لندن (وكالات) حذر أمس ديبلوماسيون من تزايد عنف الجماعات الجهادية في ليبيا ضد الأهداف الغربية، بعد خروجها من مالي في أعقاب التدخل الغربي. وقالت صحيفة «الغارديان» البريطانية إن الهجوم الذي استهدف السفارة الفرنسية في طرابلس الأسبوع الماضي ودمّر قسما كبيرا منها يُعتبر انتقاما من جانب المتشددين الليبيين على قرار باريس تمديد مهمتها العسكرية ضد زملائهم المجاهدين في مالي. وكشفت أن جماعات جهادية أُبعدت من معقلها ببلدة تمبكتوفي مالي توجهت شمالا وقطعت الصحراء عبر الجزائر والنيجر إلى ليبيا، وساهمت في تأجيج التمرد الإسلامي المتزايد فيها. وأضافت أن الجهاديين، - وفقا للدبلوماسيين -، عبروا الصحراء للانضمام إلى الكوادر في مدينتي بنغازي ودرنة الواقعتين على الساحل الشرقي لليبيا، حيث تعرضت مراكز الشرطة لعمليات تفجير في الأيام القليلة الماضية، في إطار التمرد الذي يهدد بتقويض الديمقراطية الجديدة الهشة في البلاد. وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس التشادي، إدريس ديبي، أعلن في نهاية الأسبوع الماضي أن مدينة بنغازي الليبية أصبحت الآن موطنا لمعسكرات تدريب المتمردين التشاديين. ونسبت الصحيفة إلى ديبلوماسي غربي في طرابلس قوله: «نحن نعلم بوجود روابط راسخة بين الجماعات المسلحة في كل من مالي وليبيا، وهناك قلق في أوساط الطبقة السياسية هنا بأن مالي تهب عليهم مرة أخرى». كما نقلت «الغارديان» عن قائد القوات المالية في بلدة تمبكتو، العقيد كيبا سنغاري، قوله «إن الجماعات المسلحة تفرّ إلى ليبيا، واعتقلنا ليبيين في هذه المنطقة وكذلك جزائريين ونيجيريين وفرنسيين وأوروبيين آخرين من حملة الجنسيات المزدوجة». وقالت إن ليبيا خصصت موارد كبيرة لمنع تدفق الجهاديين والأسلحة عبر حدودها الجنوبية، واعتبرت منطقتها الصحراوية بأكملها منطقة إطلاق حر للنيران من قبل الطائرات الحربية التي تقوم بدوريات في سمائها، وانتهت للتومن حفر خندق يصل طوله إلى نحو174 كيلومتراً عبر الصحراء لمنع المهربين من العبور إلى حدودها.