بقيادة بوجلبان.. المصري البورسعيدي يتعادل مع الزمالك    قضية منتحل صفة مسؤول حكومي.. الاحتفاظ بمسؤول بمندوبية الفلاحة بالقصرين    مخاطر الاستخدام الخاطئ لسماعات الرأس والأذن    صفاقس تُكرّم إبنها الاعلامي المُتميّز إلياس الجراية    سوريا... وجهاء الطائفة الدرزية في السويداء يصدرون بيانا يرفضون فيه التقسيم أو الانفصال أو الانسلاخ    مدنين: انطلاق نشاط شركتين أهليتين في قطاع النسيج    في انتظار تقرير مصير بيتوني... الساحلي مديرا رياضيا ومستشارا فنيّا في الافريقي    عاجل/ "براكاج" لحافلة نقل مدرسي بهذه الولاية…ما القصة..؟    الاحتفاظ بمنتحل صفة مدير ديوان رئيس الحكومة في محاضر جديدة من أجل التحيل    الطبوبي في اليوم العالمي للشغالين : المفاوضات الاجتماعية حقّ ولا بدّ من الحوار    ملف الأسبوع.. تَجَنُّبوا الأسماءِ المَكروهةِ معانِيها .. اتّقوا الله في ذرّياتكم    خطبة الجمعة .. العمل عبادة في الإسلام    انهزم امام نيجيريا 0 1 : بداية متعثّرة لمنتخب الأواسط في ال«كان»    نبض الصحافة العربية والدولية... الطائفة الدرزية .. حصان طروادة الإسرائيلي لاحتلال سوريا    الوضع الثقافي بالحوض المنجمي يستحق الدعم السخي    أولا وأخيرا: أم القضايا    المسرحيون يودعون انور الشعافي    إدارة ترامب تبحث ترحيل مهاجرين إلى ليبيا ورواندا    المهدية: سجن شاب سكب البنزين على والدته وهدّد بحرقها    الجلسة العامة للبنك الوطني الفلاحي: القروض الفلاحية تمثل 2ر7 بالمائة من القروض الممنوحة للحرفاء    الكورتيزول: ماذا تعرف عن هرمون التوتر؟    انتخاب رئيس المجلس الوطني لهيئة الصيادلة رئيسا للاتحاد الافريقي للصيادلة    لماذا يصاب الشباب وغير المدخنين بسرطان الرئة؟    وزير الإقتصاد وكاتب الدولة البافاري للإقتصاد يستعرضان فرص تعزيز التعاون الثنائي    مصدر قضائي يكشف تفاصيل الإطاحة بمرتكب جريمة قتل الشاب عمر بمدينة أكودة    عاجل/ تفاصيل جديدة ومعطيات صادمة في قضية منتحل صفة مدير برئاسة الحكومة..هكذا تحيل على ضحاياه..    الطب الشرعي يكشف جريمة مروعة في مصر    تونس العاصمة وقفة لعدد من أنصار مسار 25 جويلية رفضا لأي تدخل أجنبي في تونس    ارتفاع طفيف في رقم معاملات الخطوط التونسية خلال الثلاثي الأول من 2025    بالأرقام/ ودائع حرفاء بنك تونس والامارات تسجل ارتفاعا ب33 بالمائة سنة 2024..(تقرير)    إقبال جماهيري كبير على معرض تونس الدولي للكتاب تزامنا مع عيد الشغل    وزير الصحة: لا يوجد نقص في الأدوية... بل هناك اضطراب في التوزيع    عاجل/ مجزرة جديدة للكيان الصهيوني في غزة..وهذه حصيلة الشهداء..    الطبوبي: انطلاق المفاوضات الاجتماعية في القطاع الخاص يوم 7 ماي    نحو توقيع اتفاقية شراكة بين تونس والصين في مجال الترجمة    يوم دراسي حول 'الموسيقى الاندلسية ... ذاكرة ثقافية وابداع' بمنتزه بئر بلحسن بأريانة    البطولة العربية لالعاب القوى للاكابر والكبريات : التونسية اسلام الكثيري تحرز برونزية مسابقة رمي الرمح    بطولة افريقيا للمصارعة بالمغرب: النخبة التونسية تختتم مسابقات صنفي الاصاغر والصغريات بحصيلة 15 ميدالية منها 3 ذهبيات    توقيع عدد من الإصدارات الشعرية الجديدة ضمن فعاليات معرض تونس الدولي للكتاب    عاجل/ المُقاومة اليمنية تستهدف مواقع إسرائيلية وحاملة طائرات أمريكية..    