ابدى المفكر والفيلسوف يوسف الصديق مساء السبت خلال لقاء فكري انتظم بدار الثقافة بساقية الدائر بصفاقس لتقديم كتابه " هل قرأنا القرآن ؟ " خوفه من ان تتم ' هتلرة ' الشعوب الاسلامية عن طريق الدمغجة التي يسعى من خلالها الدعاة الوهابيون على حد تعبيره الى غرس التعصب والانغلاق والتحجر الفكري في اذهان الشباب المسلم وذلك خدمة لاجندات وهابية لا تمت باية صلة بالدين الاسلامي الحنيف . ودعا الصديق خلال هذا اللقاء الذي نظمته الجمعية التونسية للمواطنة والحرية الشباب الى قراءة القرآن قراءة متانية وعقلانية من اجل تبصر معانيه السمحة وتبين كنهه المستنير وذلك من اجل فتح باب الاجتهاد وللخروج من بوتقة التكلس الايديولوجي الذي قال انه حجر عثرة ازاء مسيرة التنوير والتقدم البشري كما شدد الصديق على ضرورة انصهار الفلسفة مع النص الديني الذي هو في امس الحاجة الى مزيد الحفر في كلماته وآياته حتى يتسنى لنا فهم موروثنا العربي الاسلامي الفهم الصحيح لملاءمته مع مقتضيات العصر وتحدث يوسف الصديق خلال هذا اللقاء الذي دام اكثر من 3 ساعات عن الاسباب التي كانت وراء كتابته لهذا الكتاب الذي كان قد اصدره اول مرة سنة 2005 باللغة الفرنسية تحت عنوان " نحن لم نقرأ القرآن بعد " فقال ان مؤفه هذا هو عبارة عن عصارة لتفكير وتامل معمق مرده حيرة فلسفية انتابته منذ ستينات القرن الماضي حول مسائل عديدة تهم موروثنا العربي الاسلامي وقد سجلت هذه الامسية حضور عدد غفير من المثقفين والشباب من فئات عمرية مختلفة ومن مشارب فكرية متنوعة حيث فسح المجال لتدخل بعض الحاضرين الذين تراوحت آراؤهم بين التثمين والنقد حيث اعتبر بعضهم ان كتاب يوسف الصديق هو آية من آيات المعرفة بجوهر النص القرآني الذي يحاول بعض ' الجهلوت ' فرض قراءة متخلفة له في حين ان البعض الآخر راى في هذا المؤلف مجرد دراسة كلامية لا تستجيب للقواعد الصارمة للبحث الفلسفي و الانتروبولوجي كما ان احدهم اتهم يوسف الصديق بالصاق الشبهات بالاسلام و بالقرآن الذي هو بريء من كل ما يدعو اليه الصديق ورد الفيلسوف الصديق على كل هذه الآراء بالقول ان كل ما قام به هو محاولة للاجتهاد في مسائل اقل ما يقال عنها انها متشعبة وعويصة للغاية واضاف انه سعيد بالحصول على اجر واحد في حال ما فشل في تحقيق مراده ونشير الى ان هذا اللقاء الفكري تم وسط حضور مكثف لقوات الامن امام قاعة دار الثقافة بساقية الدائر و في الطريق المؤدية اليها وذلك بسبب وجود مخاوف من قدوم جماعات متشددة لمنع تنظيم فعاليات هذه التظاهرة الثقافية التي ابرزت اهمية الحوار كوسيلة للتعايش السلمي بين جميع ابناء الوطن الواحد بمختلف توجهاتهم السياسية والايديولوجية والعقائدية