داعية جهْبذ قدم إلى تونس ليعلّمنا التفاصيل الدقيقة والتقنيات الرقيقة في كيفيّة غسل الميّت وتحضير الكفن. نعم تلك هي الحقيقة وهدف آخر من أهداف الثورة تحقق، فلنحتفل ونصفّق ما دمنا في السعادة والرخاء «نُبقَبقْ». الفكرة رائعة فالحيّ ليس أبقى من الميّت، ثمّ إننا قبل مجيء هذا الشيخ كنّا ومازلنا إلى اليوم نُحرق جثث أحبّتنا وننثرها من أعلى قمّة «الشعانبي» و«بوقرنين» تأسّيا بأشقّائنا الهندوس والبوذيين، نعم نحن لم نُغَسّلهم أبدا ولم نكفّنهم قطُّ ولم نصلّ عليهم صلاة الجنازة ولم نُخرج جثامينهم من المساجد أبدا أبدا!. آه يا بلدي هل حقا أسمّيك بَلَدا؟، أنجبتَ منّا البنتَ والولَدَ ومنذ قرون نعبد الواحدَ الأحدَ، وثُرْنا فتكلّم عن ثورتنا بإعجاب شديد الغريبُ قبل القريب والكلّ بها قد شَهِدَ، فهل لأجل هذا ضحّى الشهداء وأناروا درب تونس روحا وجسدا ؟ «ميمونة تعرف ربّي وربّي يعرف ميمونة»، فمَنْ أنت يا شيخ أمام منارة مغروسة في الأرض والقلب والعِرْض اسمها الزيْتونة؟ في الحقيقة أنت لن تضيف لنا شيئا لكننا ندرك وأنت تُفتي في علوم غسل الموتى والعوْرَة، أنّ مجرّد مجيئك لتونس هو مشروعُ كَفَنٍ للثوْرَة !