تونس العاصمة مسيرة للمطالبة بإطلاق سراح أحمد صواب    صادم: أسعار الأضاحي تلتهب..رئيس الغرفة الوطنية للقصابين يفجرها ويكشف..    التوقعات الجوية لهذا اليوم..طقس حار..    قيس سعيد: ''عدد من باعثي الشركات الأهلية يتمّ تعطيلهم عمدا''    محمد علي كمون ل"الشروق" : الجمهور على مع العرض الحدث في أواخر شهر جوان    توجيه تهمة 'إساءة استخدام السلطة' لرئيس كوريا الجنوبية السابق    منذ سنة 1950: شهر مارس 2025 يصنف ثاني شهر الأشد حرارة    كأس أمم إفريقيا لكرة القدم داخل القاعة للسيدات: المنتخب المغربي يحرز لقب النسخة الاولى بفوزه على نظيره التنزاني 3-2    وفاة أكبر معمرة في العالم عن عمر يناهز 116 عاما    منظمة الأغذية والزراعة تدعو دول شمال غرب إفريقيا إلى تعزيز المراقبة على الجراد الصحراوي    معز زغدان: أضاحي العيد متوفرة والأسعار ستكون مقبولة    زراعة الحبوب صابة قياسية منتظرة والفلاحون ينتظرون مزيدا من التشجيعات    مباراة برشلونة ضد الإنتر فى دورى أبطال أوروبا : التوقيت و القناة الناقلة    في تونس: بلاطو العظم ب 4 دينارات...شنوّا الحكاية؟    اتحاد الفلاحة: أضاحي العيد متوفرة ولن يتم اللجوء إلى التوريد    رابطة ابطال اوروبا : باريس سان جيرمان يتغلب على أرسنال بهدف دون رد في ذهاب نصف النهائي    سؤال إلى أصدقائي في هذا الفضاء : هل تعتقدون أني أحرث في البحر؟مصطفى عطيّة    أذكار المساء وفضائلها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"عمر صحابو يكشف ل"التونسية" عن مشروعه السياسي الجديد: دافعت عن "الخوانجية" وبعد الثورة اقتنعتُ بأنّ "بورقيبة" كان محقّا في سجنهم!
نشر في التونسية يوم 06 - 05 - 2013

من الصعب بقاء "نداء تونس" بعد السبسي!
بن علي "زوفري"سطا على الدولة
أقول ل"مرجان": كيف لمن برّر سياسات بن علي أن يصبح اليوم بورقيبيا؟
الذين ساندوا بن علي لن يمرّوا!
أنا ضدّ قانون تحصين الثورة لكنه سيمرّ
حركة الدستوريين الأحرار هي الممثل الحقيقي للدساترة
مشروعنا الدستوري الحقيقي لن يصوّت ل«النهضة»
حاورته: جيهان لغماري
كانت مجلّته زمن بورقيبة حاضنة لكل المعارضين من كل التيارات، فتعرّضت إلى الحجب والحجز بل سُجِن مرتيْن ومع ذلك فهو بورقيبي متحمس!. تعرض زمن بن علي إلى المضايقات وتلفيق التهم حتى أُجْبِر على إغلاق مجلته والمغادرة إلى الخارج. بعد الثورة، أعاد إصدار «المغرب» كجريدة يومية.
بدا عمر صحابو المناضل البورقيبي متفائلا بمستقل تونس وبمشروعه السياسي الجديد الذي يعتبره الممثل الحقيقي للدساترة بعيدا عن الذين ساهموا في إرساء الدكتاتورية المافيوزية في عهد بن علي.
تحدث صحابو ايضا عن رغبة جامحة في رؤية العائلة الدستورية والقوى الديمقراطية الحداثية الوسطية التي تؤمن بتونس وتؤمن بفصل الدين عن الدولة مجتمعة في قائمة واحدة يوم الاقتراع المصيري.
