أول تعليق لرئيس الجمهورية على أعمال العنف في حي التضامن..    فظيع: وفاة كهل جرفته مياه وادي الصابون بفريانة بعد ارتفاع منسوبه..    في مكالمة هاتفيّة مع نظيره الصربي ..وزير الخارجية يتلقى دعوة إلى زيارة صربيا    الحكومة لا تتفاعل مع قرارات الرئيس...عمال الحضائر يطالبون بوضع حدّ للهشاشة المهنية !    فظيع: ينتمي إلى شبكة دولية في إيطاليا .. تونسي يستدرج أطفالا لفيديوهات جنسية    ملف التآمر على أمن الدولة ..ختم الأبحاث و إحالة الملف على دائرة الإتهام    وزارة الفلاحة :'' الحشرة أصيلة أمريكا اللاتينية وغزت تونس خلال صائفة 2021''    أولا وأخيرا: ربيع النقل السريع    صفاقس ..70 عارضا بصالون الموبيليا وجهاز العرس    تقلص العجز التجاري بعد ارتفاع الصادرات وتراجع الواردات    مع الشروق ..من «الصبر الاستراتيجي» إلى الرّدع ... ماذا بعد؟    إرتفاع أسعار الذهب لهذه الأسباب    طهران لإسرائيل: سنرد بضربة أقوى وبثوان على أي هجوم جديد    قوات الاحتلال تقتحم جنين ومخيم بلاطة وتعتقل عددا من الفلسطينيين بالضفة الغربية    بالمر يسجل رباعية في فوز تشيلسي العريض 6-صفر على إيفرتون    معز الشرقي يودع بطولة غوانغجو الكورية للتنس منذ الدور الاول    عاجل : خلية أحباء النادي الافريقي بألمانيا تهدد    خروج نديكا لاعب روما من المستشفى بعد سقوطه على أرض الملعب    أخبار النادي الإفريقي...بقاء المنذر الكبيّر غير مؤكد وغضب على العلمي    طقس الثلاثاء: سحب كثيفة وأمطار متفرقة بأغلب المناطق    سوسة: أحكام بالإعدام ضدّ قاتلي إمرأة مسنّة    الحماية المدنية: 19حالة وفاة و404 إصابة خلال 24ساعة.    صفاقس...يعتديان على الأفارقة ويسلبانهم    تفاصيل القبض على مروج مخدرات وحجز 20 قطعة من مخدر القنب الهندي في سليمان    الأولى في القيادة الأركسترالية في مهرجان «Les Solistes»...مريم وسلاتي مستقبل قائدة أوركستر عالمية    عنوان دورته السادسة «دولة فلسطين تجمعنا يا أحرار العالم»...المهرجان الدولي للمونودراما بقرطاج يحطّ الرحال بنابل    أستراليا: الهجوم الذي استهدف كنيسة آشورية في سيدني عمل إرهابي    عاجل : دولة افريقية تسحب ''سيرو'' للسعال    خطير/ حجز 70 صفيحة "زطلة" لدى مسافر تونسي بميناء حلق الوادي..    آخر زلات بايدن: أشاد بدولة غير موجودة لدعمها أوكرانيا    الكيان الصهيوني : الرد على طهران لن يعرض دول المنطقة الى الخطر    قيس سعيد: لابد من دعوة عدد من السفراء الأجانب لحثّ دولهم على عدم التدخل في شؤوننا    الامارات: سحب ركامية وأمطار غزيرة مرفوقة بنزول البرد    عاجل: قيس سعيد: آن الأوان لمحاكمة عدد من المتآمرين على أمن الدولة محاكمة عادلة    حركة المسافرين تزيد بنسبة 6،2 بالمائة عبر المطارات التونسية خلال الثلاثي الأوّل من 2024    جندوبة: الاتحاد الجهوي للفلاحة يدين قرارات قطع مياه الري ويطالب رئيس الجمهورية بالتدخل    زغوان: تكثيف التدخلات الميدانية لمقاومة الحشرة القرمزية والاصابة لا تتجاوز 1 بالمائة من المساحة الجملية (المندوب الجهوي للفلاحة)    البطولة الافريقية للاندية البطلة للكرة الطائرة - فوز مولدية بوسالم على النصر الليبي 3-2    معرض تونس الدولي للكتاب 2024: القائمة القصيرة للأعمال الأدبية المرشحة للفوز بجوائز الدورة    دار الثقافة بمساكن تحتضن الدورة الأولى لمهرجان مساكن لفيلم التراث من 19 الى 21 افريل    البطولة الوطنية لكرة السلة(مرحلة التتويج): برنامج مباريات الجولة التاسعة    معرض تونس الدولي للكتاب.. 