شكلت الدورة الأولى للندوة الوطنية التي نظمتها «الجبهة الشعبية» يومي 1 و2 جوان بولاية سوسة، منعرجا هاما في رسم الخطوط العريضة، الكبرى والأساسية لعمل الحركة المستقبلي ولتحديد توجهاتها وبرنامجها خلال الفترة القادمة، هذا ما أكده أمس حمة الهمامي، الناطق الرسمي باسم «الجبهة الشعبية» في لقاء خاطف مع «التونسية». وأكد حمة الهمامي أنّ ندوة سوسة كانت ناجحة على كافة الأصعدة وأنها قد سجلت حضور 350 مناضلا ومناضلة من بينهم 250 بصفة مشاركة و100 بصفة ملاحظ، وأضاف: «لقد قمنا بتحديد الخطوط الأساسية لعمل الجبهة وضبطنا توجهاتنا الرسمية خلال الأشهر القادمة». وحول برنامج الجبهة المستقبلي، قال الهمامي: «لقد وضعنا «الخطوط الأساسية» لبرنامج الجبهة وسنقوم لاحقا بإحالتها على لجان لتفصيلها ووقع الاتفاق بالإجماع على برنامج ذي ثلاثة أبعاد، بعد وطني وبعد سياسي وأخيرا بعد اقتصادي واجتماعي الغاية منه استكمال أهداف الثورة». وعن تنظيم الحركة وهيكلتها، أقر حمة الهمامي أنّ الجبهة ستكون لها هيكلة منظمة ورسمية سيعلنون عن تركيبتها وعناصرها خلال اللقاء الإعلامي الذي سيعقدونه اليوم بالعاصمة على حدّ قوله، مفسّرا أنّ التطور التنظيمي للحزب قد تم بطريقة عفوية وأن عملية بعث التنسيقيات المحلية والجهوية كانت دون تنسيق مسبق. مبادرة نضالية لا حوارية وحول «الخط السياسي» الذي رسمته قيادات «الجبهة» تحضيرا للمرحلة القادمة، صرح محدثنا أنهم سيطلقون اليوم مبادرة سياسية وطنية على حد تعبيره، وتابع حديثه قائلا: «مبادرتنا هي دعوة إلى تشكيل ائتلاف وطني واسع حول القضايا المستعجلة المباشرة وهي مبادرة «نضال» وليست مبادرة حوار، صمّمت للنضال الميداني ولتجميع القوى الوطنية الديمقراطية ولسد الباب أمام انهيار البلاد سياسيا واقتصاديا وأمنيا، وأشير إلى أن مبادرتنا هي ضد «الترويكا» الحاكمة وجعلت لتحريك العمل السياسي وخلق أمل وآفاق للشعب التونسي صاحب ثورة 14 جانفي». وحول أشكال النضال التي ستنتهجها أحزاب «مبادرة النضال» أوضح الناطق الرسمي باسم «الجبهة» أنها عديدة وستكون على شاكلة حملات تحسيسية متنوعة ونضالات ثقافية كما لم ينف إمكانية نزولهم إلى الشارع على حد قوله. وأضاف: «نضالنا سيكون سلميا لمواجهة الوضع، وكل ما نريده هو تعبئة الشعب التونسي خاصة من أجل وضع حد للفترة الانتقالية، فأسلوب الترويكا روتيني وفاشل ونحن نريد من هذا الشعب ألاّ يفتح المجال أمام هؤلاء للتلاعب بمصير البلاد، والنضال مطلوب الآن ضد الترويكا التي تعد المسؤولة الوحيدة عن إغراق البلاد». وحول إمكانية انضمام «الجبهة» إلى ائتلاف «الاتحاد من أجل تونس»، أقرّ الهمامي بأنّ المسألة غير مطروحة بالمرة في صفوف حزبه قائلا: «المهم بالنسبة للجبهة في هذه المرحلة هو توسيع نشاطها وتنظيمه والتغلغل في مختلف الجهات، لكن أن يكون لنا عمل مشترك مع أحزاب «الاتحاد من أجل تونس» فهذا مرتبط بمدى تفاعلهم مع المبادرة التي سنطرحها اليوم، زد على ذلك ف«مبادرة النضال» موجهة لكافة القوى، سواء تعلق الأمر بأحزاب «الاتحاد من أجل تونس» أو لغيرها، كما أنها موجهة للمنظمات والجمعيات ولكافة الشخصيات الوطنية، وكل ما نريده هو إيقاف تيار انهيار البلاد الذي تدعمه «الترويكا»». القطب يلتحق بالجبهة وحول إمكانية انضمام بعض الأحزاب للجبهة على غرار «حركة الشعب»، أوضح الهمامي أن رياض بن فضل الأمين العام لحزب «القطب» قد عبّر عن استحسانه وعن فرحته بأجواء ندوة سوسة، قائلا: «القطب لم يعلن بعد عن انضمامه، لكن رياض بن فضل عبّر باسم القطب الديمقراطي عن امكانية انضمامهم خلال الأيام القادمة، وجميعنا ننتظر هذا الخبر المهم والمفرح والوارد جدا». وحول التصريحات الأخيرة لسمير بن عمر التي وصف من خلالها أفرادا من «الجبهة الشعبية» ب«السلفيين العلمانيين الذين يرتكبون العنف ولا يعترفون بالدولة» قال حمة الهمامي أن الجبهة الشعبية ليس لها الوقت للرد على ما وصفه ب«تخاريف» سمير بن عمر، مضيفا: «إذا ما أجبت شخصا كاذبا مثله فأنا أشاركه في كذبه، وهذا الشخص جاهل بمعنى العلمانية المتطرفة التي تعد مسألة فكرية بحتة وجاهل حتى بتاريخ العلمانية». وتابع حديثه قائلا: «لقد استكملت العلمانية ملامحها في أوروبا، لكن بذورها موجودة في كل الحضارات وفي كل الثقافات، حتى في ثقافتنا، والعلمانية بالمفهوم الصحيح هي آلية لتنظيم التسامح داخل المجتمع لا أكثر ولا أقل».