على هامش ندوتها الوطنية الملتئمة بسوسة يومي 1 و2 من الشهر الحالي نظمت أمس «الجبهة الشعبية» ندوة صحفية بأحد النزل بالعاصمة بحضور ناطقها الرسمي حمة الهمامي وكافة الامناء العامين للأحزاب السياسية المنضوية تحت لوائها لعرض اهم القرارات التي تمخضت عنها ندوة سوسة في دورتها الاولى في اطار مبادرة الائتلاف الوطني الواسع للإنقاذ لغاية تجاوز المرحلة الانتقالية الراهنة واخراج البلاد من ازمتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها. وأكد حمة الهمامي الناطق الرسمي ل «الجبهة الشعبية» ان الندوة الوطنية التي عقدتها «الجبهة» في سوسة كانت ناجحة بكافة المقاييس مبينا ان الجبهويين خرجوا من الندوة اكثر صلابة ووحدة واصرارا على مواصلة النضال ملاحظا ان ندوة سوسة حضرها اكثر من 370 مناضلا من بينهم 260 مشاركا. أما البقية فقد حضروا بصفة ملاحظين مشيرا الى ان اشغال الندوة تمحورت حول عدة خطوط عريضة ومفصلية حصل حولها الاتفاق من كافة الاطراف المشاركة لانقاذ البلاد من ازمتها الشاملة والحيلولة دون عودة الاستبداد حسب قوله. وأضاف الناطق الرسمي باسم «الجبهة» ان الاتفاق الكامل حصل حول الخطوط الكبرى لبرنامج الجبهة الشعبية السياسي والاجتماعي والاقتصادي والفكري والثقافي موضحا ان هذه الاتفاقات ستتم صياغتها على مستوى مركزي وجهوي وقطاعي وستسلم الى لجان مختصة لمزيد التنسيق مشيرا الى انه سيكون ل «الجبهة الشعبية» مجلس أمناء عامين متكون من ممثلي الاحزاب وممثلي المنظمات المدنية وايضا تنسيقيات مركزية وجهوية تهم الشباب والمرأة والهجرة مؤكدا ان الاتفاق الكامل بين الاحزاب السياسية الجبهوية حول القضايا الكبرى لا يلغي مواصلة الحوار والتشاور بين الجميع تفعيلا لأسس الديمقراطية التي تتعامل وتؤسس لها «الجبهة الشعبية» حسب ما جاء في كلامه. ائتلاف وطني واسع للإنقاذ وفي اطار الخط السياسي والتكتيكي الذي ستسلكه «الجبهة الشعبية» في المرحلة الحالية اعلن حمة الهمامي عن اطلاق مبادرة وطنية شاملة تحت شعار «الإئتلاف الوطني الواسع للإنقاذ» متوجها بها الى جميع افراد الشعب التونسي وكل قواه السياسية والاجتماعية والمدنية المعنية بمستقبل تونس مشددا على ان مبادرة تكوين ائتلاف وطني واسع حتمتها وفرضتها المخاطر المحدقة بالبلاد من كل جانب ومن كل المجالات السياسية والامنية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية والتربوية وغيرها مضيفا ان تونس مهددة بعودة الاستبداد وفشل الثورة والالتفاف عليها واتساع رقعة العنف والارهاب. تآمر «النهضة» وبن جعفر وأوضح الهمامي ان «الجبهة الشعبية» أعلنت هذه المبادرة لاقتناعها الراسخ «بمسؤولية الترويكا بزعامة حركة «النهضة» عن الوضع الكارثي الذي تمر به البلاد وعجزها التام عن معالجته دون العودة الى سياسة القمع والعنف والارهاب وتخزين وتكديس السلاح» مشيرا الى مسؤولية الترويكا في زرع مناخ العنف وملاحظا ان «كميات السلاح لم تجمع بالطبع لصيد الحمام بل للإعداد الى حرب اهلية وتدمير البلاد واجهاض الثورة في اطار خطة رجعية وصهيونية لإبقاء المنطقة العربية عموما تحت طائلة النهب والاستعمار لفائدة الحيتان الكبيرة». وقال حمّة الهمامي إن كشف قتلة الشهيد شكري بلعيد هو أولوية قصوى ل «الجبهة» وسيشكل شكلا حقيقيا من اشكال التصدي للعنف. مشيرا في ذات الصدد الى ان حركة «النهضة» تسعى الى ربح الوقت حتى يتسنى لها تفكيك الدولة ومؤسساتها وتفكيك المجتمع