أكد رئيس حزب «التكتل من أجل العمل والحريات» مصطفى بن جعفر، خلال اجتماع المجلس الوطني للحزب الذي انتظم أمس بجهة نابل، أن البيت الداخلي ل«التكتل» يحتاج إلى إعادة ترتيب وأنه سيتم تفنيد كل ما قيل في اطار ما اعتبره حملة تشويه ضدّ هذا الحزب، مشدّدا على ان التونسيين سيكتشفون دور حزبه قبل ان تجرى الانتخابات القادمة. وأضاف بن جعفر أن أعضاء الحزب سيسعون خلال هذا الاجتماع إلى أن يكون التنظيم محكما والهيكلة شفافة وديمقراطية، مشيرا إلى أن المجلس الوطني للحزب يعد انطلاقة جديدة على مستوى ترتيب البيت والهيكلة ومراجعة الفروع والجامعات وإعادة تثبيتها، استعدادا للمحطة الأولى وهي المؤتمر ثم خوض الانتخابات القادمة. وقال إن عددا من الأحزاب لم تتقبّل فشلها في انتخابات 23 أكتوبر 2011 وبقيت في حملة انتخابية متواصلة في حين أن مناضلي «التكتل» ظلوا يعملون ونسوا الحزب وهو ما اعتبره عاملا من عوامل تراجعه، مشيرا إلى أن هذا الاجتماع يمثل فرصة للتقييم. وعدّد بن جعفر أهم الانجازات التي قام بها «التكتل» قبل الثورة وبعدها ودوره داخل الائتلاف الحكومي، مشيرا الى أن هذا الحزب منذ تأسيسيه ناضل من أجل الديمقراطية وكان هاجسه الوحيد بعد الثورة هو حماية تونس وحماية الثورة خاصة أن المشهد السياسي تميز بمعركة بين قوى التغيير وبين قوى الجذب إلى الوراء التي تسعى إلى الاستمرارية على حد تعبيره. كما أفاد أن مساعي الحزب خلال المرحلة الانتقالية كانت كلها توافقية مذكرا بدور «التكتل» صلب الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة، مشيرا إلى أن التكتل منذ دخوله الهيئة لم يهدد بالخروج ولا اغتنم الفرص من أجل تحقيق مصالحه الذاتية الضيقة. وتابع قائلا «إن مصلحة تونس بعد الانتخابات كانت تتلخص في تحقيق الأمن والاستقرار وتجسيم الانتقال الديمقراطي بأقل التكاليف»، مشيرا إلى أن المنشقين عن الحزب شككوا في قدرات الحزب وفي قدرته على مواجهة الصعوبات، غير أنه أكد أن الحكم لا يقارن بالاحتجاجات وأن حزب التكتل كغيره من الأحزاب الأخرى لا يزال في السنة الأولى ديمقراطية. وفي ختام حديثه أكد مصطفى بن جعفر أن مصلحة تونس في مرحلة ما بعد الانتخابات تقتضي توازنا في المشهد السياسي مشيرا إلى أن «التكتل» هو المؤهل لاحتلال الفضاء الديمقراطي الوسطي، وشدّد على انهم لن يترشحوا في قائمات موحدة مع من يختلفون عنهم فكريا ويتبنون برامج مغايرة لهم.