قبل حوالي 24 ساعة من موعد المباراة الحاسمة التي تجمع الترجي الرياضي بممثل الكرة الجزائرية فريق بجاية في إطار إياب الدور الثاني لكأس رابطة الأبطال الإفريقية بدأت تتضح بشكل شبه كامل اختيارات المدرب ماهر الكنزاري على المستوى التكتيكي سواء المتعلقة بالتشكيلة الأساسية التي سيعوّل عليها أو الخاصة بطريقة اللعب التي سينتهجها وذلك من أجل تحقيق الهدف من هذه المواجهة وهو الإنتصار بوصفه النتيجة الوحيدة التي تؤهل الأحمر والأصفر إلى دوري المجموعات. هجوم بثلاثة رؤوس نبدأ بالخط الأمامي نظرا لحاجة الترجي الرياضي غدا إلى تسجيل الأهداف وتحقيق الفوز وبالتالي بناء الهجومات بالشكل المطلوب المؤهل إلى إحداث الخطر على دفاع المنافس ومغالطة حارس مرماه حيث تبين لنا من خلال الحصص التدريبية الأخيرة التي ركز خلالها الإطار الفني عمله على الجانب التكتيكي أن المدرب ماهر الكنزاري سيعول على ثلاثة لاعبين في هذا الخط وهو ثلاثي العادة في الهجوم في اللقاءات الرسمية الأخيرة والمتكوّن من هاريسون آفول على الجهة اليمنى ويوسف البلايلي على الجهة اليسرى وهيثم الجويني كرأس حربة كلاسيكي ... هذه هي إلى حد الآن التركيبة الأساسية التي سيعوّل عليها ماهر الكنزاري غدا في الخط الأمامي في صورة عدم إدخال تعديل في آخر لحظة. «فورمة» كلوتي تطرقنا إلى إمكانية إدخال تعديل آخر لحظة على تركيبة الهجوم التي أشرنا إليها والسبب هو فترة الإنتعاش التي يمر بها الغاني إيمانوال كلوتي حاليا والتي قد يقرر المدرب ماهر الكنزاري استغلالها غدا من خلال التعويل عليه من البداية لمزيد تفعيل الناحية الهجومية لخطته التكتيكية... كلوتي انتفض في المقابلات الودية الأخيرة وكذلك خلال الحصص التدريبية نظرا للخطة التي عول عليه الكنزاري فيها كلاعب رواق وهذا ما مكنه من حسن استغلال مؤهلاته ونقاط قوته المتمثلة أساسا في السرعة والتوغل على عكس مركز قلب هجوم كلاسيكي الذي لا يتماشى وإمكانياته... وجود آفول غدا من البداية في تشكيلة الأحمر والأصفر يمكن أن يندرج ضمن النية لحسم اللقاء مبكرا والضغط هجوميا على الفريق الجزائري والبحث عن التهديف منذ الفترة الأولى من المواجهة. معاضدة الظهيرين ... والدور الهجومي ل«تراوي» نبقى مع الجانب الهجومي لفريق باب سويقة والذي يعتبر حاسما لتحقيق الإنتصار الذي يضمن له التأهل إلى دور المجموعات لنشير إلى أن ثلاثي الخط الأمامي مهما كانت هويته من الضروري أن يجد المعاضدة اللازمة من الظهيرين من جهة ومن مجدي تراوي الذي سيتولى مهمة هجومية بالأساس من جهة أخرى... هذه المساندة من الظهيرين سامح الدربالي وخليل شمام وأيضا من متوسط الميدان مجدي تراوي ستسمح للترجي الرياضي بالهجوم بأكبر عدد ممكن من اللاعبين وبإحداث التفوق العددي في منطقة المنافس لإرباكه وخلق الخطورة على مرماه وهي الطريقة المثلى في ظل الخطة الدفاعية التي سيعتمدها الفريق الجزائري خصوصا في بداية المقابلة والتي لا يمكن اجتيازها بالخط الأمامي فحسب مما يفرض وجود هذه المساندة من الظهيرين ووسط الميدان. خبرة «الراقد» و«تراوي» و«المولهي» وسط الميدان سيكون غدا من أكبر الخطوط تأثيرا على آداء ومستوى الفريقين في هذا الدربي المغاربي وبالتالي على نتيجة اللقاء ، فالسيطرة على هذه المنطقة تضمن النجاح في المهمتين الدفاعية والهجومية وبالتالي التفوق على المنافس... الترجي الرياضي سيمثله في هذا الخط الهام كل من حسين الراقد وخالد المولهي ومجدي تراوي مع مهام مختلفة بينهم أكثر هجوما بالنسبة للتراوي مقابل دور دفاعي بالأساس للراقد واضطلاع خالد المولهي بالمهمتين على حد السواء... ميزة هذا الثلاثي الأساسية هي الخبرة وهو عنصر حاسم في مثل هذه اللقاءات وهذا العامل يسعى الإطار الفني إلى استغلاله غدا للتحكم في هذه المنطقة والسيطرة فيها على المنافس مما يضمن التغطية الدفاعية اللازمة من ناحية والبناء الهجومي المنظم من ناحية أخرى. عودة «شمام» وتأكد مشاركة «يحيى» بالنسبة للخط الخلفي الذي لا يقل دوره أهمية على الهجوم ووسط الميدان باعتبار أن أبرز سبل النجاح والتأهل غدا يمر عبر المحافظة على عذارة شباك معز بن شريفية فإن المدرب ماهر الكنزاري سيعوّل على أفضل تركيبة لديه وهي التشكيلة المثلى المتألفة من سامح الدربالي كظهير أيمن وخليل شمام الذي يستعيد مكانه على الجهة اليسرى بعد غياب عن لقاء الذهاب لأسباب تأديبية وشمس الدين الذوادي وعنتر يحيى في المحور بعد أن تأكدت مشاركة هذا الأخير في مقابلة الغد... دفاع الأحمر والأصفر الذي تألق خلال المقابلات الثلاث التي خاضها إلى حد الآن في كأس رابطة الأبطال الإفريقية مطالب بمواصلة المحافظة على عذارة شباك حارسه المتألق معز بن شريفية الذي يقود الخط الخلفي باقتدار وامتياز.