سجل 400 شخصا أسماءهم ضمن مرشحي الانتخابات الرئاسية الإيرانية، وذلك قبل ساعات من غلق باب الترشيح في آخر أيامه، دون أن تعلن عدة شخصيات بارزة قرارها بشأن خوض أكثر الانتخابات غموضاً في البلاد منذ عقود. وانتخابات الرابع عشر من جوان 2013 هي أول انتخابات رئاسية في إيران منذ عام 2009 عندما اندلعت احتجاجات حاشدة وصفت باسم "الحركة الخضراء" بعد فوز أحمدي نجاد بفترة ولاية ثانية أمام المرشحين الإصلاحيين مير حسين موسوي ومهدي كروبي في انتخابات أثارت نتائجها الخلافات. ومنذ ذلك الحين تعرض الإصلاحيون الذين يطالبون بحريات اجتماعية وسياسية أكبر للقمع أو التهميش. وخضع موسوي وزوجته وكروبي للإقامة الجبرية لأكثر من عامين. وسجل 400 مرشحا أسماءهم حتى الآن، ومن بينهم رجل الدين المعتدل حسن روحاني المفاوض السابق في الملف النووي في عهد الرئيس الإصلاحي السابق محمد خاتمي، وعدد آخر من الإصلاحيين مثل عضو البرلمان السابق مصطفى كواكبيان، ومحمد عارف الذي كان يشغل منصب نائب الرئيس في عهد خاتمي. ويخوض الانتخابات اثنان آخران هما محمد حسن أبو ترابي فرد، ووزير الصحة السابق كامران باقري لنكراني، فضلاً عن محسن رضائي الذي قاد الحرس الثوري وخسر أمام أحمدي نجاد في عام 2009. غير أن أكبر الشخصيات السياسية المتوقع خوضها الانتخابات أجلت قرارها إلى اللحظة الأخيرة. ومن بينهم خاتمي الذي يحظى بشعبية كبيرة، لكن ينظر إليه المحافظون بعين الريبة لدعمه موسوي قبل أربعة أعوام. ولم يستبعد خاتمي ترشحه رسمياً، ولكنه أيد أمس الجمعة الرئيس السابق أكبر هاشمي رفسنجاني المنتمي إلى تيار الوسط وعبر عن أمله في ترشح رفسنجاني للرئاسة. وأشار رفسنجاني (78 عاماً) إلى احتمال ترشحه، ولكن بموافقة الزعيم الأعلى الإيراني فقط. ويحظى رفسنجاني بقدر من الشعبية بين الإصلاحيين بسبب دعمه للحركة المعارضة في عام 2009. وقال محمد حسين ضياء الذي أدار الحملة الانتخابية لكروبي في عام 2009 ويدير الآن موقعه الإلكتروني من الولاياتالمتحدة: "فرصة السيد رفسنجاني للترشح ليست ضئيلة." وأضاف "إذا ترشح السيد رفسنجاني فأعتقد أن الإصلاحيين وبعض الأصوليين سيدعمونه". وتخشى القيادة حول خامنئي بصورة خاصة من ترشح اسفنديار رحيم مشائي مساعد أحمدي نجاد حيث ينظر إليه المحافظون بارتياب شديد ويعتبرونه قائد "تيار منحرف" يسعى لتقويض نفوذ رجال الدين لصالح القومية العلمانية. وتفحص هيئة محافظة من رجال الدين وفقهاء القانون تعرف باسم مجلس صيانة الدستور طلبات جميع المرشحين، ويستطيع المجلس أن يقضي بعدم أهلية أي مرشح دون إعطاء مبررات وعادة ما يقصر الترشح على مجموعة من الرجال. ولم تترشح سوى ثماني نساء حتى الآن. غير أنه لم يعد هناك قدر يذكر من الحماس الشعبي الذي شهدته الفترة السابقة لانتخابات 2009 عندما شعر كثيرون بأن هناك إمكانية للتغيير الحقيقي في إيران. وبعد أعوام تعرضت فيها طهران لعقوبات دولية هي الأشد صرامة في تاريخها بسبب برنامجها النووي، بات الكثير من الإيرانيين يهتمون بالاقتصاد أكثر من الصراع السياسي.