تعيش عائلات 5 شبان اغلبهم من حي الزهور بالقصرين منذ أيام حالة كبيرة من الخوف و الانشغال على مصير أبنائها الذين اختفوا قبل 10 أيام و تبين انهم تحولوا الى سوريا « للجهاد « هناك ضد النظام السوري .. « التونسية» التقت بشقيق احدهم و بعض اقارب شاب آخر و تحدثت اليهم حول ظروف اختفاء الشبان الخمسة.. ذهب لاداء صلاة العشاء و لم يعد يقول عدنان الرطيبي ( موظف بوزارة الثقافة ) شقيق انور الرطيبي احد الشبان الذين تحولوا الى سوريا: «شقيقي لا يتجاوز من العمر 18 سنة و هو تلميذ بالسنة الثالثة رياضيات بمعهد الزهور .. كان مواظبا على دراسته و ليست له ميولات سلفية بل يقوم بواجباته الدينية بصفة عادية و يوم الاحد قبل الماضي (19 ماي) غادر المنزل حوالي الساعة التاسعة ليلا وقال انه ذاهب الى مسجد الحي لأداء صلاة العشاء و من وقتها لم يعد فبحثنا عنه طويلا في كل الاماكن التي يمكن ان يتواجد فيها لكن دون جدوى ثم قمنا باعلام الامن عن اختفائه و بقينا نترصد اي خبر يمكن ان يدلنا على وجهته الى ان وصلتني مساء الجمعة 24 ماي رسالة منه عبر « الفايسبوك» ( من هاتف جوال ) قال لي فيها انه متواجد في جبهة « الجهاد» بسوريا و بعد دقائق اعلم احد اصدقائه بنفس الامر .. فكانت صدمة كاملة لجميع العائلة و لم نصدق الامر في الاول لكن بالعودة الى مصدر الرسالة تبين لي انها فعلا من سوريا فبقينا نتساءل كيف وصل الى هناك و من غرّر به و هو الذي لا يملك حتى جواز سفر. فذهبت الى منطقة الامن الوطني بالقصرين و ابلغتهم بالرسالة التي بعثها لي. تلميذ متميز شقيق انور الرطيبي افادنا ان اخاه لم يتحول بمفرده الى سوريا و انما اكتشفت اسرته انه ذهب صحبة 4 شبان آخرين احدهم يدعى ياسين السلايقي و هو من اجواره. و قد تحدثنا الى والد هذا الاخير فابلغنا ان ابنه تلميذ متميز بمعهد الزهور كان يستعد لاجتياز الباكالوريا الا انه غادر المنزل في نفس الفترة مع الرطيبي و قال انه ذاهب لاداء صلاة العشاء و لم يعد وأضاف: «نحن نعيش من يومها كابوسا من المخاوف على مصيره و كيفية وصوله الى سوريا و نتساءل من قام له بغسيل مخ و اقنعه بالتحول الى سوريا و ساعده على الذهاب الى هناك و هو الذي لا يملك جواز سفر؟». اما بالنسبة للشبان الثلاثة الاخرين فان اثنين منهم يقطنان بحي الزهور و الثالث من منطقة العريش. الاتصال بالداخلية و الخارجية عائلات الشبان الخمسة قامت بالاتصال بعديد المنظمات الحقوقية من اجل مساعدتها على استرجاع ابنائها و قد افادنا أمس شقيق انور الرطيبي انهم تحولوا الى وزارة الداخلية ووزارة الخارجية و تقابلوا مع مسؤولين هناك و ابلغوهم بضرورة التدخل السريع لانقاذ فلذات اكبادهم فقالوا لهم بانهم سيدرسون ملفهم كما تحولوا الى الرابطة التونسية لحقوق الانسان و اعلموها بالامر . شبكة تغرير بالشبان تعددت عمليات ارسال شباب جهة القصرين الى الجبهة السورية و شملت العشرات من مدن سبيبة و العيون و سبيطلة و القصرين و هو ما يؤكد ان هناك شبكة تتولى التغرير بهم و اعدادهم للسفر للقتال هناك .