تمكنت عائلة تونسية وتحديدا من معتمدية بوحجلة من العودة بنجاح وسالمة الى أرض الوطن بعد ان ظلت عالقة في سوريا, حيث كانت شاهدة على الدمار الذي لحق بكل مكونات هذه الدولة جراء الحرب الاهلية الدائرة هناك. هذه العائلة كانت تقيم بمدينة حلب وتتكون من 4 افراد (الاب والام وابنة عمرها 17 سنة تدعى «دعي» وولد عمره 15 سنة اسمه «محمد بشار»). رب العائلة اصيل معتمدية بوحجلة عمره 50 سنة اسمه عبد الحميد الغيضاوي مقيم بسوريا منذ 30 سنة يعمل بنزل من فئة 5 نجوم يتقن اللغة الاسبانية والايطالية والفرنسية والانقلزية. «التونسية» تحوّلت الى مقر اقامة هذه العائلة بحي « الملاجئ» ببوحجلة اين التقت كل افراد العائلة التي حدثتنا عن «رحلة الموت» بكل تفاصيلها. الاب عبد الحميد اكد انه بعد انطلاق الثورة بسوريا أغلقت المدارس ومرافق الحياة وذهب في ظن كل السوريين ان الحرب لن تدوم طويلا لكن المواجهات اشتدت من يوم الى آخر الى ان اصبحت حربا باتم معنى الكلمة. واشار الى ان الطابق الثالث للعمارة التي كان يقطن بها اصيب بصاروخ وانه قرر الهروب من تلك المنطقة التى تعرضت لمواجهات عنيفة بين الجيش النظامي والجيش الحر. كما اعترف عبد الحميد بانهم استولوا على جميع ممتلكاته المادية بالقوة الى جانب غلق القنصلية التونسية بدمشق التي كانت الوجهة الوحيدة للتونسين لحل مشاكلهم الشيء الذي جعله يضطر في ذلك الوقت الى الهرب بعائلته الى بر الامان وتحديدا الى منطقة توجد فيها عائلة زوجته السورية وهي منطقة «مساكن السبيل» التي توجد في وسط البلاد وهي منطقة راقية وبعيدة عن المواجهات الدائرة هناك. ومن ثمة نجح في تامين عائلته قبل ان يقرر العودة الى ارض الوطن في مرحلة اولى بمفرده فتحول الى منطقة حدودية مع تركيا تسمي «باب الهوى» وهي منطقة تابعة لمحافظة «انطاكيا» اين قام احد الثوار بتهريبه الى داخل الاراضي التركية ومن ثمة تنقل الى انقرة حيث التقى موظفي القنصلية بتركيا الذين قاموا بترحيله, لكن السلطات حجزت جواز سفره بتعلة ضرورة خلاص معلوم تذكرة السفر المقدر ب650 دينارا وعند وصوله الى القيروان تحول الى عائلته التي جمعت له جزءا من معلوم السفر قبل ان يساعده احد اصدقائه بمبلغ مالي آخر لفك الحجز عن جوازه ثم تنقل بعد ذلك الى عديد البنوك بولاية القيروان في محاولة لتحويل بعض المال لعائلته العالقة في سوريا لكنه لم يقدر باعتبار انقطاع العلاقة بين البلدين كما ان القانون لا يخول له ذلك فالتجا للبحث عن مواطن سوري يعرفه سابقا وهو يقيم في مدينة سوسة نجح في التنسيق معه ومع اهله في سوريا بتمكين عائلته من مبلغ مالي سوري مقابل تمكنه هو من نفس المبلغ في تونس وهو ما حصل بين الطرفين وقام بتحويل 3500 دينار تونسية على4 مراحل. وقد تمكنت العائلة من الهروب ودخول تركيا بعد ان حاول صاحب سيارة الاجرة خطف العائلة للمطالبة بفدية لكن صراخ الام والعائلة جعل احد المواطنين من مدينة «انطاكيا» يتدخل وينقذ العائلة التي اصيب فيها شقيق الزوجة برصاصة على مستوى ساقه. ومرة أخرى لم تجد هذه العائلة الا التعطيلات حيث رفضت القنصلية التركية بأنقرة تمكين الام من جواز سفرها للمرور الا بدفع ثمن التذكرة (قدرها 658 دينارا) وهو ما حصل بعد تدخل الاب الذي دفع ثمنها باحدى النيابات المهتمة بالرحلات من القيروان. هذا وقد اكد الابناء ل « التونسية « ان الوضع في سوريا اشبه بالكارثي وان من يحاربون بشار هم مرتزقة, كما وجهوا لومهم الى رئيس الدولة على اغلاق السفارة التونسية هناك. وعن معاملة الجيش النظامي للتونسين اوضح الابناء انه يعاملهم معاملة حسنة في ظل الاوضاع التي اصبحت مزرية. اما الام فقد اجرت منذ وصولها الى القيروان عملية جراحية على ساقها بعد عملية أولى قامت بها في سوريا وهي الان تعاني من اعاقة بدنية وطلبت ان تتقدم بشكرها الكبير الى اطارات المستشفى الذين قاموا بمساعدتها ماليا. اما الاب فقد طالب مساعدة عائلته لأنّها تعيش وضعية كارثية سواء من ناحية الاقامة غير اللائقة بعد فقدان الاب لكل املاكه او من ناحية الابناء الذين انقطعوا عن الدراسة وطالب السلط الجهوية بلفته لتوفير مورد رزق او عمل.