نظرت احدى الدوائر الجنائية بالمحكمة الابتدائية بتونس يوم الاثنين المنقضي في جريمة قتل ذهب ضحيتها شاب على يد أحد أجواره وقررت المحكمة تأجيل النظر فيها الى جلسة يوم 17ماي القادم . وللتذكير بتفاصيل هذه القضية فإنه في يوم الواقعة تناول المظنون فيه كمية من المشروبات الكحولية ثم غادر منزله في اتجاه بطحاء كائنة بالمنطقة فوجد شخصين بصدد معاقرة الخمر فجلس بجانبهما وشاركهما جلستهما. وأثناء السهرة نفدت علب الجعة فسلمه احدهما مبلغا ماليا وطلب منه أن يقتني له كمية أخرى. في الاثناء التقى المتهم بالضحية في قضية الحال والذي كان متوجها الى البطحاء وأثناء تجاذبهما أطراف الحديث طلب منه تمكينه من مبلغ مالي بسيط غير انه اعلمه انه ليس لديه اموال عندها فوجئ الضحية بخصمه يفتك منه الكيس البلاستيكي الذي يحتوي على علب الجعة فسقطت منه وعندما أراد التقاطها فوجئ بهذا الاخير يعتدي عليه على مستوى عينه ويتلفظ نحوه بالفاظ منافية للاخلاق الامر الذي حز في نفسه فاستل آلة حادة كانت بحوزته (موسى) وحاول في البداية اصابة غريمه على مستوى وجهه لكن المجني عليه كان متسلحا بحجارة مما عاق المتهم على اصابته في وجهه فباغته بطعنة على مستوى فخذه ثم تحصن بالفرار تاركا اياه في حالة صحية حرجة وتوجه الى منزل شقيقته بدوار هيشر وقضى ليلته هناك دون أن يعلمها بما اقترفته يداه الى حين القاء القبض عليه بمنزله وبحوزته اداة الجريمة . انطلاق الأبحاث وقد انطلقت التحريات في الجريمة على اثر مكالمة هاتفية وردت على مركز الحرس الوطني بالتضامن من احد المستشفيات بالعاصمة مفادها أنه تمّ قبول شاب في حالة صحية حرجة ويحمل طعنة على مستوى فخذه وأنه رغم محاولة اسعافه فإنه لفظ أنفاسه الاخيرة متأثرا بالمضاعفات الخطيرة للاصابة التي تعرض لها فتحولت دورية امنية على عين المكان واجريت المعاينات الميدانية على الجثة وأذن بعرضها على الطبيب الشرعي لتحديد أسباب الوفاة بدقة وبسماع اقوال المظنون فيه بعد القاء القبض عليه أفاد انه لا تربطه بالضحية علاقة عداء بل انه اعترضه يوم الجريمة صدفة وكان في حالة سكر مطبق فنشب خلاف عابر بينهما استفحل عندما استفزه المجني عليه بكلام جارح كما انه هو من بادر باستعمال العنف فعمد حينها الى اصابته في فخذه وتركه ينزف وتحصن بالفرار مبيّنا انه لم يكن يهدف من وراء الاعتداء عليه إلى ازهاق روحه كما نفى ان يكون خطط للجريمة مسبقا معربا عن ندمه لما حصل . وبعد ختم الابحاث احيل المتهم على انظار القضاء بعد ان وجهت له دائرة الاتهام تهمة القتل العمد وقد مثل الاثنين الفارط امام انظار القضاء غير ان المحكمة قررت تأخير النظر في القضية وذلك استجابة لمحامي الورثة .