تفاعلا مع تطور أحداث «الشعانبي» التي اخذت منعرجا خطيرا وتسببت في خسائر بشرية في صفوف قوات الجيش اثر انفجار لغم أول أمس قرب منطقة آهلة بالسكان دعا «محمد عبو» رئيس حزب «التيار الديمقراطي» أول أمس الخميس على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك الى ضرورة تغيير رئيس اركان الجيوش الثلاثة وإعطاء نفس جديد للمؤسسة العسكرية. هذه الدعوة اثارت العديد من ردود الافعال كانت اغلبها رافضة لمثل هذه الانتقادات معتبرة ان الاوضاع الحالية التي تمر بها البلاد لا تتحمل مزيدا من التشويش وخلط الاوراق. «التونسية» اتصلت ببعض القيادات الحزبية لمعرفة رأيها في دعوة محمد عبّو وحصلت منهم على اجابات. رشيد بوحولة المكلف الاعلامي بوزارة الدفاع قال ل «التونسية»: «ليس لنا أي تعليق... خليهم يحكيو على رواحهم». أما القيادي في الحزب الجمهوري «عصام الشابي» فقد قال ان ما دعا له «محمد عبو» شيء لا يصدق ،مضيفا انه لا مجال للتشكيك في دور المؤسسة العسكرية التي قدمت الشهداء والضحايا. وأكد «الشابي» ان الوضع الراهن يحتم على الجميع ترسيخ وحدة وطنية لدعم القوات المسلحة ورفع الروح المعنوية لجيشنا الوطني، مشيرا الى ان التشكيك وإدخال البلبلة في المؤسسة العسكرية في هذا الوقت بالذات لا يخدم أمن البلاد واستقرارها. وأضاف «الشابي» ان المؤسسة العسكرية كانت على الدوام محل ثقة كل التونسيين لوجودها على مسافة واحدة من كل الأطراف السياسية، داعيا جميع الاطياف السياسية الى توخي الحكمة والرصانة في التعامل مع الوضع الراهن للبلاد قائلا «الخطأ غير مسموح ... وبعض الأخطاء قد تكون قاتلة وهو ما لا اتمناه مطلقا». ركوب على الأحداث من جانبه اعتبر «فتحي الجربي» القيادي في «حركة وفاء» انه بالرغم من ان قائد اركان الجيوش الثلاثة قد تجاوز السن القانونية وانه بلغ سن التقاعد منذ اشهر فإن الحديث عن تغييره في الوقت الراهن يعد ركوبا على الاحداث، مضيفا ان دعوة «عبو» الى اعطاء نفس جديد للمؤسسة العسكرية في غير محلها. وأكد «الجربي» ان المؤسسة العسكرية لها استراتيجيتها وقواعدها وان التشكيك فيها ليس من باب المسؤولية السياسية، مشيرا في السياق ذاته الى ان القوات المسلحة في وضع المقاومة والكفاح وأن أي تصريح من هذا القبيل قد يربك مخططاتها. وقال «الجربي» ان «عبو» لا يملك الحنكة السياسية الكافية لمعالجة الاوضاع ،مضيفا ان البلاد تمر بأزمة حرجة ولا مجال للتشويش وخلط اوراق الجيش. محاولة لإرباك المؤسسة العسكرية أما «علي الجلولي» عضو القيادة الوطنية لحزب العمال فقد قال انه وان كان من حق «عبّو» او غيره ان يبدي رأيه في مجريات الاحداث كما يريد دون خطوط حمراء، فان ما يجري اليوم في القصرين هو جزء من حلقات سابقة ابتدأت في بئر علي بن خليفة والروحية و«تاجروين» وصولا الى مستودعات «مدنين» و«المنيهلة» مرورا باغتيال الشهيد «شكري بلعيد». وأشار «الجلولي» الى ان هذه الحلقات التي لا يعرف عنها الشعب إلا النزر القليل تطرح بجدية حق ابناء الوطن في المعلومة التي تتغاضى عنها الحكومة، مؤكدا ان آداء المؤسسة العسكرية يهم الشعب بأسره. من جهة اخرى اوضح «الجلولي» ان المؤسسة العسكرية مستقلة وحرفية، وان هذه الجوانب يؤمن بها الشعب وتنكرها الحكومة القائمة التي يستبسل أنصارها لرفض التنصيص على هذا في الدستور على حد تعبيره قائلا «ان ما سرب من حديث لراشد الغنوشي وما يروج عن أجهزة أمنية موازية تابعة للنهضة مع الارتباك الحكومي الحاصل في التعاطي مع ملف المجموعات الإرهابية يعزز لدينا شكوكا في أن هناك عمل جدي لإرباك هذه المؤسسة ووضع اليد عليها في اطار اعادة ترتيب الاوضاع والمؤسسات بما يخدم مشروع الاستبداد الجديد الذي تقوده النهضة وتسانده دوائر رجعية في العالم». ودعا «الجلولي» الى ضرورة احترام استقلالية المؤسسة العسكرية وتمكينها من كل الوسائل لتطوير أدائها الذي برز نقصه في الايام الفارطة بما ساهم في سقوط شهداء ، مع حتمية العمل على تحويلها الى مؤسسة جمهورية ، تحتكم للديمقراطية في تسييرها، وتنتظم وفق عقيدة عسكرية جديدة تخدم الشعب وتحمي الحدود، قائلا «الشعب يريد أمنا جمهوريا يطبق القانون ويحمي الحرية ولا يحتكم الى التعليمات».