تشهد مدينة النفيضة في الفترة الاخيرة حالة من الاحتقان الاجتماعي نتيجة الاحساس بالتهميش واللامبالاة من قبل السلط المعنية في التعاطي مع مشاغل أهالي المنطقة وجاء القرار الذي زاد في تعقيد الوضعية بعد اقدام ادارة المستشفى المحلي بالنفيضة بغلق جميع المستوصفات الموزعة على ارياف النفيضة وعددها 16 وذلك على خلفية عدم قدرة الجهات المعنية على تغطية النقص الحاصل في الاطار الطبي خاصة مع تقلص عدد الاطباء الذي يبلغ 04 من جملة 12 طبيبا قبل الثورة لم يقع تعويضهم وبالتالي تم الابقاء على خدمات قسم الاستعجالي فقط .. إلا أن هذا لا يمكن بأي حال من الاحوال التغافل عن تلك الطوابير التي يشكلها المرضى صباحا مساء قصد اجراء الفحوصات او تلقي العلاجات المطلوبة وذلك بسبب النقص الحاصل في الموارد الطبية وشبه الطبية الشيء الذي يخلق ضغطا كبيرا على نفسية هؤلاء المرضى وعائلاتهم مخافة اضطرارهم الى التنقل خارج المدينة والذي يعني في جانب كبير منه مضاعفة المعاناة الصحية والنفسية والمالية .. وأمام هذه التطورات من المنتظر أن يشهد الوضع تأزما جديدا بالمنطقة وخاصة الارياف التي عانى أهلها طويلا من التهميش قبل الثورة ليجدوا أنفسهم محرومين من حقهم في العلاج بعد الثورة .. فما هو مصير المصابين بالأمراض المزمنة ؟ وكيف سيتعامل الاطباء الاربعة مع الحالات المرضية والاستعجالية التي تعد بالمئات في اليوم في منطقة تتوفر على كثافة سكنية كبيرة؟ وقد علمت «التونسيّة» من مصادر مطلعة أن المنطقة قد تشهد تحركا شعبيا واسعا للتعبير عن سخط الاهالي واستنكارهم مواصلة تعرضهم إلى التهميش والتجاهل من قبل السلط الجهوية والوطنية وكذلك مكونات الطيف السياسي بالجهة من خلال تكريس مستمر لسياسة «الحقرة» حسب ما صرح به المواطنون بمعتمدية تعرف عبر تاريخها الطويل ب«دار الباي» والتي تضم قرابة 50 ألف ساكن ، وأمام هذه الوضعية في ظل النقص الواضح في الموارد البشرية المختصة وتدنّي الاداء الصحي والخدمات المقدمة ما يؤشر بتفاقم الامور الى ما هو أسوإ في ظل صمت السلط المعنية فان بعض الانباء المتسربة تؤكد امكانية توجه أهالي النفيضة الاسبوع القادم الى تونس العاصمة للقيام بوقفة احتجاجية أمام المجلس الوطني التأسيسي للمطالبة بوضع حد لسياسة التجاهل التي تمارس ضد أهالي « دار الباي» .. وضعية تطلّب اجراءات عاجلة لتطويق الازمة فهل تتحرك الجهات المعنية وتخرج من حالة الصمت التي أرقت المواطنين..؟؟