التونسية (مكتب الجنوب الغربي) ساهم مطار توزرنفطة الدولي منذ انبعاثه في تأمين العديد من الرحلات الدولية التي ساهمت بدورها في تنشيط الحركة السياحية بمنطقة الجنوب الغربي بفضل موقعه الاستراتيجي إذ ساهم خلال السنوات المنقضية بنحو 2% من الحركة التجارية للطائرات على المستوى الوطني وكانت الرحلات الدولية المنتظمة قد استأثرت ب 60% من الحركة الجوية بالمطار مما يفسر أهميته بالنسبة للسياحة الصحراوية والدور الهام الذي يقوم به في تنشيط السياحة بربوع الجنوب الغربي وذلك من خلال الخطوط المنتظمة التي كانت تربطه بجل المدن والعواصم الاوروبية لا سيما باريس وليون وميلانوومدريد وفرنكفورت ونيس ومرسيليا كما استأثرت الرحلات الداخلية ب31% من مجموع حركة الملاحة الجوية ولكن منذ 2011 تراجع مردود هذا النشاط الذي أثر سلبا على جميع القطاعات التنموية. لا يختلف سكان الجريد حول المردودية العالية التي حققها مطار توزرنفطة الدولي في جميع المجالات سواء منها الاقتصادية أو الاجتماعية وخصوصا السياحية والفلاحية وهذا الميناء الجهوي الذي تلاعبت به «الايادي» لم يحقق الأهداف التي بعث من أجلها لا سيما بالنسبة للخمس سنوات المنقضية فتراجعت عجلة التنمية بصفة عامة. فإن تراجع مردوديته بات واضح المعالم لا سيما بعد أن تم حذف عدد من الخطوط الدولية التي شكلت الركيزة الاساسية والمحرك الداعم للتنمية السياحية والمنفذ الوحيد لجلب السياح مباشرة من بلدانهم إلى أرض الجريد في سويعات كما ان الاجواء لم تفتح امام هذا الميناء الجوي مثلما تم اقراره منذ سنوات بل تم تقزيم نشاطه من خلال حذف خطوط توزر نيس وتوزر مرسيليا وتوزرمدريدوتوزرميلانووتوزر فرنكفورت والقائمة طويلة بل أكثر من ذلك فإن المصالح المعنية تبادر في نهاية كل شهر جوان بإيقاف بقية الخطوط الدولية الى غاية غرة اكتوبر ليبقى كما يقال: «البرج العالي والمطار الخالي» وتبعا لذلك يتم «توزيع» الأعوان التابعين للخطوط التونسية على مختلف المطارات الداخلية الاخرى لمن يرغب في ذلك والحالة تلك حرمت الملاحة الجوية من خدمات عدة خطوط ممّا أثار استياء وسخط أصحاب وكالات الاسفار وبدرجة اولى أصحاب العربات السياحية المجرورة الذين تتأتى مداخيلهم من النشاط السياحي ويأمل اهالي الجريد في اعادة تفعيل دور نشاط الملاحة الجوية ومنها بالخصوص إعادة خط توزرمدريد وهذا الخط أنعش كثيرا في وقت ما نشاط السياحة الصحراوية واصبحت السوق الاسبانية من الاسواق التقليدية للجهة مثل السوق الالمانية لكن حذف هذه الخطوط وتوقف الخطوط الاخرى صيفا اضر بمسيرة التنمية الجهوية في الوقت الذي كان من المفروض ان تستغل هذا الميناء الجوي أفضل مما هو عليه الأن على المستوى السياحي والفلاحي اذ يمكن توظيفه في تصدير المنتجات الفلاحية كالباكورات والتمور وايضا يمكن لمطار توزر ان يلعب دورا رياديا في تامين عودة ابناء الجهة توزر وقبلي وقفصة والمتلوي العاملين بالخارج في الصيف من مختلف العواصم الاوروبية اذ يبلغ عدد المهاجرين اصيلي ولاية توزر اكثر من 6 آلاف فضلا عن تامين سفرات السياح الذين باتوا يحبذون زيارة الجريد في الصيف.