التونسي وفقا لمنظورها الاستبدادي على حدّ تعبيره مشددا على ضرورة انقاذ البلاد من المشروع النهضوي الخطير الذي يستهدف تونس وشعبها وضرورة صياغة وحماية السيادة الوطنية وحل المشاكل الاجتماعية والانتهاء من المرحلة الانتقالية في اقرب الآجال بصياغة دستور ديمقراطي. وأضاف الهمامي ان رئيس المجلس التأسيسي وجماعة «النهضة» يكتبون دستور النهضة لا دستور الشعب التونسي مستشهدا بما قاله مؤخرا أحد نواب «الترويكا» من ان مصطفى بن جعفر والنهضة يتحيلان على الدستور ويسعيان الى كتابة دستور وفق الهوى النهضوي مشيرا الى انه لا يمكن ائتمان بن جعفر على دستور التونسيين وعلى الشعب لان هذا الاخير انقلب على المجلس التأسيسي وعلى لجانه «بل هو رأس الانقلاب» حسب قوله مدعوما من حركة النهضة الانقلابية مؤكدا ان المجلس التأسيسي هو بؤرة المؤامرة والتآمر على تونس وشعبها مشيرا الى ان حركة «النهضة» وتوابعها تريد تحويل وجهة المعركة الى صراع على الهوية وان هذا زور وبهتان حسب تعبيره موضحا ان المعركة الحقيقية هي معركة حقوق وحريات وكرامة وديمقراطية وتحقيق اهداف الثورة التي تسعى قوى داخلية وخارجية إلى إجهاضها وايضا معركة من اجل السيادة الوطنية مضيفا أن «الجبهة الشعبية» تريد دستورا يحمل بصمات كافة التونسيين ويحمل بصمات الثورة لا بصمات حركة «النهضة. اعلان التعبئة الشعبية الشاملة وبين حمة الهمامي ان «الجبهة الشعبية» ناقشت وقررت ما يمكن فعله للتصدي لدستور حركة «النهضة» الذي يضرب الحقوق والحريات والكرامة ويضرب استقلال ومكتسبات البلاد مشددا على ان الجبهة الشعبية تدعو كل التونسيين وكل افراد الشعب التونسي الى التعبئة الشعبية والجماهيرية الشاملة منذ هذه اللحظة للتجمع بالمئات وبالآلاف امام المجلس التأسيسي يوم الجلسة العامة لمناقشة الدستور والتصدي لمشروع الدستور النهضوي حسب تعبيره. البلاد «تباعت» ومن حق الشعب الخروج الى الشارع من جهة اخرى قال الهمامي ان ممثلي «الجبهة الشعبية» قرروا تعليق مشاركتهم في الحوار الوطني بسبب عدم التوصل الى نتائج ملموسة وهامة داعيا في ذات الصدد الاطراف السياسية الاخرى الى تعليق مشاركتهم واجراء الانتخابات وفق شروط معينة تضمن ديمقراطيتها وسلميتها والتصدي للعنف والارهاب وخلق محيط سليم للعمل السياسي والحزبي وتوفير الامن والاطمئنان لكل افراد الشعب وايضا التصدي لكل ما يتهدد سيادة البلاد كالاتفاق المبرم بين الحكومة وصندوق النقد الدولي واصفا هذا الاتفاق بالخطير جدا من الناحية الاستراتيجية على الاقتصاد الوطني والثروات الوطنية السيادية مؤكدا ان «البلاد تباعت وجاري بيعها من سيادة وطنية ومن اراض مؤممة ومؤسسات عمومية وبنوك وغيرها» مشددا على ان الجبهة الشعبية لن تلعب دور المتفرج ولا يمكنها الصمت إزاء بلاد تدمّر وتفكّك بأية حال من الاحوال. اجراءات عاجلة وأشار الناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية الى ان مبادرة الإئتلاف الوطني الواسع تؤكد على ضرورة اتخاذ اجراءات عاجلة وفورية للتخفيف من معاناة المواطنين في ما يتعلق بارتفاع الاسعار وانتشار البطالة وعقم التشغيل والتصدي للكوارث البيئية المحتملة بسبب انتشار ظاهرة الاوساخ وغيرها ملاحظا ان جميع هذه النقاط هي من اهم محاور مبادرة الجبهة الشعبية لإنقاذ البلاد من تدحرجها للهاوية قبل فوات الاوان ولذلك تدق «الجبهة الشعبية» ناقوس الخطر لان الوضع لم يعد يحتمل حسب قوله. سنيا البرينصي