25 دولة تسجل مشاركتها و 314 جناح عرض    وزير الدفاع يستقبل رئيس اللجنة العسكرية للناتو    منظمة الأعراف تُراسل رئيس الجمهورية بخصوص مخابز هذه الجهة    موعد أول أيام عيد الاضحى فلكيا..#خبر_عاجل    أكثر من 129 ألف مترشحا لبكالوريا 2024 يشرعون في اجتياز اختبارات التربية البدينة " الباك سبور"    الدورة السادسة لملتقى "معا" للفن المعاصر بالحمامات يستضيف 35 فنانا تشكيليا من 21 بلدا    أنس جابر تبقى في المركز التاسع في التصنيف العالمي لرابطة محترفات التنس    نصائح للمساعدة في تقليل وقت الشاشة عند الأطفال    المؤتمر الدولي "حديث الروح" : تونس منارة للحب والسلام والتشافي    ايطاليا ضيف شرف معرض تونس الدولي للكتاب 2024    تألق المندوبية الجهوية للتربية صفاقس1 في الملتقى الاقليمي للموسيقى    تونس: التدخين وراء إصابة 90 بالمائة من مرضى سرطان الرئة    مفاهيمها ومراحلها وأسبابها وأنواعها ومدّتها وخصائصها: التقلّبات والدورات الاقتصادية    أولا وأخيرا... الضحك الباكي    تونس تحتضن الدورة 4 للمؤتمر الأفريقي لأمراض الروماتيزم عند الأطفال    فتوى جديدة تثير الجدل..    الزرع والثمار والفواكه من فضل الله .. الفلاحة والزراعة في القرآن الكريم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"عمر صحابو يكشف ل"التونسية" عن مشروعه السياسي الجديد: دافعت عن "الخوانجية" وبعد الثورة اقتنعتُ بأنّ "بورقيبة" كان محقّا في سجنهم!
نشر في التونسية يوم 06 - 05 - 2013

من الصعب بقاء "نداء تونس" بعد السبسي!
بن علي "زوفري"سطا على الدولة
أقول ل"مرجان": كيف لمن برّر سياسات بن علي أن يصبح اليوم بورقيبيا؟
الذين ساندوا بن علي لن يمرّوا!
أنا ضدّ قانون تحصين الثورة لكنه سيمرّ
حركة الدستوريين الأحرار هي الممثل الحقيقي للدساترة
مشروعنا الدستوري الحقيقي لن يصوّت ل«النهضة»
حاورته: جيهان لغماري
كانت مجلّته زمن بورقيبة حاضنة لكل المعارضين من كل التيارات، فتعرّضت إلى الحجب والحجز بل سُجِن مرتيْن ومع ذلك فهو بورقيبي متحمس!. تعرض زمن بن علي إلى المضايقات وتلفيق التهم حتى أُجْبِر على إغلاق مجلته والمغادرة إلى الخارج. بعد الثورة، أعاد إصدار «المغرب» كجريدة يومية.
بدا عمر صحابو المناضل البورقيبي متفائلا بمستقل تونس وبمشروعه السياسي الجديد الذي يعتبره الممثل الحقيقي للدساترة بعيدا عن الذين ساهموا في إرساء الدكتاتورية المافيوزية في عهد بن علي.
تحدث صحابو ايضا عن رغبة جامحة في رؤية العائلة الدستورية والقوى الديمقراطية الحداثية الوسطية التي تؤمن بتونس وتؤمن بفصل الدين عن الدولة مجتمعة في قائمة واحدة يوم الاقتراع المصيري.
