بين العزف على آلة القانون وتطبيق فصول القانون لعبة لغويّة ومجازيّة تجمع بينهما المهارة في العزف كما في التطبيق. العازف الجيّد يمسّ الوجدان والمطبّق الأمين لفصول القانون هو الذي ينجح في مهمته بأقلّ الأضرار الممكنة. طبعا سقوط تونسي قتيلا مؤسف فدماء كل مواطن غالية وخسارة فادحة ولكن حين تضيق السبل وتنعدم الخيارات والحلول، يصبح تطبيق القانون للجميع مُلزما رغم وقوع المحظور. هذه خلاصة ما حدث في القيروان وخاصة في حيّ التضامن ولكن!، هل هذا كاف لنزع الفتيل؟ بقدر احترامنا وتفهّمنا لتأكيد السلط على تطبيق القانون على أيّ شخص أو تيّار يرفض الخضوع لفصوله، بقدر تساؤلنا وبعيدا عن البحث في النيّات، إنْ كانت إعادة نفس المعزوفة مستقبلا ستؤدي بطريقة أو بأخرى إلى التضييق على الحرّيّات؟. فثمار الثورة لم نتذوّق منها إلى اليوم سوى حرية الكلام، والاحتجاج الاجتماعي السلمي إحدى هذه الثمار، بل هو السبب الرئيسي لسقوط رأس النظام السابق ومعه كلّ الكبار، وهو في أغلبه غير مؤطَّر نقابيا أو من المجتمع المدني ومعالجته مباشرة باسم القانون قد يؤدي إلى الاحتقان. المسؤولية مشتركة بين الدولة ومواطنيها لذلك لتكنْ المرونة هي الشعار حتى لا تشتعل النار، فالعزف دائما على أوتار القانون قد يؤدّي إلى .. عُزوف دائم عن احترام القانون!.