول إن تونس أرض دعوة لا أرض جهاد، فلماذا لا يشتركون في الدعوة إلى دين الله. أما الحل فيكمن في دعوتهم و مناظرتهم ومقارعة الحجة بالحجة وليس باعتماد العنف ضدهم. ونحن نطالب بالمناظرة. فالرفض من دون حوار يدخل في باب العنف.

كم شيعي الآن في تونس؟
في حدود عشرة آلاف، على الرغم من أن بعض الصحف قالت إن هناك عشرين ألفًا.
بدأت قوميًا، ثم إسلاميًا، و أخيرا تشيّعت، أليس ذلك عدم ثبات على مبدأ؟
أنا متحرك ولست ثابتًا. فأنا أبحث عن مستقر حقيقي، وقد كنت ضمن مناضلي حركة النهضة ومسؤولاً عن ثلاث محافظات، وكان منزلي بمثابة المقرّ والملجأ. وقد أقام راشد الغنوشي و 42 شخصًا في منزلي. وزوجتي أول تونسية ارتدت خمارًا. لكن عندما تمّ توسيم النساء رفضوها لأنها شيعيّة. أنا أبحث دائمًا عن الأفضل حيث قضيت عمري في الدعوة إلى الإسلام. وقد عارضت فرنسا و بورقيبة وبن علي. والآن أنا معارض.
ما مدى قبول الشعب التونسي للمذهب الشيعي؟
في جوانب العبادة، أي ما يخص الصلاة و الصوم و الوضوء وغيرها، هناك قبول فلا بدع في المذهب الشيعي على عكس المذهب السنّي الذي يتضمن بدعًا عديدة. أما في الجانب السياسي فغيرنا يقوم بإفساد صورتنا. إيران تقدم المساعدات و الصواريخ لغزة في حربها ضد الصهاينة بينما العرب يتفرجون.

كيف تنظر إلى الثورة التونسية؟
ثورة بلا زعيم. فجمال عبد الناصر قاد ثورة على الرغم من عيوبه، والقذافي قاد ثورة على الرغم من أخطائه، لكن الثورة التونسية كانت بلا رأس. وبعد الثورة، صارت الحرية مطلقة. أنا ضد الفوضى، لكن الشعب التونسي بعد ستين عامًا من الإستبداد أخطأ في التعاطي مع الحرية فتمرّد على السلطة ولن يعود إلى رشده إلا بعد استعمال العنف، وبالتالي كان الإنضباط ضروريًا. فلماذا الإحتجاجات و الإضرابات و المظاهرات المتكررة؟ كل ما أتمناه هو رجل يقوم لتصحيح المسار، لأن غياب القيادة كان السبب الرئيسي وراء الفوضى التي نلحظها أحيانًا، من دون اعتبار لمصلحة تونس.
كيف ترى المعارضة التونسية؟
معارضة شكلية. فكثرة الأحزاب كان لها الأثر السلبي على تعاطيها مع مجمل الأحداث في تونس. فتعدد الأحزاب والجمعيات مع الحرية المطلقة والدور الذي يلعبه الإعلام التونسي من أبرز أسباب الوضع الصعب التي تعيشه بلادنا حاليًا.

دعا حزب الرفاه التونسي إلى عرض تعدد الزوجات على استفتاء شعبي. كيف تبدو لكم هذه المسألة؟
في هذه المرحلة و خارج المجلس الوطني التأسيسي لا نقبل بأي طرح، وعمومًا فإن تعدد الزوجات وللضرورة جائز وأعتبره حلاً لمسألة العنوسة المستشرية في تونس. كما أن عددًا لا بأس به من الشعب التونسي الآن متعدد الزوجات في الخفاء.
وماذا عن الزواج العرفي؟
حلال شرعًا... لكنه ضد القانون التونسي المنظم لمسألة الزواج..
وماذا عن زواج المتعة؟
حلال شرعًا، وهو للمضطرين فقط كأكل الميتة، ولا بد من إشباع الشهوة في الحلال من دون الحرام.
وما ردّك على من جاء يطلب زواج متعة بإبنتك؟
سأقبل إذا كانت ابنتي مطلقة أو أرملة. أما إن كانت بكرًا فلا، لأن شرع الشيعة لا يقبله إلا بإذن وليّها، والبكارة فيها مسّ من عرض للعائلة.
لكن زواج المتعة خاص بالشيعة؟
الصحابة تمتعوا، ولكن إذا كان الشعب كله يرفض زواج المتعة يصبح حرامًا.