ورغم ذلك لم يخف الرجل توجسه من حركة «النهضة» التي يرى أنها «خانت الأمانة» حسب تعبيره مذكرا الاسلاميين بدفاعه عنهم وعن حق «النهضة» في الوجود قبل الثورة ومساندتها في أوقات عصيبة فتح خلالها لهم صفحات مجلته زمن الحصار عليهم إلى درجة أنه اتُّهِم بال«خَوْنَجَة».
تحدث صحابو ل«التونسية» فكان هذا الحوار:
أسّستم حزبا بعد الثورة ولكن بعد ذلك لم نلاحظ له حراكا، هل انتهى قبل أن يبدأ ؟
لقد أخطأت في فتح بابيْن في آن واحد هما جريدة «المغرب» والحزب ولا أنكر أني أخفقت في التوفيق بين متطلّبات المشروعيْن خاصة مع إعادة صدور صحيفة «المغرب» بشكل يومي. والانشغال مع الفريق الصحفي والمشاكل اليومية أخذ كل وقتي ممّا أثّر سلبا على حملتنا الانتخابية كما ينبغي لكن بالرغم من ذلك، نجحت إلى حد ما مع زملائي في الحركة في انجاز 14 قائمة وكل ما استطيع قوله هو أني أخفقت في المشروع السياسي ولست متخوفا وعلى كل حال فهذا ليس بالعذر ولن يحميني من النقد الذاتي. أما بالنسبة لجريدة «المغرب» فأستطيع أن أقول بكل تجرد وموضوعية إن المشروع نجح، ليبقى الفشل في الجانب السياسي ظرفيا وسنُسخّر كل الطاقات لمشروعنا السياسي القادم .
اقتربتم في فترة ما من «نداء» السبسي قبل تشكله كحزب ثم انسحبتم... هل ندمتم ؟
بالعكس هو ليس قربا بل كان تأسيسا وقد ابتعدت لأسباب كنت قد شرحتها في بيان سابق وبالرغم من ذلك مازلت متمسكا بقناعة ملخّصها هو أنّ السبسي يملك من الشرعية والكاريزما ما يؤهله لزعامة كل الأحزاب التي تنصهر في المشروع الحداثي خاصة أن كل الأمناء العامين لهذه الأحزاب الديمقراطية الحداثية قابلة وراغبة في زعامته وهو على علم بذلك وأنا شخصيا كنت أرغب في بقائه مُوَحِّدا لهذه الأحزاب. السبسي كانت له نظرة أخرى واعتقد انه يسير في طريق النجاح مع أنه كان يستطيع تجنب مشاق خلق حزب جديد بكل ثقله وضروراته واحتياجاته المحلية والجهوية وتجاذباته.
حسب رأيكم لماذا اتُّهِمَ «النداء» بأنه واجهة لعودة «التجمع» ؟
ربما لأن السبسي يحمل في مسيرته بصمات ورواسب الحراك الدستوري وبالنسبة لبعض الملاحظين وخصوم الدساترة يجمعون عمدا بين الدستوري والتجمعي. كذلك لا يمكن إنكار دخول وجوه تجمعية بارزة إلى «نداء تونس». وجودها من جهة ومسيرة السبسي من جهة أخرى، سهّل على خصوم «النداء» توفير تبريرات لتوجيه تهمة إعادة إنتاج ورسكلة «التجمع».
هل ترون ل«النداء» مستقبلا بعد السبسي ولماذا؟
أمر صعب لأن حركة «نداء تونس» جمعت حساسيات كانت تاريخيا متباينة وهم خليط من النقابيين والدستوريين والتجمعيين واليساريين وهي فوارق موضوعية، زد على ذلك المواجهات والتجاذبات الذاتية المتواجدة في مختلف الأحزاب وبالتالي فان عملية بقاء «نداء تونس» موحَّدا في صورة اعتزال السبسي أو حدوث أي مكروه له لا قدّر الله أمر ليس سهلا وأنا شخصيا أتمنى كمواطن غيور وحريص على أن تستقر البلاد على توازن سياسي ثنائي على الأقل(والقصد واضح «النهضة» و«النداء»)، بقاء حركة «نداء تونس» موحدة مهما كانت الظروف باعتبار أنها تحمل آمال عشرات الآلاف من التونسيين. ثم إن السبسي هو مؤسس الحركة وزعيمها و«كاريزماتي» ولا أحد ينازعه في أحقيته وشرعيته في هذه الزعامة وكلمته هي كلمة الفصل عند الاقتضاء.