ورغم ذلك لم يخف الرجل توجسه من حركة «النهضة» التي يرى أنها «خانت الأمانة» حسب تعبيره مذكرا الاسلاميين بدفاعه عنهم وعن حق «النهضة» في الوجود قبل الثورة ومساندتها في أوقات عصيبة فتح خلالها لهم صفحات مجلته زمن الحصار عليهم إلى درجة أنه اتُّهِم بال«خَوْنَجَة».
تحدث صحابو ل«التونسية» فكان هذا الحوار:
أسّستم حزبا بعد الثورة ولكن بعد ذلك لم نلاحظ له حراكا، هل انتهى قبل أن يبدأ ؟
لقد أخطأت في فتح بابيْن في آن واحد هما جريدة «المغرب» والحزب ولا أنكر أني أخفقت في التوفيق بين متطلّبات المشروعيْن خاصة مع إعادة صدور صحيفة «المغرب» بشكل يومي. والانشغال مع الفريق الصحفي والمشاكل اليومية أخذ كل وقتي ممّا أثّر سلبا على حملتنا الانتخابية كما ينبغي لكن بالرغم من ذلك، نجحت إلى حد ما مع زملائي في الحركة في انجاز 14 قائمة وكل ما استطيع قوله هو أني أخفقت في المشروع السياسي ولست متخوفا وعلى كل حال فهذا ليس بالعذر ولن يحميني من النقد الذاتي. أما بالنسبة لجريدة «المغرب» فأستطيع أن أقول بكل تجرد وموضوعية إن المشروع نجح، ليبقى الفشل في الجانب السياسي ظرفيا وسنُسخّر كل الطاقات لمشروعنا السياسي القادم .
اقتربتم في فترة ما من «نداء» السبسي قبل تشكله كحزب ثم انسحبتم... هل ندمتم ؟
بالعكس هو ليس قربا بل كان تأسيسا وقد ابتعدت لأسباب كنت قد شرحتها في بيان سابق وبالرغم من ذلك مازلت متمسكا بقناعة ملخّصها هو أنّ السبسي يملك من الشرعية والكاريزما ما يؤهله لزعامة كل الأحزاب التي تنصهر في المشروع الحداثي خاصة أن كل الأمناء العامين لهذه الأحزاب الديمقراطية الحداثية قابلة وراغبة في زعامته وهو على علم بذلك وأنا شخصيا كنت أرغب في بقائه مُوَحِّدا لهذه الأحزاب. السبسي كانت له نظرة أخرى واعتقد انه يسير في طريق النجاح مع أنه كان يستطيع تجنب مشاق خلق حزب جديد بكل ثقله وضروراته واحتياجاته المحلية والجهوية وتجاذباته.
حسب رأيكم لماذا اتُّهِمَ «النداء» بأنه واجهة لعودة «التجمع» ؟
ربما لأن السبسي يحمل في مسيرته بصمات ورواسب الحراك الدستوري وبالنسبة لبعض الملاحظين وخصوم الدساترة يجمعون عمدا بين الدستوري والتجمعي. كذلك لا يمكن إنكار دخول وجوه تجمعية بارزة إلى «نداء تونس». وجودها من جهة ومسيرة السبسي من جهة أخرى، سهّل على خصوم «النداء» توفير تبريرات لتوجيه تهمة إعادة إنتاج ورسكلة «التجمع».
هل ترون ل«النداء» مستقبلا بعد السبسي ولماذا؟
أمر صعب لأن حركة «نداء تونس» جمعت حساسيات كانت تاريخيا متباينة وهم خليط من النقابيين والدستوريين والتجمعيين واليساريين وهي فوارق موضوعية، زد على ذلك المواجهات والتجاذبات الذاتية المتواجدة في مختلف الأحزاب وبالتالي فان عملية بقاء «نداء تونس» موحَّدا في صورة اعتزال السبسي أو حدوث أي مكروه له لا قدّر الله أمر ليس سهلا وأنا شخصيا أتمنى كمواطن غيور وحريص على أن تستقر البلاد على توازن سياسي ثنائي على الأقل(والقصد واضح «النهضة» و«النداء»)، بقاء حركة «نداء تونس» موحدة مهما كانت الظروف باعتبار أنها تحمل آمال عشرات الآلاف من التونسيين. ثم إن السبسي هو مؤسس الحركة وزعيمها و«كاريزماتي» ولا أحد ينازعه في أحقيته وشرعيته في هذه الزعامة وكلمته هي كلمة الفصل عند الاقتضاء.
