شبه الشيخ «راشد الغنوشي» في حوار معه لصحيفة «المصري اليوم»، سلفيي تونس بسلفيي مصر من ناحية تعددهم،مؤكدا ان السلفيين جزء من أبناء تونس، وان العنف متأت «من جبهات من السلفيين، أما السلفيون المعتدلون، فيشاركون في بناء تونس»-على حد تعبيره-،حامدا الله على رؤيته لتونس تسير بعد عامين من الثورة «في طريق النجاح وتتجه نحو الديمقراطية». و قال «الغنوشي» لدى مشاركته في الدورة 24 لمؤتمر القوميين العرب المنعقد بمصر يومي 1 و2 من الشهر الجاري، ان «النهضة» فتحت حوارا سياسيا مع كل الأحزاب المعترف بها، وتلك التي لا تتبنى العنف،مناشدا بعض الجماعات ممارسة العمل السياسي ضمن الأطر القانونية السلمية. كما وصف «الغنوشي» الرئيس المخلوع «بن علي» بالمجرم الذي تلاحقه الحرابة،مضيفا: «انه يختفي مثل الفئران ، وتلاحقه الأجهزة الدولية»،مطالبا الانتربول بضرورة اعادته الى تونس لينال المحاكمة التي يستحقها. اما عن علاقة تونس بالمملكة السعودية ،فقد شدد «الغنوشي» على انها علاقة طيبة، مردفا:«لا نريد أن تتوقف علاقتنا بأشقائنا على الأشخاص، ونحن نطالب الإنتربول الدولي بإعادة «بن علي» لمحاكمته داخل تونس على ما اقترفه في حق وطنه الذي خانه». و في تقييمه لثورات الربيع العربي، قال «الغنوشي» انها «أدخلت العرب مجددا للتاريخ، وأن العرب عاشوا مدة طويلة على هامشه، وأن ثورات الربيع العربي بمثابة مبادرات تاريخية جعلتهم يعاودون الإمساك بزمام الأمور مرة أخرى، الآن أضحت الدول الغربية تبحث من جديد في تطوير علاقاتها مع العرب لمصلحتها بعد تهميشها، فهي الآن تنظر للعرب على أنهم تغيروا، ويريدون أن يعيدوا العلاقات معهم لتوائم مصلحتها أولا». وأضاف الشيخ راشد الغنوشي قائلا :«أنظر الآن إلى الغرب الساعي إلى بناء علاقات بشكل مختلف مع مصر والدول العربية، بعد أن أيقن أنهم أصبحوا قوة فاعلة، لذلك فهي فرصة تاريخية يجب ألا نضيعها، ونجاح هذه الفرصة يتطلب أن تتحد كل الأطراف التي تهمها الثورة، والتي اجتمعت مع بعضها في ميدان التحرير، وينبغي ألا تدخل في صراعات دموية، ولا بد من أن تميز القوى السياسية بين من كانوا في ساحات التغيير الثوري ومن كانوا يعملون ضدها، ولا يبنغي أن نتحالف مع من كان ضدنا من القوى المضادة للثورة، والتي تحاول بكل ما أوتيت من قوة إعادة النظام القديم، وينبغي أن تدرك القوى الثورية أن الثورة أمانة، وعلى الجميع أن يعرف أن الرهان الآن على الحوار والتوافق». و اكد «الغنوشي» في هذا الحوار على ايمانه وقناعته بأن هناك مخططات تتربص بالثورات العربية بغية اجهاضها واحباطها،قائلا:«أؤمن تماما بهذا الأمر، وهذا أمر لا شك فيه، لأن الثورات المضادة شيء بديهي يحدث غالبا عقب قيام الحكم في البلاد التي قامت فيها الثورة، وتكون بأيدي الأنظمة المخلوعة المستبدة، ويمكن أن تساعدها في ذلك دول خارجية من أعداء الدول التي قامت بالثورة، فالذين كانوا يحكمون بالأمس يرغبون في ضرب الثورة الناجحة رغبة في الحفاظ على مصالحهم المادية والمعنوية، وهناك ثغرات تقوم الجهات الخارجية بالتسلل عن طريقها لهدم الثورات الناجحة. لا بد من تمكين الثوار لتحقيق أهداف الثورة». اما في تقييمه لأداء جامعة الدول العربية بعد الثورات،فقال رئيس حركة « النهضة» ان دور الجامعة ضعيف، وانه «ليس بالامر الجديد عليها، حيث لا توجد آلية لاتخاذ قرارات تخدم الصالح العربي، وهي بحاجة إلى إعادةتجديد آلية عملها حتى تستفيد منها الشعوب، ويمكن لها أن تدعم البلدان العربية، إذا ما كانت لديها الإرادة».