أثارت نتائج استطلاعات الرأي التي قامت بها مؤسسات مختصة في هذا المجال العديد من ردود الفعل بين مصدق لها وقائل بأنها أنجزت بطرق علمية وبالإمكان الوثوق في نتائجها وأخذها بالإعتبار خاصة في بناء فكرة عن المشهد السياسي في تونس, وبين من يقول أن هذه الاستبيانات مبنية على أسس حزبية وسياسية ضيقة وتدخل في إطار المزايدات الحزبية وتهدف إلى التأثير على الرأي العام قبل الانتخابات. «التونسية» طرحت على بعض السياسيين سؤال:كيف تقيم استطلاعات الرأي السياسية الأخيرة وهل ترى أنها علمية ويمكن اعتمادها كمصدر تقييم سياسي؟ وحصلت على الإجابات التالية: لزهر العكرمي (نداء تونس): لم نتدخّل «نتائج الإستطلاعات معلومة تكمل حقيقة نحن نلمسها في كل أنحاء البلاد..لكن شعبية أي حزب أو أي شخص تتوقف على البيئة الإنتخابية المتكونة من 3 عناصر أولها أن تكون خالية من العنف والحال أن العنف لم يتوقف في تونس بل أصبح صناعة وثانيها أن البيئة الإنتخابية لا بد أن يتوفر فيها حياد الإدارة ولا أعتقد أن الإدارة بما تشهده من سطو حزبي على المواقع ستكون محايدة في الإنتخابات وثالثها شرط استقلال القضاء وهذا الأمر يتراجع بشكل منهجي وبالتالي فإن استطلاعات الرأي تتحدث عن انتخابات في وضع طبيعي قد يكون مختلفا. نحن نخاف من استمرار العنف وتطوره مما سينزل بنسبة المشاركة في الإنتخابات القادمة إلى الحد الأدنى. وهو عنف منظم. في ما يتعلق بالمؤسسات القائمة بهذه الاستبيانات أقول انه لا علاقة لنا بها ولم نتدخل أبدا في عملها». مية الجريبي (الحزب الجمهوري): صورة حقيقية لوضع الرأي العام «طبعا نأخذ هذه الاستبيانات بعين الإعتبار وليس سياسيا من يستهين بها ومن يرفضها يريد أن ينظر لنفسه كما يريد لا كما في الحقيقة. هي صورة حقيقية لوضع الرأي العام وحالته في لحظة زمنية معينة وهي أداة من الأدوات التي يحتاجها السياسي لتعديل ومراجعة مواقفه، المراجعات الضرورية التي يتطلبها الوضع. بصفة عامة هي وسيلة جديدة لم يعتمدها التونسي قبلا وهي ضرورية يساهم فيها المواطن ويستعين بها السياسي لمعرفة تموقعه.و لا يستهان بها. وليد البنّاني (حركة النهضة): مؤشر غير محايد «بطبيعة الحال عملية سبر الآراء في تونس ليس لها تقاليد عريقة أو مؤسسات نستطيع أن نصدقها وهذا أمر يشهد به الجميع .نحن في حركة «النهضة» لا نبني عليها مواقفنا أو خططنا. هو مؤشر غير محايد أو موضوعي بالنظر إلى التجارب السابقة حتى في عهد بن علي .هناك مؤسسات كانت سابقا تسعى إلى تجميل صورة المخلوع وزوجته واليوم نراها تقوم باستطلاعات رأي. نحن نقوم باستطلاعات رأي خاصة بنا والآن نحن بصدد إنجاز استطلاع رأي وهناك مؤشرات تقول أن العديد من المواطنين غير راضين عن أداء الحكومة وهناك كذلك نسبة كبيرة من التونسيين لا يريد التصويت في الإنتخابات القادمة بالإضافة إلى نسبة أخرى من المترددين . أما ما قيل عن «نداء تونس» فهو خاطئ تماما، هو حزب يمكن أن تكون له حظوظ لكن هذه الحظوظ تقارب أو لا تتعدى حظوظ الجبهة خاصة في الولايات الداخلية.نحن نعمل على صدى الشارع ومن تواصلنا مع السياسيين والمجلس التأسيسي والصحافة. نعم «النهضة» شهدت نسبة من التراجع لكن ليس بالنسبة المقدرة في استطلاع الرأي وفي الحملة الإنتخابية ستظهر حقيقة كل حزب». محمد الحامدي (التحالف الديمقراطي): استطلاعات خاطئة «نحن نتعامل مع هذه الاستبيانات بتحفظ لأن هناك أحزاب لم تدرج أصلا في الاستبيان ولا نعلم معايير الإدراج وحتى في ما يخص الترشح للرئاسة وضعوا أسماء لم تترشح أبدا. لقد أثبت الصندوق أنّ استطلاعات الرأي ما قبل الانتخابات خاطئة. وقبل 23 أكتوبر لم يذكر اسم العريضة الشعبية وقيل حينها أن الحزب الديمقراطي التقدمي في موقع متقدم لكن الصندوق كذب الجميع.إنها تعبر عن رأي عينة فقط ونتعامل معها بتحفظ .» محمد عبو(التيار الديمقراطي): لا بدّ من تقنين هذا النشاط «لا بد من تنظيم هذا النشاط بقوانين ولا بد من جهاز رقابة للتثبت منها كما لا بد من سن قانون يوقف نشاطها قبل الانتخابات . أقول انه لا بد من مراقبة نشاطها وطريقة القيام بسبر الآراء وأعتقد أن بعضها يتمتع بمصداقية والبعض الآخر يaفتقد إليها تماما.»