تعددت التسريبات المؤكدة عن جبهة ستترأسونها أو على الأقل ستكونون فيها طرفا رئيسيا؟
هي ليست جبهة لأن الجبهة تعني أن كل حزب يحافظ على هويته في نطاق جبهة وما سنقوم به هو انصهار هيكلي بين جملة من الأحزاب وشخصيات وطنية ذات مرجعية ومسيرة دستورية وعندما نقول دستورية يعنى لا تشوبها شائبة التلوث بنظام بن علي ثم لابد أن نفرق بين «التجمع» والتجمعيين فبعضهم ناضلوا ووجدوا أنفسهم كرها أو طواعية في نطاق «التجمع» لكن في المقابل هناك أناس كانوا يدركون أن نظام بن علي نظام مافيوزي ومع ذلك انخرطوا معه وكانوا مسؤولين وسوّقوا لسياسته ودافعوا عنه. وقد أطلقتُ على هيكلنا اسم حركة الدستوريين الأحرار وسنعلن عنها اليوم وهي لا تتضمن عناصر ساهمت مع بن علي في إرساء الدكتاتورية المافيوزية وحركتنا لن يستطيع أي أحد أن يوجه لها تهمة «التجمع» أو الانتماء إلى نظام بن علي.
ما هي مكوناتها وأهدافها ؟
الحركة تضم 6 أحزاب من مميزاتها أنها تأسست من قبل أناس مناضلين ومثقفين لم ينتموا قط لا للدستوري ولا للتجمع! لكنهم آمنوا بعد نضج وتحليل وتفكير بأن الفكر الدستوري هو الذي يتلاءم مع خصوصيات المجتمع التونسي وعندما استعمل مصطلح «دستوري» لا اعني الحقبة البورقيبية إنما بالأساس الحركة الدستورية التاريخية التي نشأت مع خير الدين واستمرت إلى يوم الناس هذا، كما نعتبر أن بورقيبة في الحركة الدستورية التاريخية هذه، كان له دور متميز فعال، أساسي، محوري ومفصلي لأن بورقيبة حوَّل ما كان نظريا إلى واقع معاش ومتجذّر في أذهان التونسيين. صحيح، الجميع كانت لهم مساهمات فكرية نظرية لكنّ بورقيبة جذّر الفكر النظري بعد توليه السلطة في الكيان التونسي.
وبما أنكم رغبتم في معرفة الأحزاب فهي حزب الوطن (الجناح المنشق عن محمد جغام) والحزب الحر الدستوري الديمقراطي الذي يترأسه كاتبه العام توفيق بن خود بعد انضمام مؤسسه عبد المجيد شاكر إلى حركة «نداء تونس» (مع أن شاكر حضر إعلان الجبهة الدستورية التي جمعت كمال مرجان وجغام! مع العلم أن الحوار أجري قبل إعلانها) ثم حزب اتحاد البورقيبية الجديدة الذي أسسه القيادي من الوطد (تيار يساري) صالح مصباح! والذي سجن في عهد بورقيبة 3 مرات ووقع تعذيبه ثم انتهت به مسيرته السياسية إلى تأسيس حزب بورقيبي! وحركتي وحزب التحالف من أجل تونس برئاسة الأستاذ كريم الميساوي الذي اقتنع انه لا مناص لتاريخ تونس ومستقبلها إلا بالرجوع إلى القيم الدستورية الأصيلة بطبيعة الحال إلى جانب شخصيات وطنية أخرى مستقلة على غرار فرج الشايب وفتحي قرقوري وآمنة منصور والقائمة تطول..
