عديد نواب «التأسيسي» باعوا ضمائرهم بعض السلفيين مأجورين قال سمير بن عمر النائب بالمجلس الوطني التأسيسي عن حزب «المؤتمر من أجل الجمهورية» في برنامج «الصراحة راحة» على قناة «حنّبعل» ليلة السبت المنقضي إنّ الباجي قائد السبسي رئيس حركة نداء تونس أكثر خطورة من سيف الله بن حسين الملقّب بأبي عياض وذلك لخدمته أجندا معادية للثورة حسب تعبيره موضّحا انّه «لا يعتبر أبا عياض إرهابيّا لأنّ خطاباته لا تدعو إلى العنف أو التحريض عليه وأنّ ما آتاه هذا الأخير في تسجيلاته الأخيرة يعدّ تحدّيا للدولة كردّ فعل متشنّج ليس فيه أيّ نوع من التمرّد ولا يختلف عن تحدّي «الجبهة الشعبيّة» على حدّ قوله. وأضاف بن عمر أنّه يحقّ لأبي عياض مطالبة الدولة بالتعويض لتمتّعه بالعفو التشريعي العام الذي أزاح عنه كلّ التهم السابقة متسائلا : «لِمَ أطلق سراحه إن كان إرهابيّا؟» مشيرا إلى أنّ أبحاثا قضائيّة أثبتت وجود علاقة بين سلفيين ورموز من النظام السابق وإنّ بعض السلفيين مأجورون ومخترقون يعملون لصالح اجندا معادية للثورة بأخذ التعليمات من رموز من النظام السابق مؤكّدا أنّ لديه من الأدلة ما يؤيّد كلامه مفنّدا بذلك رواية الداخليّة مقرّا بوجود جهاز لشيطنة «أبو عياض» والتيار السلفي بأكمله متسائلا في الآن نفسه عن سبب عدم الحديث عن الأعمال الإجرامية التي يقوم بها بعض الأفراد من «الجبهة الشعبية» الذين سماهم «سلفيين علمانيين يرتكبون العنف ولا يعترفون بالدولة». تحصين الثورة والفواجع و نفى بن عمر تورّط «أبو عياض» أو «أنصار الشريعة» في أحداث الروحيّة وبئر علي بن خليفة واحداث الشعانبي داعيا الداخليّة إلى التعامل بشفافيّة مع هذا الموضوع متّهما جهات لا علاقة لها بالسلفيين أو الإرهابيين أو المتطرّفين بالوقوف وراء بعض الأحداث قائلا: «موش كلّ واحد عامل لحية سلفي وموش كلّ من هو موجود في الجبل سلفي فتجربة الجزائر والإختراقات للجماعات المسلّحة والضباط تؤكّد ذلك». و أضاف بن عمر لدى حديثه عن قانون تحصين الثورة أنّه كلّما طرح هذا القانون إلا وحدثت «كارثة» وجدّت أحداث توحي بوجود من يعمل على عرقلته قائلا: «للأسف كلّ ما يجي يتعدّى هذا القانون تصير فاجعة أو «كارثة» وهاو باش يطرح الجمعة هذي وربّي يستر» مضيفا القول « لدى طرحه على اللجان في مرحلة أوّلية أغتيل شكري بلعيد ولدى خروجه من اللجنة إلى المجلس بداية شهر ماي جدّت أحداث الشعانبي فكلّما يتقدّم المشروع تصير كارثة إن شاء الله ما ثمّاش ارتباط بين كلام السبسي وهذه الفواجع». و أشار بن عمر إلى أنّ قانون تحصين الثورة ليس انتقاميا ولا يهدف إلى العقاب الجماعي أو إزاحة خصم سياسي معيّن إنّما هو إجراء وقائي ضدّ من عملوا على إفساد الحياة السياسيّة في النظامين السابقين ومازالوا نافذين إلى اليوم وفاعلين بواسطة أموال طائلة تحصّلوا عليها عبر «نهب التونسيين» موضّحا انّه لا يمكن الوصول إلى تحقيق مطالب الشعب التي قامت من اجلها الثورة دون قانون العزل السياسي مضيفا انّ المنظّمات الحقوقيّة العالميّة تؤيّد مسألة العزل من الحياة السياسيّة بشروط وانّ الدول التي لم تنتهج هذا