التونسية (تونس) شكل الوضع البيئي والعناية بنظافة المحيط وغلق مصب «جرادو» واستفحال التلوث بخليجي المنستيروقابس أبرز محاور الاهتمام خلال اللقاء الإعلامي الدوري السادس والثلاثين بعد المائة الملتئم صباح أمس بقصر الحكومة بالقصبة. وأوضح الصادق العامري كاتب الدولة المكلف بالبيئة بوزارة التجهيز والبيئة أنه يتم تحويل نفايات ثلاثة مصبات متمركزة بولايات صفاقسوقابس وبنزرت الى مصب «جرادو» لمعالجتها باعتبار المواصفات العالمية التي يكتسبها مؤكدا أن إعادة فتحه سيكون في مصلحة تونس ومواطنيها بما يمكن من امتصاص طاقة تخزين الفضلات بالمصبات الأخرى مضيفا أن الدولة التزمت برفع الاخلالات البيئية للمصب والاستجابة للمطالب الاجتماعية للمواطنين القاطنين بمنطقة «جرادو». وبشأن الاخلالات المسجلة في خليج المنستير وارتفاع حدة التلوث البيئي جراء تصريف مياه محطة التطهير المتمركزة بجهة «خنيس» أفاد المتدخل أن إجراءات عاجلة اتخذت للغرض وذلك عبر الانطلاق منذ مستهل 2013 في معالجة المياه بالحد من انبعاث الروائح الكريهة عبر طريقة «المعالجة بالجير» مؤكدا أنه تم الاتفاق على نقل هذه المحطة الى منطقة «مسجد عيسى» وأن أشغال الإنجاز ستنطلق بداية السنة المقبلة. وبالنسبة ل«المجمع الكيميائي التونسي»بقابس ذكر كاتب الدولة المكلف بالبيئة ان الأشغال جارية لتحويل مادة «الفوسفوجبس» إلى سبخة بجهة بعيدة عن التجمعات السكنية عوض تصريفها في مياه الخليج لافتا النظر إلى قيام المصالح المعنية بانجاز ثلاث دراسات في هذا المجال تأخذ في الاعتبار حماية البيئة وصحة المواطنين مؤكدا أن جلسات ماراطونية تشرف عليها وزارة التجهيز والبيئة انطلقت يوم السبت الفارط للاستجابة للمطالب الاجتماعية لعمال المجمع الكيميائي بقابس والشروع في اجراء حوار معمق يرنو إلى فض الاشكالات العالقة منتهيا الى التأكيد على ان الوكالة الفرنسية للتنمية والبنك الالماني عبرا عن رغبتهما في مساندة مشروع تهيئة وتأهيل خليج قابس بكلفة جملية للمشروع قدرها 400 مليون دينار. كما استعرض العامري برامج الوزارة في نطاق العناية بنظافة المدن بما يمكن من تكريس مقاربة تقوم على التكامل في الجهد البلدي وذلك في إطار اتفاقيات إطارية تقضي برفع نفايات البناء سيما منه الفوضوي وركام الفضلات المنزلية مؤكدا الشروع في عقد صفقات على هذا الصعيد بقيمة 3.5 مليون دينار بالتوازي مع تخصيص وكالة التصرف في النفايات 31 مؤسسة صغرى عهد إليها رفع النفايات البلاستيكية من شوارع المدن. وأشار المسؤول إلى رصد مبلغ بقيمة 2.5 مليون دينار في اطار التعهد بالمساحات الخضراء وصيانتها موزعة على 200 بلدية مشيرا إلى احداث لجنة صلب وزارة التجهيز والبيئة بالتنسيق مع وزارات الداخلية والصحة العمومية والسياحة تضطلع بمهمة الاشراف على البرنامج الوطني لمقاومة الحشرات والتدخل البيولوجي في تصريف المياه الراكدة لما يقارب 57 واد ومجرى للمياه بطول 132.5 كلم و31 حوض لتعديل سيلان المياه موزعة على 9 ولايات علاوة عن إفراد سبخة السيجومي بعناية خاصة عبر التقليص من ارتفاع منسوب مياهها والتخفيض في حجم المياه المصرفة بخليج البحر، مضيفا أن عمليات التدخل بالمبيدات للقضاء على الحشرات في ولايتي بن عروس وسوسة شملت 2200 هكتار. وعرج العامري على برنامج وزارة التجهيز والبيئة لصائفة 2013 بخصوص العناية بالشواطئ العمومية مؤكدا أن حملات النظافة ستنطلق الاسبوع المقبل وتشمل 98 شاطئ باعتمادات مالية تناهز 1.1 مليون دينار مشيرا الى تنفيذ تدخلات بخليج المنستير لرفع الطحالب والحشائش المتسببة في انبعاث الروائح الكريهة وذلك على طول 10 كلم وأنه من المنتظر أن تتواصل الأشغال على امتداد 4 أشهر. وتطرق كاتب الدولة المكلف بالبيئة إلى الاشكالات التي يشهدها الوضع البيئي بتونس وما انجر عنها من سلبيات طالت جودة الحياة للمواطنين مرجعا ذلك إلى أمور هيكلية وتنظيمية ومؤسساتية واستراتيجية مثل تنامي الانتهاكات والإخلالات. وخلص المتدخل إلى ان الدولة التي صرفت اعتمادات بمئات ملايين الدنانير وحرصت على تهيئة مناخ سليم ومقاربة تعتمد على حق الاجيال القادمة في التمتع ببيئة صحية هي اليوم عاقدة العزم على إزالة التلوث البيئي ورفع الاضرار الناتجة عن ذلك هاجسها الوحيد تكريس استحقاق بيئي تتوفر فيه معايير جودة الحياة لكل المواطنين الذين دعاهم ومكونات المجتمع المدني إلى معاضدة جهود مصالح الدولة لانجاح برنامج التوعية والتحسيس ضمانا لبيئة سليمة.