تحت شعار «العودة حق لا عودة عنه» وبمناسبة الذكرى الخامسة والستين ليوم النكبة الفلسطينية الموافق ل15 ماي 1948 وهو اليوم الذي اعلن فيه عن قيام دولة يهودية على الاراضي الفلسطينية وما تلاه من عمليات اجتثاث وتهجير وتشريد للشعب الفلسطيني خارج وطنه أحيى أمس ائتلاف جمعيات الدفاع عن حق العودة بتونس (الحملة العالمية للعودة الى فلسطين) ذكرى يوم النكبة الاسود في تاريخ فلسطين وتاريخ الامة العربية والإسلامية. خيمة إحياء ذكرى النكبة الفلسطينية التي انتصبت بقلب العاصمة تخللتها اناشيد نضالية وهتافات ووصلات موسيقية تتغنى بالنضال وبالجرح الفلسطينيين ورفعت فيها اعلام فلسطين وسوريا وتونس وشعارات منددة بالاستيطان الاسرائيلي وبالمؤامرة على سوريا وحضرها عدد هام من الحقوقيين والمثقفين من تونس وخارجها ونشطاء المجتمع المدني وايضا عدد من المواطنين ومن الجالية الفلسطينية. كما تم تسجيل حضور نواب من المجلس التأسيسي ومن بينهم محمد براهمي رئيس «حركة الشعب» ومحمد بنور الناطق الرسمي باسم حزب «التكتل من اجل العمل والحريات». واكد ضو الجلالي ممثل الرابطة التونسية للتسامح احدى الجمعيات المشاركة ان احياء الذكرى 65 لنكبة فلسطين هو لغاية الدفاع عن حق عودة كل الفلسطينيين المهجرين الى وطنهم مضيفا ان حق العودة هو أساس تحرر فلسطين من الاحتلال الصهيوني ويختزل كل تفاصيل ومراحل القضية الفلسطينية مبينا ان عودة الفلسطينيين الى ديارهم التي اغتصبت منهم واخرجوا منها قسرا تعني الزوال الحتمي للكيان الاسرائيلي الغاشم على حد تعبيره. انهيار المشروع الصهيوني من جانبه قال عز الدين شلغاف ممثل لجنة المبادرة الشعبية للدفاع عن سوريا ان الذكرى ال 65 للنكبة هذا العام تزامنت مع المؤامرة الغربية والعربية على سوريا واستبعاد بلاد الشام من الجامعة العربية مشيرا الى ان حق العودة مسّ في الصميم باستهداف سوريا المقاومة والممانعة مؤكدا ان المؤامرة على فلسطين وعلى سوريا مخزية ملاحظا في نفس الصدد تواطؤ الرئاسة والحكومة الفلسطينيتين على القضية وخاصة على حق العودة مشددا على انه رغم المواقف الفلسطينية في مستوى القيادة والمخزية انهار المشروع الامبريالي الصهيوني على صخرة الصمود السوري مؤكدا ان نظام القطب الواحد انتهى بعد انتصار سوريا على هذا المخطط الجهنمي لتدمير الوطن العربي وتفتيته او بالأحرى» تفتيت المفتت» منهيا كلامه بالتأكيد على ضرورة تجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني في الدستور الجديد لانه لا سيادة لهذا الدستور دون تجريم التطبيع مع اسرائيل على حد قوله. انتصار سوريا عابد عبيد الزريعي مناضل وكاتب وباحث فلسطيني اوضح بدوره ان الخامس عشر من ماي من كل عام هو موعد لاحياء الذاكرة الفلسطينية والجماعية للتذكير بحجم المظلمة التي تعرض ويتعرض إليها شعب فلسطين الذي اقتلع من ارضه امام أعين كل العالم مشيرا الى ان العرب يعيشون اليوم لحظة تاريخية فاصلة قد تصحح جميع أخطائهم ونكباتهم التي لا تحصى ولا تعد وأن هذه اللحظة هي وقوف سوريا على عتبة الانتصار المشرف والشامخ والساحق على المخطط العبري الصهيوني وهو انتصار سيخلق معادلات جديدة على مستوى اقليمي ودولي وسيفتح آفاقا واسعة للنضال الفلسطيني تجعل من حق العودة واقعا وحقيقة على الارض على حد تعبيره. ما ضاع حق وراءه طالب أما محمد براهمي رئيس «حركة الشعب» والنائب بالمجلس التأسيسي فقال انه جاء للتعبير عن حزنه لمصاب فلسطين الفادح ملاحظا ان الوضع صعب جدا بالنسبة للقضية الفلسطينية وأن حق العودة مع ذلك سيتجسّد يوما على ارض الواقع لأنه ما ضاع حق وراءه طالب وعودة الفلسطينيين الى ديارهم ووطنهم حق مشروع على حد تعبيره. الالتفاف على بند تجريم التطبيع وعن تجريم التطبيع في الدستور الجديد قال براهمي ان الاغلبية الحاكمة في المجلس التأسيسي تريد الالتفاف على هذ المطلب الثوري والشعبي للأغلبية الساحقة من التونسيين مؤكدا ان احزاب المعارضة لن تسمح بالالتفاف على هذا البند وما زلت مصرة على تجريم التطبيع مع اسرائيل حسب ما جاء على لسانه. نبذ الاستيطان بدوره قال محمد بنور الناطق الرسمي باسم «التكتل» ان حزبه يساند الفلسطينيين في نضالهم ضد الاستعمار الصهيوني المستمر منذ 65 سنة مضيفا ان الفلسطينيين يتعرضون لأكبر مظلمة عرفها التاريخ مؤكدا ان حق العودة مشروع وأنه سيتجسّد على ارض الواقع طال الزمن او قصر منهيا كلامه بالإشارة الى انه سيقع التنصيص في الدستور الجديد على نبذ الاستيطان والعنصرية وألاّ تكون لتونس علاقة مع أي نظام استيطاني او استعماري على حد تعبيره.