تعددت التسريبات المؤكدة عن جبهة ستترأسونها أو على الأقل ستكونون فيها طرفا رئيسيا؟
هي ليست جبهة لأن الجبهة تعني أن كل حزب يحافظ على هويته في نطاق جبهة وما سنقوم به هو انصهار هيكلي بين جملة من الأحزاب وشخصيات وطنية ذات مرجعية ومسيرة دستورية وعندما نقول دستورية يعنى لا تشوبها شائبة التلوث بنظام بن علي ثم لابد أن نفرق بين «التجمع» والتجمعيين فبعضهم ناضلوا ووجدوا أنفسهم كرها أو طواعية في نطاق «التجمع» لكن في المقابل هناك أناس كانوا يدركون أن نظام بن علي نظام مافيوزي ومع ذلك انخرطوا معه وكانوا مسؤولين وسوّقوا لسياسته ودافعوا عنه. وقد أطلقتُ على هيكلنا اسم حركة الدستوريين الأحرار وسنعلن عنها اليوم وهي لا تتضمن عناصر ساهمت مع بن علي في إرساء الدكتاتورية المافيوزية وحركتنا لن يستطيع أي أحد أن يوجه لها تهمة «التجمع» أو الانتماء إلى نظام بن علي.
ما هي مكوناتها وأهدافها ؟
الحركة تضم 6 أحزاب من مميزاتها أنها تأسست من قبل أناس مناضلين ومثقفين لم ينتموا قط لا للدستوري ولا للتجمع! لكنهم آمنوا بعد نضج وتحليل وتفكير بأن الفكر الدستوري هو الذي يتلاءم مع خصوصيات المجتمع التونسي وعندما استعمل مصطلح «دستوري» لا اعني الحقبة البورقيبية إنما بالأساس الحركة الدستورية التاريخية التي نشأت مع خير الدين واستمرت إلى يوم الناس هذا، كما نعتبر أن بورقيبة في الحركة الدستورية التاريخية هذه، كان له دور متميز فعال، أساسي، محوري ومفصلي لأن بورقيبة حوَّل ما كان نظريا إلى واقع معاش ومتجذّر في أذهان التونسيين. صحيح، الجميع كانت لهم مساهمات فكرية نظرية لكنّ بورقيبة جذّر الفكر النظري بعد توليه السلطة في الكيان التونسي.
وبما أنكم رغبتم في معرفة الأحزاب فهي حزب الوطن (الجناح المنشق عن محمد جغام) والحزب الحر الدستوري الديمقراطي الذي يترأسه كاتبه العام توفيق بن خود بعد انضمام مؤسسه عبد المجيد شاكر إلى حركة «نداء تونس» (مع أن شاكر حضر إعلان الجبهة الدستورية التي جمعت كمال مرجان وجغام! مع العلم أن الحوار أجري قبل إعلانها) ثم حزب اتحاد البورقيبية الجديدة الذي أسسه القيادي من الوطد (تيار يساري) صالح مصباح! والذي سجن في عهد بورقيبة 3 مرات ووقع تعذيبه ثم انتهت به مسيرته السياسية إلى تأسيس حزب بورقيبي! وحركتي وحزب التحالف من أجل تونس برئاسة الأستاذ كريم الميساوي الذي اقتنع انه لا مناص لتاريخ تونس ومستقبلها إلا بالرجوع إلى القيم الدستورية الأصيلة بطبيعة الحال إلى جانب شخصيات وطنية أخرى مستقلة على غرار فرج الشايب وفتحي قرقوري وآمنة منصور والقائمة تطول..