القانون بعد الإطاحة بنظامها الدكتاتوري عرفت تعثّرا في مسارها الانتقالي على غرار رومانيا. إغراءات مادّية ونواب باعوا ضمائرهم و أكّد بن عمر انّه تلقّى إغراءات ماديّة للتخلّي عن المطالبة بهذا القانون مضيفا انّ أطرافا من المعارضة اتصلوا به لثنيه عن ذلك وأنّ عديد النواب والكتل تمّ استقطابهم وباعوا ضمائرهم مقابل مبالغ مالية لعدم التصويت على قانون تحصين الثورة وعرقلة مروره مضيفا انّ هذه الظاهرة موجودة في كلّ الدول وفي كلّ الديمقراطيات وأنّه في الخارج توجد جملة من الإجراءات لتحصين النائب وهي إجراءات تفتقر إليها تونس جعلت النواب يبيعون ضمائرهم ل«عصابات من التجمّع تلجأ إلى كلّ الأساليب لشراء الذّمم والتشويه وإفساد الحياة السياسيّة». نداء تونس «فقاعة» وواجهة الثورة المضادّة واعتبر بن عمر استعداد حامد القروي لتزعّم الجبهة الدستوريّة تحدّيا لقانون تحصين الثورة. أمّا بخصوص الباجي قائد السبسي فقد قال إنّ ترشّح هذا الأخير للرئاسة «يعدّ إهانة لثورة تونس لأنّه لا بدّ من إعطاء الثقة للقيادات الشابّة التي قامت بالثورة ولا لشخص في التسعين من عمره» مؤكّدا أنّه لا حظوظ للسبسي في الإنتخابات المقبلة رغم الصورة التي يروّجها له بعض الإعلاميين المتغافلين عمدا عن الحديث عن موجة الإستقالات التي طالت حركة «نداء تونس» والخلافات الداخليّة للحزب وإلى جانب مؤسّسات سبر الآراء التي تعمل على إيهام الشعب بقوّة السبسي معتبرا أنّ نداء تونس «فقاعة» وعبارة عن بالون سرعان ما سينفجر ويزول بسبب غياب برنامج يجمع بين منخرطيه مضيفا أنّ نداء تونس ورث «آلة التجمّع وماله الوسخ لصناعة حزب يمثّل واجهة الثورة المضادّة». أمّا عن الزعيم الحبيب بورقيبة ومحاولة طمس تاريخه فقد أشار بن عمر إلى أنّ العديد من الأشخاص يريدون القفز على التاريخ معتبرا انّ بورقيبة ليس خصما سياسيّا ولا يراد فسخه من التاريخ لكن مرحلته تتطلّب تفسيرا لحسناتها وسيّئاتها قصد إيجاد توازن في تقديم الحقائق التاريخيّة معتبرا أنّ تاريخ بورقيبة لا يخلو من المساوئ لأنّ هذا الأخير «أتى ببن علي لتجزير الشعب التونسي عندما بدأ الشارع يتحرّك» على حدّ تعبيره. «الاتصال» خطأ المرزوقي الوحيد و عن لائحة سحب الثقة من الرئيس المنصف المرزوقي قال سمير بن عمر إنّ هذه اللائحة «لن تمرّ» في الجلسة العامّة لأنّها عمليّة بهلوانيّة مضحكة وسخيفة ستحفظ لأصحابها عبر التاريخ وذلك نظرا لغياب أسباب جديّة مستغربا أن تكون لائحة اللوم بسبب تصريحات صحفيّة مضيفا أنّ الخطأ الوحيد الذي ارتكبه المرزوقي هو مسألة الاتصال في رئاسة الجمهوريّة معتبرا إياها نقطة الضعف الوحيدة في حكمه وتتطلّب معالجة جديّة امام غياب من يقوم بالإتّصال مؤكّدا انّ تعيين أيّوب المسعودي رئيسا لدائرة الإعلام يعدّ خطأ طالما رفضه لانّ المنصب يتطلّب إعلاميا محترفا وله من الخبرة ما يكفي. كما أشار إلى أنّ الرّئاسة لم تغيّر المرزوقي لأنّه حافظ على طابعه الشعبي وبساطته ومبادئه وأنّه يتقاضى 10 % من أجره بما معناه 3 ملايين من 30 مليونا ليكون ثاني رئيس دولة في العالم يقوم بهذا العمل بعد رئيس الأوروغواي.