ألا ترون تأخيرا في إعلان حركتكم بما قد يعرضها للفشل المسبق؟
ما لاحظناه وأحدث في نفوسنا نوعا من الحيرة والحزن هو أن المشهد السياسي التونسي الحالي شمل كل الأصوات وكل العائلات الفكرية وحتى الدخيلة على الواقع التونسي وتبلغ صوتها كالسلفيين والنهضويين والجهاديين والشيعة واليساريين إلا الصوت الدستوري الحر لم يبلغ صوته وقد حزّ في أنفسنا أن يكون هذا الصوت مغيّبا. نسبة نجاح الحركة مرتبطة بنجاحنا في تسويق هذا المشروع خاصة أنّ شروط النجاح الموضوعية موجودة في ظل حضور محترم للتونسيين الدستوريين وهي نسبة لا يستهان بها فنحن لن نخلق جمهورا وأنصارا جددا كما أن الحزب مكوّن بقاعدة وقيادة وبموروث ومشروع فكري ويبقى البرنامج من مسؤولية القيادة التي نجحت في إعادة الروح إلى هذا المخزون واعتقد أن الاستجابة إلى تطلعات هذه القاعدة ستكون عاملا مهما في تثبيت وجودها في الساحة السياسية.
انتم تقولون بأنكم بورقيبيون فلماذا تسقطون هذه الصفة عن كمال مرجان ؟
أنا لا أريد الخوض في هذا الموضوع أو بالأحرى في هذا السجل الشخصي الذاتي واكتفي بالحقائق كما هي: لا اعتقد أن أي تونسي صمت أكثر من 23 سنة على كل الاعتداءات التي لحقت ببورقيبة يمكن أن يكون بورقيبيا ولا اعتقد أن بورقيبة لو كان حيا سيصوت لفائدة الغنوشي!
في حركتكم الجديدة كيف ستفرقون بين البورقيبي والتجمعي؟
بكل بساطة هو الفرق الذي يوجد بين بورقيبة وبن علي وأنا شخصيا أميز بين «التجمع» ونظام بن علي وهو تمييز يساعد على فهم المسألة لأن «التجمع» كان في صفوفه أناس أفاضل مخلصون وأوفياء للقيم الدستورية وجدوا أنفسهم وسط «التجمع» ونحن ليس لنا معهم أي مشكل لكن في المقابل هناك أناس انخرطوا في النظام وكانوا مدركين لأخطائه وتجاوزاته وعلى علم بالتعذيب والفساد،هؤلاء لا نعتبرهم دساترة.
هناك إمكانية لاختراقكم كما تم اختراق «النهضة» و«نداء تونس»؟
بإذن الله لن يمروا مع أننا ضد قانون تحصين الثورة لأن الثورة يحصنها شعبها وإذا وجدت سلطة لها الحق في العزل والإقصاء فهي إما القضاء أو صندوق الاقتراع وإذا مر قانون تحصين الثورة فلن نتعامل مع المقصيين وسيقتصر تعاملنا على غير المقصيين... وفي تقديري الشخصي فان قانون التحصين سيُمرر بالرغم من تضارب تصريحات بعض القياديين في السلطة الحالية لكن على مستوى الواقع فان اللجنة أقرت مشروع القانون وسيقع عرضه على الجلسة العامة.
كيف كانت علاقتكم بالزعيم بورقيبة مع معرفتنا بذلك؟ ولكن دموعكم التي رأيناها في حصص تلفزية تشي بأشياء أخرى نريد معرفتها ؟
اضْطُهدتُ زمن بورقيبة وسجنتُ مرتين ومع ذلك املك مسافة ذهنية وأدبية في تقييم الزعيم الراحل كما أن كل باحث موضوعي ينغمس في دراسة مسيرة بورقيبة ينتهي إلى تقييم موضوعي بالرغم من أن أغلبهم انطلقوا من عداوة معه لكن مع الوقت وبالتحليل والتعمق والدراسة انتهوا إلى تقييم موضوعي ولنا كثير من الناس عُذّبوا واضْطُهدوا زمن بورقيبة لكنهم يعرّفون أنفسهم بأنهم أحفاده وأولاده وخير مثال على ذلك «صالح مصباح» وباختصار أحب بورقيبة كثيرا. كان شخصا مثاليا يؤمن بالله وكان حريصا على الآداب الدينية ويحترم كثيرا مشاعر الناس، بورقيبة يشك في كل الأشياء إلا في وجود الله كان يحفظ القرآن وله دراسات معمقة في أسباب النزول، يقبل النقد يحترم الرأي الآخر ويحب تونس حد الجنون، يتناول الأشياء بطريقة تحليلية وكان ديبلوماسيا إلى حد كبير.
