نشر القيادي بحزب «نداء تونس» يقول على صفحته الفايسبوكية : «أنا متسلّل في حركة «نداء تونس» لأنه ليس لي أي وجود قانوني فيها. قرأت الحوار الشيق الذي أجراه المدير التنفيذي لحركة «نداء تونس» .. وكان هذا أول استنتاجاتي (وكم أتمنى أن أكون مخطئا). هذا في ما يتعلق بالجملة، أما التفاصيل فهي كما يلي : أولا : خلال جلسة الهيئة التنفيذية (غير القانونية حسب المدير التنفيذي) المنعقدة يوم الخميس الماضي، دعا رئيس الحزب الأستاذ الباجي قائد السبسي إلى عدم الخوض في المسائل الحزبية الداخلية في وسائل الإعلام وإذا بالمدير التنفيذي المكلف بتنفيذ سياسة الحزب أول من يخرق هذه التوصية. فلم أر حرجا في الرد عليه من هذه الصفحة عملا بمبدإ : إذا كان رب البيت بالطبل ضاربا فلا تلم الصبيان على الرقص. ثانيا : خلال نفس الجلسة المذكورة قدم المدير التنفيذي لجميع الحاضرين صلاحياته ولا أتذكر أنها تشمل « تنفيذ كل قرارات القيادة (ومن هي هذه القيادة؟) ذات الصبغة السياسية والإدارية ثم تجسيمها في السياسة العامة للحزب أو سياسته التنظيمية» (وماذا بقي من صلاحيات حزبية بعد هذا؟) بل أتذكر أنها تختصر على الصلاحيات الإدارية بدلالة أن كل مداخلته اقتصرت على تبرير مقاييس إسناد السيارات إلى أعضاء الهيئة التنفيذية. ثالثا : لا أدري إذا كان المدير التنفيذي يعي ما يقول عندما يصرح بأنه «لا وجود لرئاسات ثلاث بل لمسؤوليات ثلاث». (الحاج موسى وليس موسى الحاج). و بأن «الأمين العام والمدير التنفيذي يتصرفان داخل الحزب في نطاق صلاحياتهما» ولكنه لم ير أن صلاحياته المذكورة تنفي جميع صلاحيات الأمين العام. رابعا : وفي رده على السؤال الموالي يفصح المدير التنفيذي عن عمق اعتقاده بكون القيادة الشرعية للحزب هي تلك المذكورة في محضر التأسيس. وكأني بامرأة تقول بأن عمر ابنها سوف يبقى دائما ما كان عند الولادة (أي حوالي يوم واحد) وأنه لا يمكنه الخروج من أحضانها حتى لو بلغ الأربعين. وهنا أقول بصراحة بأن ليس للسيد المدير التنفيذي أي فضل في تأسيس هذا الحزب بالرغم من وجود اسمه في قائمة المؤسسين. وأريد أن أذكر أعضاء وأصدقاء هذا الحزب، وللأمانة التاريخية، بأن أول من حادثني في مشروع هذا الحزب هو الأستاذ لزهر العكرمي وكان ذلك في شهر جوان 2011 عندما كان وزيرا وكان ذلك في مكتبه بالوزارة. ثم إن أشد الناس إلحاحا لدى الأستاذ الباجي قائد السبسي في حثه على تأسيس الحزب هم عمر صحابو والهادي البنزرتي وأنا شخصيا. ولقد دامت محاصرتنا للأستاذ الباجي من شهر جانفي 2012 إلى شهر ماي 2012 حين اقتنع بالفكرة. كما أن عمر صحابو كان أيضا من ضمن المؤسسين فبأية حجة يكون للسيد المدير التنفيذي أكثر فضلا في تأسيس الحزب من عمر صحابو الذي استقال منه بعد التأسيس. وبعد كل هذا فهل كان الأستاذ الباجي يحتاج إلى السيد المدير التنفيذي بالذات لتأسيس الحزب؟ فلو فتح القائمة للمؤسسين لما جمع مليونا من الأسماء. خامسا :وفي باب «آخرها مسك» تعرض السيد المدير التنفيذي إلى موضوع مؤتمر الحزب الذي تطالب به اليوم غالبية الهياكل. فهو يتحجّج من جهة بعدم استكمال هياكل الحزب في حين انه يعلم علم اليقين بأن 90 بالمائة من الهياكل قائمة الذات وبأن ديناميكية المؤتمر قادرة على استكمال ال 10 بالمائة الباقية. وحتى لو فرضنا أن الوقت المتاح لا يسمح بتنظيم مؤتمر قانوني فانه بالإمكان اليوم جمع حوالي 230 منسقا محليا و35 منسقا جهويا و57 عضوا بالهيئة التنفيذية و140 عضوا في الهيئة الموسعة لانتخاب قيادة تقترب أكثر ما يمكن من الشرعية الانتخابية في انتظار مؤتمر قانوني. وعندما يرد عليه بأن «الفاعلين داخل الحزب لهم معطيات حول هيكلة الحزب «يجيب بأنهم «يجهلون القانون الأساسي للحركة ... وأن الفصل الأخير منه يقول بأن الهيئة التأسيسية للحزب هي التي تسيّر الحزب وهي الهيكل الذي يقرر عقد المؤتمر واليوم لا وجود لأي هيكل قانوني في «نداء تونس» بخلاف الهيئة التأسيسية التي تضم 11 عضوا». وبصريح العبارة يعني هذا أنه لدينا اليوم حزب يضم 11 عضوا ولم يبق لآلاف المنخرطين في جميع الهياكل سوى أن «يلزموا جحورهم» باعتبارهم غير قانونيين.