انضمت استراليا امس الى اربع دول اوروبية دعت رعاياها الى مغادرة مدينة بنغازي الليبية بسبب «تهديد محدد ووشيك» للغربيين في المدينة التي حذرت امريكا بدورها رعاياها من السفر اليها.» وكانت الحكومة البريطانية والالمانية والهولندية وكندا وسويسرا اصدرت تحذيرا لرعاياها في هذا الشأن الامر الذي اثار غضب الحكومة الليبية. وقال وكيل وزارة الداخلية الليبية عبد الله مسعود امس الاول ان التحذير البريطاني «لا مبرر له».
وكشفت صحيفة «إندبندنت» البريطانية ،امس أن الحكومة البريطانية طالبت رعاياها بمغادرة مدينة بنغازي في ليبيا فورًا على خلفية «تهديد محتمل للغربيين» من الجماعات الإرهابية في شمال افريقيا، وأن التهديد يقف خلفه تنظيم القاعدة الشهير، طبقا لمصادر أمنية بريطانية، وهو مرتبط بما حدث في جنوبالجزائر الأسبوع الماضي. وأضافت صحيفة «غارديان» أن الحدود المصرية مع ليبيا أغلقت بالكامل منذ يومين أمام الأجانب وسمح للمصريين فقط بعبورها لأسباب أمنية واعتبرت أن تلك علامة قوية على صحة التهديد، فيما قالت «إندبندنت» أن «تقارير المخابرات من مصر والاتصالات التي تم اعتراضها من بوركينا فاسو والجزائر هي التي أدت إلى إصدار التحذير»، الذي أكدته وزارة الخارجية البريطانية لكن دون الخوض في تفاصيل أخرى. وأشارت «إندبندنت» إلى أن المواطنين الألمان والهولنديين في بنغازي أيضا صدر لهم تحذير بمغادرة المدينة فورًا، كما صدرت تحذيرات للحكومات عبر شمال وغرب أفريقيا مما جعلهم في حالة تأهب منذ أزمة الرهائن في صحارى الجزائر الأسبوع الماضي، والتي أسفرت عن مقتل 37 أجنبيًا و29 إسلاميا.
وقالت وزارة الخارجية الاسترالية «نحن قلقون من تهديد محدد ووشيك ضد الغربيين في بنغازي»، مؤكدة ان «كل الاستراليين يجب ان يغادروا بنغازي فورا». واضافت الخارجية في تحديث لمذكراتها المتعلقة بالسفر ان «هناك خطر هجمات انتقامية ضد اهداف غربية في ليبيا بعد التدخل الفرنسي في النزاع في مالي في جانفي2013». وتابعت انه «من المعروف ان هناك عددا من المجموعات الناشطة ويمكن ان يسعى بعضها الى استهداف مصالح غربية». واكدت وزارة الخارجية ان استراليين اثنين فقط مسجلان لديها في بنغازي و22 في جميع انحاء ليبيا.
وكانت كل من بريطانيا والمانيا وهولندا دعت رعاياها الى مغادرة بنغازي شرق ليبيا على الفور بعد تلقي معلومات عن «تهديدات محددة ووشيكة ضد الغربيين» في المدينة.
وقالت وزارة الخارجية البريطانية في بيان «نحن على علم الآن بتهديد محدد ووشيك ضد الغربيين في بنغازي ونطلب من البريطانيين المتواجدين هناك خلافا لتوصياتنا، ان يغادروا على الفور»، موضحة انه «لا يمكننا ان نعلق اكثر على طبيعة التهديد حاليا».
من جهتها، قالت الخارجية الالمانية في تحذيرها انه «لدى الحكومة الفيدرالية معلومات استخباراتية تفيد عن اخطار فعلية ملموسة تستهدف المواطنين الغربيين في بنغازي». وفي امستردام، اصدرت الخارجية الهولندية تحذيرا مماثلا.
واعلنت وزارة الخارجية السويسرية أن سلطات البلاد دعت مواطنيها إلى مغادرة مدينة بنغازي لأسباب أمنية. من جهتها، الغت شركة الخطوط الجوية المالطية رحلتين متوقعتين الخميس بين مالطا وبنغازي بسبب قرار الطلب من رعايا غربيين مغادرة المدينة الساحلية الليبية. لكن الشركة اكدت ان هذا القرار «لا يتعلق سوى برحلتي امس الاول 24 جانفي(...) والرحلة المقبلة الى بنغازي المتوقعة في 29 جانفي لم يتم الغاؤها». واضافت الشركة انها «ستعمل على تقييم الوضع في الوقت المحدد» مؤكدة ان «الرحلات من والى طرابلس لم تتأثر».