بعد سلسلة من المشاورات واللقاءات, اعلن امس «حزب القطب» عن التحاقه رسميا ب «الجبهة الشعبية» وذلك خلال ندوة صحفية عقدت للغرض بنزل «المشتل» بالعاصمة حضرها بعض قيادات «الجبهة» والقطب وبعض الشخصيات الاخرى . واكد «رياض بن فضل» المنسق العام لحزب القطب خلال كلمته ان التجربة الميدانية والحراك التقدمي قلصا الهوة بين حزبه و«الجبهة الشعبية» معتبرا ان انضمامهم الى «الجبهة» كان على قاعدة واضحة واسس صحيحة لا على اساس رشوة او حسابات ضيقة , مضيفا ان عملية الانضمام فندت تكهنات عديد القوى السياسية التي راهنت على انضمام حزبه الى «الاتحاد من اجل تونس» , قائلا : «لن نذهب الى الاتحاد من اجل تونس وهولن يأتي الى «الجبهة» , لكن تجمعنا به عديد التقاطعات في كثير من الملفات ...» وعبر بن فضل عن ارتياحه بعد أن اصبح حزبه جزءا من «الجبهة الشعبية» رغم وجود نقاط اختلاف مع بعض مكوناتها , مشيرا الى ان قرار الالتحاق كان ثمرة لقاءات ومشاورات مكثفة جمعت الطرفين , مضيفا : «وجدنا راحتنا في «الجبهة» وهي ليست سجنا ولا كنيسة وانما هي جسم حي يتطور , فالمجتمع كان في حالة يتم لقوة وطنية تقدمية ...» تنبيه «النهضة» واشار بن فضل الى ان عملية الاستقطاب التي هيمنت على الساحة السياسية فشلت في اقصاء «الجبهة» معتبرا اياها رقما صعبا في المعادلة السياسية سيكون لها دور اساسي في المعارك الانتخابية والاجتماعية , وعلق : «انضممنا ل«الجبهة» على اساس الربح وهناك قوى التفت على الثورة وعلى الجميع التعاطي مع مبادرة الائتلاف لانقاذ تونس من الاخطار المحدقة بها» وحذر المنسق العام ل «القطب» حركة «النهضة» بعد ان طفا شبح التهديد والوعيد وحملات التشويه على سطح الساحة السياسية من جديد , قائلا : «نحذر وننبه «النهضة» وندعوها الى الابتعاد عن مستنقع السب والتكفير الذي يهدد تونس ...» وراهن بن فضل على دور «الجبهة الشعبية» في السباق الانتخابي المرتقب معتبرا ان المشروع «الجبهوي» يستجيب لاستحقاقات الثورة , وانه قادر على تجاوز كافة المصاعب التي تعترضه حتى يكون لتونس دستور وبرلمان يرتقيان الى تطلعات الشعب . ليس لنا مشكل مع الاسلام السياسي وشدد بن فضل على ان حزبه لا يكن أي عداء لاي طرف وان ليس له أية مشكلة وجودية مع الاسلام السياسي, لكن عندما لا يكون ثمة ارضية تفسح المجال للعنف والتكفير, واصفا التكفير والسب والشتم بالحملات الخبيثة التي على الحكومة وفي مقدمتها حركة «النهضة» التصدي لها وتحمّل مسؤولياتها التاريخية تجاهها حتى لا تعشش في المجتمع التونسي . واعتبر بن فضل ان الاسلام السياسي طرف في المعادلة السياسية والاجتماعية والاقتصادية , ويمكن التحاور معه شريطة القبول بمدنية الدولة واحترام قوانينها ومؤسساتها , مضيفا : «من يتعامل بخبث ويلعب على حبلين لن نتعامل معه , «فدينا» من ازدواجية الخطاب ومازلنا نصر على ترديد سؤال شكون قتل شكري ؟...» قوة «النهضة» من ضعفنا ورأى المنسق العام لحزب «القطب» ان حركة «النهضة» تستمد قوتها من ضعف القوى التقدمية التي لم تعط اهمية كافية للمعركة السياسية قبل انتخابات 23 اكتوبر 2011 , داعيا العائلة التقدمية الى توحيد الصفوف لتحقيق انتصارات في الاستحقاقات الانتخابية القادمة , كما امتدح المشروع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي الذي تتبناه الجبهة , قائلا:« الشعب سيجد نفسه في الجبهة ... كنا طالبين الكسكسي بالخضرة في الجبهة فوجدنا كسكسي بالخضرة واللحم ... ومن شكك في الجبهة سقطت احلامهم اليوم ...»