عياض اللومي تحدث ايضا عن جبهة دستورية ولكنه دافع عن كمال مرجان وتقريبا عن «النهضة» ما ردّكم ؟
ليس لي تعليق على ذلك والرأي العام هو الذي يحسم ويقيّم وكذلك السلطة الاعلامية ولكن الجميع على يقين من ان مشروعنا الدستوري لن يصوت ل«النهضة». لو أنني رأيت في نفسي التوافق والتأقلم مع الجبهة الدستورية لانضممت إليها، لن اجزم ولن اتهم ولن احكم عليهم، لهم الحق في إحداث مشروعهم ولنا الحق في الاختلاف معهم وكما سبق وقلت سيبقى الحسم للانتخابات والإعلام والرأي العام.
ألا ترون ان محاولة الدساترة امتلاك ما يسمى البورقيبية سيزيد في تشتت العائلة الدستورية لاختلاف القيادات وخاصة النظر للمستقبل ؟
لا اعتقد في التشتت وإن وُجد سينتهي قريبا.
هناك ظاهرة أخرى مشابهة وهي محاولة الاستيلاء على الإرث اليوسفي من اغلب الأطراف وأساسا من «النهضة» والقوميين ما هو رأيكم خاصة ان السبسي كثيرا ما ذكّرهم بأن بن يوسف هو الأمين العام لحزب الدستور وهم أولى به؟
لا نستطيع أن نقول إن البورقيبيين اضطهدوا اليوسفيين بل كل طرف اضطهد الآخر بدليل سقوط شهداء من الطرفين، كلاهما يرى نفسه في حالة دفاع فلنترك المجال للمؤرخين لكن المهم قراءة الفتنة على ضوء ما يحدث في البلاد، كما أن المهم هو أن نقر جميعا أن صالح بن يوسف كان وما يزال دستوريا ومن حسن حظ تونس أن عائلة بن يوسف وضعت حدا لهذا التوظيف المغرض للحركة اليوسفية. إنها قضية مفتعلة وهذا الموضوع دقيق وشائك والفصل فيه للمؤرخين وفي نهاية الأمر يبقى صراعا زعاماتيا بين شخصين قويين خُلقا من نفس المناخ والتكوين الدراسي والعلمي والسياسي، هذا الصراع انتهى مع الأسف بطريقة دموية.
يرى البعض أن ظاهرة تشتت الدساترة في جبهات متعددة إنما هو مخادعة ستنتهي في آخر لحظة بنفس المصب انتخابيا أي في مصب «الاتحاد من اجل تونس» بقيادة «النداء»؟
أحبذ أن تلتقي جميع العائلات الديمقراطية الحديثة في نفس القائمات الانتخابية لأن الصراع السياسي في النهاية مختزل في قوتيْن، المشروع المحافظ الذي يستلهم مشروعا سياسيا من قيم تقليدية إسلامية والمشروع الحداثي الديمقراطي التونسي. يا حبذا أن يأتي يوم الاقتراع المصيري حين تكون كل القوى الديمقراطية الحداثية الوسطية التي تؤمن بتونس وتؤمن بفصل الدين عن الدولة مجتمعة في قائمة واحدة، ولمَ لا معززين بالدستوريين الأحرار ومن جهتنا سنسعى لهذه المعادلة لأننا لا نؤمن بالمشروع الذي تسوّق له حركة «النهضة» والذي لا يستجيب لطموحات الرأي العام التونسي.
لماذا لا تريدون الحديث إطلاقا عن بن علي... هل لأنه شردكم خارج البلاد أم لكم تحفظات أخرى ؟
بن علي «زوفري» سطا على الدولة... كان يحمل بوادر الغطرسة والشذوذ منذ أن كان في الأمن العسكري مرّ بذكاء شيطاني ومسيرته الشخصية والسياسية مبنية على المغالطة والكذب والفساد بجميع أبعاده وباختصار بن علي إنسان غريزي بدائي سخيف وحقير.
