استجابت الكنفدرالية الإفريقية للتحكيم التابعة ل«الكاف» لاحتجاجات نادي مازمبي الكونغولي وقرّرت تغيير طاقم تحكيم مباراة إياب الدور نصف النهائي لكأس رابطة الأبطال الإفريقية بين الترجي التونسي ونادي الملياردير الشهير «موييز كاتومبي» وهي المرّة الثالثة على التوالي التي تستجيب فيها «الكاف» ولجنة التحكيم ممثلة في شخص رئيسها التونسي طارق بوشماوي إلى نداءات الكونغوليين بعد سابقتين حصلتا مع الحكم التونسي سليم الجديدي في مباراة مازمبي والزمالك المصري وكذلك في مباراة الذهاب لنصف نهائي المسابقة ذاتها بين مازمبي الطرف الرئيسي في حمّى التغييرات والاحتجاجات والترجي التونسي بطل النسخة الفارطة... طارق بوشماوي الاسم الصاعد بسرعة البرق في سماء الكرة الإفريقية وتحديدا في أروقة «الكاف» يحظى بحصانة بعض الفاعلين في مجالس «عيسى حياتو» الضيقة لذلك نفذ بسهولة إلى مراكز القرار صلب «الكاف» و أصبح من سادة القوم بعد أن كان مجرّد جندي خفاء في خارطة الكرة الإفريقية وهو يمنّي النفس بمواصلة تسلّق سلّم المجد دون أن يثير من حوله نفوس الحاقدين وجشع الطامعين في سحب البساط من تحت قدميه لذلك تجده يساير الركب بدهاء ويكرم وفادة الجميع حتى لا يجوع الذئب ولا يشتكي الراعي... بوشماوي الذي لا يختلف عاقلان في انتمائه المعلن وتعلقه الشديد بفريقه الأم الترجي التونسي يجد نفسه هذه الأيام في مفترق طرق فالأمر يتعلّق بأمجد المسابقات الإفريقية وبفريقين يعتبران كبيرين من كبار إفريقيا وهو الآن يتلظى بين خيارين أحلاهما مرّ فإما الاستجابة لنداء العاطفة وتبجيل الترجي على أريكة الكاف أو تفادي غضب الملياردير الكونغولي الذي يتحكّم عن بعد في مواقع القرار داخل «الكاف» وهذا ما يعلمه بوشماوي وكلّ من يرتاد مجالس «الكاف» المضيّقة... قد يكون تقارب موازين القوى بين شيخ الأندية التونسية ومارد الكرة الإفريقية مازمبي سببا مباشرا في توسيع قاعدة الحرب الباردة بين الناديين وخروجها إلى العلن بما أنها المرّة الأولى تقريبا التي ترضخ فيها «كاف» عيسى حياتو إلى إملاءات من هذا الجانب أو ذاك كما أن نفوذ هذا الطرف وسخاء الطرف الآخر قد جرّا النزال الرياضي إلى خارج إطاره الإفتراضي بشكل جعل المباراة تنطلق في الكواليس قبل أن تعطى لها شارة البداية... بوشماوي أكّد من خلال إذعانه لرغبات الملياردير الكونغولي انه يخشى على نفسه وعلى سمعته أوّلا و أخيرا حتّى ولو كان الترجي طرفا مباشرا في اللعبة... إذا كان بوشماوي ومن معه مقتنعين بوجاهة تعييناتهم وحيادية اختياراتهم فما الذي يدفعهم لمسايرة الركب ومجاملة نزوات موييز كاتومبي من خلال العدول عن تعيين الغامبي «غاساما» لمباراة السبت القادم؟ ثمّ هل غابت القامات المديدة في التحكيم الافريقي حتّى يهرع جماعة بوشماوي إلى غامبيا للاستنجاد بصافرة «غاساما»...؟ وإذا ما كان السينغالي بادرا دياتا هو الحكم الأنسب لقيادة موقعة رادس فلماذا حجبت صافرته في مباراة لوبومباشي بعد أن كان هو الاسم الأبرز والأقرب لقيادة المواجهة...؟؟؟ تعيين بادرا دياتا لمباراة العودة يفيد ظاهريا بأنّ الرجل لا يقوى على تحمّل النسمات الكونغولية في حين أنّه وعلى العكس تماما جاهز لاحتواء ضغط الجماهير التونسية وهذا ما نخشاه على ممثّل كرة القدم التونسية الذي ليس بجاهل بلعبة الكواليس ويعرف جيّدا من أين تؤكل الكتف... لكن بعيدا عن كلّ هذا الحراك المحتدم داخل كواليس الكنفدرالية الافريقية للتحكيم كشف طارق بوشماوي بعمد أو دونه أنّ قانون اللعبة يصنعه الأقوياء ومن غيرهم ولا عزاء لفاقدي السند حتى لو كانوا كبارا بالأمس القريب...