وما علاقتكم بإيران؟
دينيًا، علاقتنا ممتازة جدًا مع إيران. سياسيًا، لا علاقة لنا بها. إيران تتكفل بمصاريف النقل والإقامة عند زيارتنا لها وما عدا ذلك فلا مساعدات تذكر. ومن يطلب ذلك يجد المساعدة والقبول، لكن السفارة لا تقوم أبدًا بدعوتنا أو غيرنا لأنهم يخافون من رفض ذلك إذا أحسسنا بتدخلهم وهو مع الوفاق دائمًا..
مَن مِن الشخصيات التي قابلتها في إيران وأثرت فيك؟
خلال زياراتي الأربع إلى إيران، قابلت شخصيات عديدة، وأولهم علي خامنئي الذي أبكيته عندما تمنيت لو كان الخميني حيًّا لأراه. فهو يعدّ بين الناس رجلًا و بين الرجال بطلًا وبين الأبطال مثلًا، ونحن نجد حظوة كبيرة في زياراتنا، إلى جانب هاشمي رفسنجاني والرئيس أحمدي نجاد ومحمد علي تسخيري إلى جانب عديد علماء الشيعة.
ما علاقتك بوزارة الداخلية التونسية؟
عادية جدًا. وهي ليست سيئة فإذا كنت أجد صعوبة في التعامل مع الأعوان أجد المساعدة من القيادات الأمنية. لكن لا بد من التأكيد على أن لي سبعة أولاد كلهم عاطلون عن العمل.

وما رؤيتكم لما يدور في سوريا؟
نكبة كبرى، وقد مثلت سوريا عقدة للغرب حيث كانت المساعد لحزب الله. فإيران ترسل العتاد وسوريا توصله إلى مجاهدي حزب الله. لم ترضخ لأميركا واسرائيل وفتحت جامعاتها للطلبة العرب للدراسة ومن بينهم راشد الغنوشي. وكانت الثورات العربية التي اندلعت في تونس ومصر واليمن وليبيا فرصة لتوريدها إلى سوريا للتخلص من النظام القائم.
ما رأيكم في الدور الذي تلعبه إيران في سوريا؟
لم يتعدَّ التأييد السياسي تمامًا كما روسيا. فإيران تضع عينها على حزب الله حتى لا يضعف. فإذا انهزمت سوريا يتنفس اليهود الصعداء خصوصًا بعد تحرر مصر. فرجال المعارضة السورية يستقبلون في مستشفيات اسرائيل للتداوي، إلى جانب تزويدهم بالأسلحة الإسرائيلية.
وماذا عن مقاتلي حزب الله في سوريا؟
أعتقد أن ما يروّج على وجود مقاتلين من حزب الله يساعدون النظام السوري غير صحيح، لأن سلاح حزب الله لا يوجّه إلا ضد اليهود، وهذا ما عبّر عنه حسن نصر الله في أكثر من مناسبة، وبالتالي هذا الكلام هو تشويه لصورة حزب الله ليتم تحويله إلى منظمة إرهابية.

ماذا عن تجنيد الشباب التونسي لمحاربة الأسد؟
السلفيون يجندون الشباب العاطل عن العمل للذهاب إلى سوريا ومحاربة النظام الشرعي هناك، من خلال مغالطتهم وإغرائهم بالمال، ينقدونهم 5 آلاف دينار (3500 دولار) بحسب ما أوردته وسائل الإعلام. وتسهل بعض الأنظمة العربية وصول هؤلاء إلى سوريا.

وما رأيك في من يدعو إلى تجنيد الفتيات لجهاد المناكحة في سوريا؟
هو بدعة لإفساد الأخلاق، وبالتالي جهاد المناكحة حرام.
هل ترى حلاً قريبًا للأزمة السورية؟
لن يتأخر الحلّ طويلًا وذلك من خلال المفاوضات، لأن الشعب السوري يرفض المجاهدين الذين قدموا من خارج سوريا. وقد أكد التونسيون العائدون من هناك أن من يموت يحرق حتى لا تبقى بصماته. والسوريون يرفضون الحلّ العسكري و بالتالي هم يدعون إلى تنظيم انتخابات، لكنّ المجاهدين يرفضون التفاوض مع النظام السوري الشرعي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.