تلبية للدعوة التي توجهت بها رابطة حماية الثورة بالكرم 2 عبر صفحات التواصل الاجتماعي، نظم اليوم عدد من أنصار الرابطة الوطنية لحماية الثورة وقفة احتجاجية امام مقر حركة «النهضة» بمونبليزير، اتهموا فيها النهضة ب «النفاق» وب «خيانة الامانة» على حد تعبيرهم ، معربين عن شديد حنقهم وغيضهم من قبول حركة «النهضة» الدخول في حوار وطني مع حركة «نداء تونس» التي وصفوها ب «التجمع العائد». كما طالب المتظاهرون احزاب «الترويكا الحاكمة» بتوضيح موقفها من الثورة ومراجعة سياساتها «الجبانة» على حدّ تعبيرهم مؤكدين ان تحركاتهم المستقبلية ستوجه ضد الاحزاب الحاكمة وضد كل من تسول له نفسه «التطبيع مع ازلام النظام البائد او دعمهم او محاولة ادماجهم من جديد» حسب قولهم. وقبل ان يدور شجار بين اعضاء الرابطة فيما بينهم، رفع المتظاهرون خلال هذه الوقفة عديد الشعارات التي اتهموا فيها حركة «النهضة» وعددا من الاحزاب الاخرى بالعمل على اجهاض الثورة: «عماد دغيج» (الناطق الرسمي باسم لجان حماية الثورة بالكرم): «يا أبيض يا أسود» ! في تصريح ل «التونسية»، اعتبر «عماد دغيج» موافقة حركة «النهضة» على دخول الحوار الوطني الذي دعا اليه رئيس الجمهورية «المنصف المرزوقي» والاجتماع بحركة «نداء تونس» تحت سقف واحد ارتداد على الثورة وخيانة لاهدافها ولمبادئها، مضيفا: «ان صف الثورة المضادة يضم كل من يتعامل ويضع اليد في اليد مع ازلام بن علي ولم يحاسب الفاسدين والتجمعيين.. فإمّا الوقوف في صف الثورة واما الوقوف ضدها.. اذ ليس هناك من خيار ثالث». وأضاف «دغيج»: «قامت هذه الثورة على ارواح الكثيرين وعلى دمائهم ورفعت فيها الجماهير شعار لا رجوع لا حرية للعصابة الدستورية وليس لنعود اليوم للجلوس مع هذه العصابة ولنتفاوض معها ونشركها في الحوار»،كما اشار «دغيج» الى ان مبادرة الحوار الوطني التي دعا اليها المنصف المرزوقي كان قد دعا اليها المخلوع من قبله يوم 13 جانفي 2011. عمّ «مصطفى»: خيبة أمل بدوره، أعرب عضو الرابطة الوطنية لحماية الثورة عم «مصطفى» عن عميق ألمه وحزنه لما يتابعه من «سياسات الانبطاح والجبن التي تميز عمل الاحزاب الحاكمة» حسب قوله ، واصفا اياها بالسياسات المخيبة لآمال الشعب والثورة. وقال عم «مصطفى» ملخصا موقف الرابطة: «ولئن احترمنا ولا زلنا نحترم ارادة شعبنا واختيارنا للاحزاب المكونة للحكومة الحالية كممثلين شرعيين فإننا لن نبقى مكتوفي الايدي امام خذلانها له وتطبيعها مع جلادي الامس معذبي آباءنا وقتلة شبابنا.. ان تضحيات اجيال ودماء الشهداء والجرحى ساهمت في توليهم المناصب التي بلغوها ومن الظلم والعار ان يتنكروا لهم ولنا ويحابوا جلادي الامس متناسين في ذلك كل تلك التضحيات والآلام». وأشار عم «مصطفى» الى ان الحكومة الحالية وقفت حاجزا امام حكم الاسلام لهذه الدولة من خلال تنازلها عن تجريم التطبيع في الدستور، مردفا: «لقد خانوا اصوات ناخبيهم وتنازلوا عن وزارات السيادة واهملوا المساجين السياسيين وهمشوا قضيتهم، اهملوا أيضا جرحى الثورة وهمشوا قضايا شهدائها واليوم يسجنون الثوار ظلما ويطلقون العنان لعصابات العهد البائد»، مقدما «سعيد الشبلي» المتهم بقتل «لطفي نقض» مثالا عن الاتهامات بالباطل التي تطال انصار رابطات الثورة على حدّ قوله . و قد دعت الرابطة الوطنية لحماية الثورة في هذه الوقفة الاحزاب الحاكمة الى «تقوى الله أولا في هذا الشعب ثم مراجعة مواقفهم وسياساتهم «الجبانة» وانقاذ ما امكن انقاذه قائلة في بيان لها: «نعلمكم في الآن ذاته ان تحركاتنا المستقبلية كرابطة وطنية او رجال ثورة في كامل انحاء الجمهورية ستوجه ضدكم كأحزاب ومثلما ناضلنا لايقاف عجلة «التجمع» العائد سنناضل ضد كل من تسول له نفسه التطبيع معه او دعمه او محاولة ادماجه من جديد كما نجدد دعوتنا لكم بان تكونوا في صف الثورة باخذ قرارات ثورية وان تجسموها بمواقف وقرارات تثبت ذلك واعلموا ان جلوسكم مع ازلام بن علي ورموز الثورة المضادة يجعلكم في نظر الشعب قادة الانقلاب على ثورتنا واعداءها». «وفد تفاوضي».. وتوعد للاعلاميين و بعد إلحاح واصرار كبيرين تمكن وفد تفاوضي ممثل للمتظاهرين من دخول مقر حركة «النهضة» لملاقاة القياديين والمسؤولين والتحاور معهم والاستماع الى اجاباتهم بخصوص المطالب التي رفعها المتظاهرون.. هذا وقد لوح عدد من المتظاهرين بشعارات نابية في حق الصحفيين، متوعدين اياهم بالتصفية الجسدية الواحد تلو الاخر، كما تم التهجم على بعض المصورين الصحفيين ولو لا التدخل الامني في الوقت المناسب لكان ما كان..!