كتب سمير الوافي على صفحته الخاصة بموقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك ما يلي «حلقة عمر صحابو أزعجت وأحرجت البعض لأنها فضحت مخططاتهم وكشفت اوراقهم وبعثرت خططهم وقد استعملوا نفوذهم المالي وعلاقتهم لمنع اعادة الحلقة بعد ان فشلوا في حذف بعض المقاطع التي تزعجهم مَن هم هؤلاء» ؟
كل ما قلت في برنامج «الصراحة راحة» مرّ ولم يتعرض لأي صنصرة لكن مقدم البرنامج لم يعلمني مَن هم الذين أقلقتهم تصريحاتي في حصته!.
هل ترى أن حرية التعبير مهددة أم أن الإعلام لم يبلغ بعد مستوى الثورة ومازال خارجها ؟
اكتسبنا حرية مطلقة في البلاد بعد الثورة وهي مكسب تاريخي وثوري نحن محسودون عليه ويبقى السؤال المطروح هل هو محصّن ضد التهديدات خاصة ان السلطة الحالية تحمّل فشلها للإعلام وهي اتهامات ممنهجة ضده وبالتالي فان علاقة السلطة الحالية بالإعلام هشة نظرا لأنها مازالت لا تملك ثقافة الديمقراطية لكن هناك بوادر تحسن وهذه الأيام قل الاتهام الممنهج حيث أصبحت بعض القيادات تتعامل مع الإعلام بأكثر مسؤولية ومرونة لكن هذا لا يعني أنها تخلت عن السعي إلى التحكم فيه.
هناك اتهامات لصحيفة «المغرب» بانحيازها الى توجه معين جعلها صحيفة معارضة بما يتنافى واستقلالية خطها المعلن ؟ ما هو رأيكم ؟
كقارئ لجريدة «المغرب» لا يوجد اتجاه لحزب ولا لجبهة ولا لتوجه فكري بل هي فضاء للتعبير والأخبار. وليكن في العلم ان وجهاء النهضة والترويكا ككل يبحثون ويلهثون وراء الظهور في صحيفة «المغرب» وأخبار «المغرب» تتحدث عن الجميع بلا استثناء.
كيف لمدير صحيفة هو في نفس الوقت رئيس حزب أن يبقى فعلا محايدا بالنسبة إلى خطها التحريري ولا يتدخل في المحتوى مباشرة أو غير مباشرة ؟
توجهاتي السياسية لم أوظفها قط في «المغرب» ولم استغلها قط لتلميع صورتي لأنني ببساطة ديمقراطي وأؤمن بحق الجميع في التعبير عن رأيه وهي سياسة «المغرب» منذ نشأتها سنة 1981 وكناشط سياسي حرمتُ عليهم تغطية أنشطتي الانتخابية كما أنني لم احرم خصومي السياسية من التواجد على أعمدة «المغرب» وهم يحترمون قانون اللعبة.
صراحة بين مجلة «المغرب» أيام زمان وجريدة «المغرب» اليومية الحالية من تفضل عاطفيا ولماذا ؟
نفس المشروع، نفس الفكرة، نفس الدوافع، نفس التصور، نفس التعب.
انت مشاكس شرس وعنيد لحركة «النهضة» ؟
دافعت عن الإسلاميين وحق «النهضة» في الوجود قبل الثورة وساندتها في أوقات عصيبة وفتحت لها صفحات المجلة زمن الحصار عليها إلى درجة أني اتُّهِمْتُ بالخوانجية آمنت بحقهم في التعبير باعتبار أنهم يمثلون شريحة من المجتمع التونسي المتمسك بالإسلام وإحقاقا للحق بعد الثورة اقتنعت بان بورقيبة كان له الحق في سجنهم وأصبحت معارضا شرسا ل«النهضة» لأنها انحرفت وخانت الأمانة، انتخبناها لكتابة الدستور واتفقنا معها للمحافظة على المكاسب ففاجأتنا بمشروعها الانتقامي وهو الأمر الذي دفعني إلى أن أتحول إلى معارض.