ألا ترون تأخيرا في إعلان حركتكم بما قد يعرضها للفشل المسبق؟
ما لاحظناه وأحدث في نفوسنا نوعا من الحيرة والحزن هو أن المشهد السياسي التونسي الحالي شمل كل الأصوات وكل العائلات الفكرية وحتى الدخيلة على الواقع التونسي وتبلغ صوتها كالسلفيين والنهضويين والجهاديين والشيعة واليساريين إلا الصوت الدستوري الحر لم يبلغ صوته وقد حزّ في أنفسنا أن يكون هذا الصوت مغيّبا. نسبة نجاح الحركة مرتبطة بنجاحنا في تسويق هذا المشروع خاصة أنّ شروط النجاح الموضوعية موجودة في ظل حضور محترم للتونسيين الدستوريين وهي نسبة لا يستهان بها فنحن لن نخلق جمهورا وأنصارا جددا كما أن الحزب مكوّن بقاعدة وقيادة وبموروث ومشروع فكري ويبقى البرنامج من مسؤولية القيادة التي نجحت في إعادة الروح إلى هذا المخزون واعتقد أن الاستجابة إلى تطلعات هذه القاعدة ستكون عاملا مهما في تثبيت وجودها في الساحة السياسية.
انتم تقولون بأنكم بورقيبيون فلماذا تسقطون هذه الصفة عن كمال مرجان ؟
أنا لا أريد الخوض في هذا الموضوع أو بالأحرى في هذا السجل الشخصي الذاتي واكتفي بالحقائق كما هي: لا اعتقد أن أي تونسي صمت أكثر من 23 سنة على كل الاعتداءات التي لحقت ببورقيبة يمكن أن يكون بورقيبيا ولا اعتقد أن بورقيبة لو كان حيا سيصوت لفائدة الغنوشي!
في حركتكم الجديدة كيف ستفرقون بين البورقيبي والتجمعي؟
بكل بساطة هو الفرق الذي يوجد بين بورقيبة وبن علي وأنا شخصيا أميز بين «التجمع» ونظام بن علي وهو تمييز يساعد على فهم المسألة لأن «التجمع» كان في صفوفه أناس أفاضل مخلصون وأوفياء للقيم الدستورية وجدوا أنفسهم وسط «التجمع» ونحن ليس لنا معهم أي مشكل لكن في المقابل هناك أناس انخرطوا في النظام وكانوا مدركين لأخطائه وتجاوزاته وعلى علم بالتعذيب والفساد،هؤلاء لا نعتبرهم دساترة.
هناك إمكانية لاختراقكم كما تم اختراق «النهضة» و«نداء تونس»؟
بإذن الله لن يمروا مع أننا ضد قانون تحصين الثورة لأن الثورة يحصنها شعبها وإذا وجدت سلطة لها الحق في العزل والإقصاء فهي إما القضاء أو صندوق الاقتراع وإذا مر قانون تحصين الثورة فلن نتعامل مع المقصيين وسيقتصر تعاملنا على غير المقصيين... وفي تقديري الشخصي فان قانون التحصين سيُمرر بالرغم من تضارب تصريحات بعض القياديين في السلطة الحالية لكن على مستوى الواقع فان اللجنة أقرت مشروع القانون وسيقع عرضه على الجلسة العامة.
كيف كانت علاقتكم بالزعيم بورقيبة مع معرفتنا بذلك؟ ولكن دموعكم التي رأيناها في حصص تلفزية تشي بأشياء أخرى نريد معرفتها ؟
اضْطُهدتُ زمن بورقيبة وسجنتُ مرتين ومع ذلك املك مسافة ذهنية وأدبية في تقييم الزعيم الراحل كما أن كل باحث موضوعي ينغمس في دراسة مسيرة بورقيبة ينتهي إلى تقييم موضوعي بالرغم من أن أغلبهم انطلقوا من عداوة معه لكن مع الوقت وبالتحليل والتعمق والدراسة انتهوا إلى تقييم موضوعي ولنا كثير من الناس عُذّبوا واضْطُهدوا زمن بورقيبة لكنهم يعرّفون أنفسهم بأنهم أحفاده وأولاده وخير مثال على ذلك «صالح مصباح» وباختصار أحب بورقيبة كثيرا. كان شخصا مثاليا يؤمن بالله وكان حريصا على الآداب الدينية ويحترم كثيرا مشاعر الناس، بورقيبة يشك في كل الأشياء إلا في وجود الله كان يحفظ القرآن وله دراسات معمقة في أسباب النزول، يقبل النقد يحترم الرأي الآخر ويحب تونس حد الجنون، يتناول الأشياء بطريقة تحليلية وكان ديبلوماسيا إلى حد كبير.
