منذ صعود اسم سليم شيبوب الى مبنى الاتحاد الدولي لكرة القدم لاعتبارات خاصة جدّا لم تنجح ايّة شخصية رياضية تونسية في النفاذ الى مواقع القرار في كبرى الهياكل الرياضية على غرار «الفيفا» أو ال«كاف» والفوز بمقعد مريح ضمن صفوة القوم ورغم ان بعض الوجوه التونسية المعروفة على غرار عثمان جنيح نجحت في تثبيت قدميها ولو بشكل شرفي في حضرة الكبار الا ان الاستثناء الوحيد في السنتين الاخيرتين جاء بتوقيع طارق بوشماوي الذي وفّق في تجاوز حائط الصدّ الذي يشكّله «الديكتاتور» عيسى حياتو رئيس الاتحاد الافريقي لكرة القدم واستطاع بفضل سمعته الكبيرة في مصر حيث «يرقد» مبنى ال«كاف» ان ينال ثقة الرجل و يفوز بحقيبة رئيس لجنة التحكيم صلب الكنفدرالية الافريقية لكرة القدم... حياتو وبوشماوي وعلى عكس ما يتداوله كثيرون تجمعهما علاقة وطيدة ان لم نقل حميمية فالرجلان يكملان بعضهما البعض فالأولّ يستمد شرعيته من ديكتاتوريته المترامية الأطراف على كامل الخارطة الرياضية الإفريقية في حين أطّل الثاني برأسه بفضل التداخل بين إمبراطوريته المالية التي فاحت رائحتها حدود أنف حياتو وبين اشعاعه كرياضي متيم بعشق الجلد المدوّر... قد يذهب البعض إلى التأكيد على أن وصول طارق بوشماوي إلى أروقة الكاف خدم كثيرا كرة القدم التونسية لكن المتأمل في واقع الأحداث يقف على حقيقة مغايرة تماما فالرجل كان محايدا بدليل ما تتعرّض له فرق تونسية عديدة في مشاركاتها في المسابقات الإفريقية على غرار النادي الصفاقسي والنجم الساحلي وحتى الترجي التونسي الذي يبقى صامدا دائما بفضل منظومته المحترفة وصار متعوّدا على خوض النهائيات دون مزايا أو هدايا من أحد فالتاريخ يحتفظ بأرقام تكفي مؤونة التعليق ومن يحاول إلصاق تهمة «المزايا» في حقّ شيخ الأندية التونسية فلا يوهم سوى نفسه... الحديث عن طارق بوشماوي في هذا الظرف بالذات له ما يبرّره فالرجل استقال من منصب يصعب التفريط فيه وقد تضاربت التأويلات حول انسحاب بوشماوي من «الكاف» وكلّ يخبز من عجينه رواية.. «جبهة النصرة» إن جاز الوصف من الذين تحرّكت سواكنهم تباعا للدفاع عن سمعة بوشماوي وتبرئة ذمّته من شبهة الإقالة فاتها أن قانون اللعبة يحتكم الى سنّة التداول وانّ الاقالة أو الاستقالة جزء لا يتجزّأ من هذا القانون الذي يسعى البعض لتحريفه لا لشيء سوى لنصرة بوشماوي الذي نكنّ له كلّ الاحترام والتقدير باعتباره شخصية رياضية تونسية ساهمت من موقعها في خدمة مصالح الرياضية التونسية ولو باحتشام وليس كما صورّه البعض لنا... ما نعيبه حقّا على «فاعلي الخير» الذين هبوّا هبّة رجل واحد و تطوعوا للدفاع عن بوشماوي هو أنّ الموقف لا يستحق كلّ هذه الخراطيش الخاوية فسياسة الولاء والانتماء وحركات الأقلام الطيّعة والمطيعة ولّت دون رجعة... بوشماوي استقال أو أقيل يبقى شخصية رياضية تونسية يشرفنا حضورها في الكاف أو في الفيفا أو حتى في «اليونسيف» أيضا وبقدر ما نحترمه بقدر ما ينتابنا من القلق والقرف من سلوكات بعض المتملّقين من «هزّازة القفّة»... لماذا هذا الجدل ولماذا هذا النقاش؟ فماذا سيجني جماعة «Oui بوشمّة Les» من مبايعة بطولة للرجل لم تكتمل في «الكاف» وخلق من الحبّة قبّة وجعل الأمر قضيّة ذات مطامح وأهداف ولماذا يصرّ جماعة «Non بوشمّة Les» على إلصاق شبهة الفشل والإقالة بجسم طارق وبسمعة مشواره اللطيف..!