صرحتم بأن حزب «التكتل من أجل العمل والحريات» انتهى لأن قواعده انفصلت عنه وأن هناك تذبذبا في هويته السياسية ونجاح مبادرة السبسي تعني فشل كل إستراتيجية مصطفى بن جعفر ماذا تقصدون بذلك ؟
«التكتل» أرضيته الفكرية متجانسة لما يسوقه الآن «نداء تونس» وليس هناك وجه اختلاف بينهما لكن منذ 23 أكتوبر إلى الآن هناك زيغ واضح عن أرضيته الفكرية وهذا يعود إلى أن بن جعفر يحب السلطة لا أكثر ولا اقل.
المرزوقي رئيسا... هل اختلفت شخصيته الجديدة عمّا عرفتموه عنه ؟
لا يمكن أن يكون رئيسا وسبق وصرحت بهذا الكلام إلى محمد عبو قبل الانتخابات فليس كل من تحصل على الدكتوراه قادر على أن يكون رئيسا. صحيح انه مثقف ومتمكن من ثلاث لغات وأستاذ طب من الطراز الرفيع ومناضل شجاع وجريء ولا جدال في ذلك لكنه ليس جديرا بمنصب رئاسة الدولة ثم إن الجميع لاحظ أن تصريحاته تثير الغرابة وقد جعل قصر الرئاسة مرتعا لكل من هب ودب وآخرهم المدعو «ريكوبا» كما أن اغلب المقربين إليه ومن رافقوه في رحلاته أكدوا ذلك حتى أن احد الزملاء كتب في مقال «الحمد لله على انه مؤقت».
اغتيال شكري بلعيد مازالت له ارتدادات خطيرة في المشهد السياسي كيف تقرؤون اغتياله ؟
ليس من باب المعقول ولا المقبول ان يبقى قاتل شكري بلعيد مجهولا وفشل الجهاز الأمني في اكتشاف القاتل يغطّي أسرارا محرجة للسلطة الحاكمة ليس إلا.
وان بقي ملفه مفتوحا هل تتوقعون هدوءا في الساحة؟
المسألة مرتبطة بطاقة التعبئة للقوى الحداثية والسياسية التي قررت أن تجعل من قضية شكري بلعيد مركزية سياسية لكن يمكن أن نقول إن السلطة مراهنة على عامل الزمن وتدخل في الطاقة الرهيبة للنسيان ليصبح موضوعا فرعيا.
«الجبهة الشعبية» بعد بلعيد كيف تقيّمون تحركاتها وموازينها في المشهد ؟
زادت شعبيتها وانتفعت من وفاته وأتمنى لها النجاح في توظيف واستثمار هذا الحادث الرهيب على الدوام خاصة ان هذا الحادث أعطى للجبهة شحنة عاطفية واسعة ثم إن بسمة بلعيد أرملة الشهيد أظهرت خصالا سياسية محنكة مسؤولة ومقبولة وقد تلعب دورا كبيرا في نجاح «الجبهة».
كيف ترون مستقبل البلاد على المدى المتوسط ولماذا؟
متفائل جدا، فأنا أؤمن بالشعب وخاصة بالمرأة التونسية فهي الثروة والدرع الأقوى.
ماذا تقول لهؤلاء؟
للمرزوقي ؟
اقول له عُدْ من حيث أتيتَ الرئاسة ليست مكانك.
مرجان ؟
توارَ عن الانظار ثلاث أو اربع سنوات يجب ان تدفع الثمن!
الغنوشي ؟
تفرغ للدعوية
حمة الهمامي؟
واصل، احبك واحترمك
بن جعفر ؟
ما رأي اولادك في سياستك؟
العريض ؟
سنون السجن والعزلة خلقوا فيه رباطة الجأش، قادر على النجاح شرط التحرر من قبضة الغنوشي.
شكري بلعيد ؟
ليس ملحدا علاقته قوية بالخالق، هو شخص حنون يحب الفقراء. باختصار شكري هو صوت المظلوم.
عمر صحابو؟
سأترك جريدة «المغرب»، وزياد كريشان سيأخذ عني المشعل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.