عياض اللومي تحدث ايضا عن جبهة دستورية ولكنه دافع عن كمال مرجان وتقريبا عن «النهضة» ما ردّكم ؟
ليس لي تعليق على ذلك والرأي العام هو الذي يحسم ويقيّم وكذلك السلطة الاعلامية ولكن الجميع على يقين من ان مشروعنا الدستوري لن يصوت ل«النهضة». لو أنني رأيت في نفسي التوافق والتأقلم مع الجبهة الدستورية لانضممت إليها، لن اجزم ولن اتهم ولن احكم عليهم، لهم الحق في إحداث مشروعهم ولنا الحق في الاختلاف معهم وكما سبق وقلت سيبقى الحسم للانتخابات والإعلام والرأي العام.
ألا ترون ان محاولة الدساترة امتلاك ما يسمى البورقيبية سيزيد في تشتت العائلة الدستورية لاختلاف القيادات وخاصة النظر للمستقبل ؟
لا اعتقد في التشتت وإن وُجد سينتهي قريبا.
هناك ظاهرة أخرى مشابهة وهي محاولة الاستيلاء على الإرث اليوسفي من اغلب الأطراف وأساسا من «النهضة» والقوميين ما هو رأيكم خاصة ان السبسي كثيرا ما ذكّرهم بأن بن يوسف هو الأمين العام لحزب الدستور وهم أولى به؟
لا نستطيع أن نقول إن البورقيبيين اضطهدوا اليوسفيين بل كل طرف اضطهد الآخر بدليل سقوط شهداء من الطرفين، كلاهما يرى نفسه في حالة دفاع فلنترك المجال للمؤرخين لكن المهم قراءة الفتنة على ضوء ما يحدث في البلاد، كما أن المهم هو أن نقر جميعا أن صالح بن يوسف كان وما يزال دستوريا ومن حسن حظ تونس أن عائلة بن يوسف وضعت حدا لهذا التوظيف المغرض للحركة اليوسفية. إنها قضية مفتعلة وهذا الموضوع دقيق وشائك والفصل فيه للمؤرخين وفي نهاية الأمر يبقى صراعا زعاماتيا بين شخصين قويين خُلقا من نفس المناخ والتكوين الدراسي والعلمي والسياسي، هذا الصراع انتهى مع الأسف بطريقة دموية.
يرى البعض أن ظاهرة تشتت الدساترة في جبهات متعددة إنما هو مخادعة ستنتهي في آخر لحظة بنفس المصب انتخابيا أي في مصب «الاتحاد من اجل تونس» بقيادة «النداء»؟
أحبذ أن تلتقي جميع العائلات الديمقراطية الحديثة في نفس القائمات الانتخابية لأن الصراع السياسي في النهاية مختزل في قوتيْن، المشروع المحافظ الذي يستلهم مشروعا سياسيا من قيم تقليدية إسلامية والمشروع الحداثي الديمقراطي التونسي. يا حبذا أن يأتي يوم الاقتراع المصيري حين تكون كل القوى الديمقراطية الحداثية الوسطية التي تؤمن بتونس وتؤمن بفصل الدين عن الدولة مجتمعة في قائمة واحدة، ولمَ لا معززين بالدستوريين الأحرار ومن جهتنا سنسعى لهذه المعادلة لأننا لا نؤمن بالمشروع الذي تسوّق له حركة «النهضة» والذي لا يستجيب لطموحات الرأي العام التونسي.
لماذا لا تريدون الحديث إطلاقا عن بن علي... هل لأنه شردكم خارج البلاد أم لكم تحفظات أخرى ؟
بن علي «زوفري» سطا على الدولة... كان يحمل بوادر الغطرسة والشذوذ منذ أن كان في الأمن العسكري مرّ بذكاء شيطاني ومسيرته الشخصية والسياسية مبنية على المغالطة والكذب والفساد بجميع أبعاده وباختصار بن علي إنسان غريزي بدائي سخيف وحقير.
كتب سمير الوافي على صفحته الخاصة بموقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك ما يلي «حلقة عمر صحابو أزعجت وأحرجت البعض لأنها فضحت مخططاتهم وكشفت اوراقهم وبعثرت خططهم وقد استعملوا نفوذهم المالي وعلاقتهم لمنع اعادة الحلقة بعد ان فشلوا في حذف بعض المقاطع التي تزعجهم مَن هم هؤلاء» ؟
كل ما قلت في برنامج «الصراحة راحة» مرّ ولم يتعرض لأي صنصرة لكن مقدم البرنامج لم يعلمني مَن هم الذين أقلقتهم تصريحاتي في حصته!.
هل ترى أن حرية التعبير مهددة أم أن الإعلام لم يبلغ بعد مستوى الثورة ومازال خارجها ؟
اكتسبنا حرية مطلقة في البلاد بعد الثورة وهي مكسب تاريخي وثوري نحن محسودون عليه ويبقى السؤال المطروح هل هو محصّن ضد التهديدات خاصة ان السلطة الحالية تحمّل فشلها للإعلام وهي اتهامات ممنهجة ضده وبالتالي فان علاقة السلطة الحالية بالإعلام هشة نظرا لأنها مازالت لا تملك ثقافة الديمقراطية لكن هناك بوادر تحسن وهذه الأيام قل الاتهام الممنهج حيث أصبحت بعض القيادات تتعامل مع الإعلام بأكثر مسؤولية ومرونة لكن هذا لا يعني أنها تخلت عن السعي إلى التحكم فيه.
هناك اتهامات لصحيفة «المغرب» بانحيازها الى توجه معين جعلها صحيفة معارضة بما يتنافى واستقلالية خطها المعلن ؟ ما هو رأيكم ؟
كقارئ لجريدة «المغرب» لا يوجد اتجاه لحزب ولا لجبهة ولا لتوجه فكري بل هي فضاء للتعبير والأخبار. وليكن في العلم ان وجهاء النهضة والترويكا ككل يبحثون ويلهثون وراء الظهور في صحيفة «المغرب» وأخبار «المغرب» تتحدث عن الجميع بلا استثناء.
كيف لمدير صحيفة هو في نفس الوقت رئيس حزب أن يبقى فعلا محايدا بالنسبة إلى خطها التحريري ولا يتدخل في المحتوى مباشرة أو غير مباشرة ؟
توجهاتي السياسية لم أوظفها قط في «المغرب» ولم استغلها قط لتلميع صورتي لأنني ببساطة ديمقراطي وأؤمن بحق الجميع في التعبير عن رأيه وهي سياسة «المغرب» منذ نشأتها سنة 1981 وكناشط سياسي حرمتُ عليهم تغطية أنشطتي الانتخابية كما أنني لم احرم خصومي السياسية من التواجد على أعمدة «المغرب» وهم يحترمون قانون اللعبة.
صراحة بين مجلة «المغرب» أيام زمان وجريدة «المغرب» اليومية الحالية من تفضل عاطفيا ولماذا ؟
نفس المشروع، نفس الفكرة، نفس الدوافع، نفس التصور، نفس التعب.
انت مشاكس شرس وعنيد لحركة «النهضة» ؟
دافعت عن الإسلاميين وحق «النهضة» في الوجود قبل الثورة وساندتها في أوقات عصيبة وفتحت لها صفحات المجلة زمن الحصار عليها إلى درجة أني اتُّهِمْتُ بالخوانجية آمنت بحقهم في التعبير باعتبار أنهم يمثلون شريحة من المجتمع التونسي المتمسك بالإسلام وإحقاقا للحق بعد الثورة اقتنعت بان بورقيبة كان له الحق في سجنهم وأصبحت معارضا شرسا ل«النهضة» لأنها انحرفت وخانت الأمانة، انتخبناها لكتابة الدستور واتفقنا معها للمحافظة على المكاسب ففاجأتنا بمشروعها الانتقامي وهو الأمر الذي دفعني إلى أن أتحول إلى معارض.
صرحتم بأن حزب «التكتل من أجل العمل والحريات» انتهى لأن قواعده انفصلت عنه وأن هناك تذبذبا في هويته السياسية ونجاح مبادرة السبسي تعني فشل كل إستراتيجية مصطفى بن جعفر ماذا تقصدون بذلك ؟
«التكتل» أرضيته الفكرية متجانسة لما يسوقه الآن «نداء تونس» وليس هناك وجه اختلاف بينهما لكن منذ 23 أكتوبر إلى الآن هناك زيغ واضح عن أرضيته الفكرية وهذا يعود إلى أن بن جعفر يحب السلطة لا أكثر ولا اقل.
المرزوقي رئيسا... هل اختلفت شخصيته الجديدة عمّا عرفتموه عنه ؟
لا يمكن أن يكون رئيسا وسبق وصرحت بهذا الكلام إلى محمد عبو قبل الانتخابات فليس كل من تحصل على الدكتوراه قادر على أن يكون رئيسا. صحيح انه مثقف ومتمكن من ثلاث لغات وأستاذ طب من الطراز الرفيع ومناضل شجاع وجريء ولا جدال في ذلك لكنه ليس جديرا بمنصب رئاسة الدولة ثم إن الجميع لاحظ أن تصريحاته تثير الغرابة وقد جعل قصر الرئاسة مرتعا لكل من هب ودب وآخرهم المدعو «ريكوبا» كما أن اغلب المقربين إليه ومن رافقوه في رحلاته أكدوا ذلك حتى أن احد الزملاء كتب في مقال «الحمد لله على انه مؤقت».
اغتيال شكري بلعيد مازالت له ارتدادات خطيرة في المشهد السياسي كيف تقرؤون اغتياله ؟
ليس من باب المعقول ولا المقبول ان يبقى قاتل شكري بلعيد مجهولا وفشل الجهاز الأمني في اكتشاف القاتل يغطّي أسرارا محرجة للسلطة الحاكمة ليس إلا.
وان بقي ملفه مفتوحا هل تتوقعون هدوءا في الساحة؟
المسألة مرتبطة بطاقة التعبئة للقوى الحداثية والسياسية التي قررت أن تجعل من قضية شكري بلعيد مركزية سياسية لكن يمكن أن نقول إن السلطة مراهنة على عامل الزمن وتدخل في الطاقة الرهيبة للنسيان ليصبح موضوعا فرعيا.
«الجبهة الشعبية» بعد بلعيد كيف تقيّمون تحركاتها وموازينها في المشهد ؟
زادت شعبيتها وانتفعت من وفاته وأتمنى لها النجاح في توظيف واستثمار هذا الحادث الرهيب على الدوام خاصة ان هذا الحادث أعطى للجبهة شحنة عاطفية واسعة ثم إن بسمة بلعيد أرملة الشهيد أظهرت خصالا سياسية محنكة مسؤولة ومقبولة وقد تلعب دورا كبيرا في نجاح «الجبهة».
كيف ترون مستقبل البلاد على المدى المتوسط ولماذا؟
متفائل جدا، فأنا أؤمن بالشعب وخاصة بالمرأة التونسية فهي الثروة والدرع الأقوى.
ماذا تقول لهؤلاء؟
للمرزوقي ؟
اقول له عُدْ من حيث أتيتَ الرئاسة ليست مكانك.
مرجان ؟
توارَ عن الانظار ثلاث أو اربع سنوات يجب ان تدفع الثمن!
الغنوشي ؟
تفرغ للدعوية
حمة الهمامي؟
واصل، احبك واحترمك
بن جعفر ؟
ما رأي اولادك في سياستك؟
العريض ؟
سنون السجن والعزلة خلقوا فيه رباطة الجأش، قادر على النجاح شرط التحرر من قبضة الغنوشي.
شكري بلعيد ؟
ليس ملحدا علاقته قوية بالخالق، هو شخص حنون يحب الفقراء. باختصار شكري هو صوت المظلوم.
عمر صحابو؟
سأترك جريدة «المغرب»، وزياد كريشان سيأخذ عني المشعل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.