مشاكل التحكيم لا تحصى ولا تعد وهي ناتجة عن أسباب عديدة منها الموضوعية ومنها غير الموضوعية بما أنها مرتبطة بتصرفات غريبة من طرف العناصر المتداخلة في القطاع وهذه المشاكل انتقلت بسرعة البرق لدى العنصر النسائي فأصبحنا نلاحظ نفس السلبيات التي يعاني منها القطاع لدى الرجال متفشية لدى الحكمات وربما نستعرض في أعداد قادمة بعض «الخنار» ولكن سنكتفي اليوم باستعراض ما حصل بمناسبة الدورين النهائيين لكأس تونس صغريات وكبريات. فالحكمات اللاتي اعتمدهن علالة المالكي أثرن نوعا من الاستغراب لدى المطلعين على خفايا الأمور. فالدور النهائي لكأس تونس في جميع الأصناف هو تتويج وتكريم لمسيرة أي حكم (أو حكمة) وليس هدية تمنح له (لها) لمجرد البروز خلال موسم رياضي فهناك أولويات تؤخذ بعين الاعتبار عند تعيين حكام النهائي ولكن يبدو ان صديقنا علالة المالكي يريد تغيير هذه العقلية وانتهاج سياسة جديدة بالاعتماد على حكمات مبتدئات وليست لهن أقدمية ولا يهم أيضا إن كنّ من الدرجة الثالثة أو من المترشحات للحصول على الدرجة الثالثة. فمثلا نهائي الصغريات بين الجمعية النسائية بالساحل ونادي تونس الجوية اختار له علالة المالكي عفاف الميلادي من رابطة المنستير بمساعدة دليلة بوراوي وهي من نفس الرابطة وشيماء الماجدي من رابطة قفصة بينما كانت الحكمة الرابعة لبنى التابعي من رابطة الكاف.ولئن اجتازت الميلادي وبوراوي امتحان الدرجة الثالثة في الموسم الماضي فإن النتائج النهائية لم يقع نشرها بعد في حين ستجتاز الماجدي الامتحان للحصول على الدرجة الثالثة في الموسم المقبل بالمقابل فإن أسماء الحميدي المتحصلة على الدرجة الثانية وتستعد لاجتياز امتحان الدرجة الأولى والتي لها أقدمية ب14 سنة وأدارت هذا الموسم 6 1مقابلة صغريات تم تجاهلها مثلما هو الشأن بالنسبة لعائدة العبيدلي والتي لها الدرجة الثانية كاملة وخبرة كبيرة والأدهى من ذلك أن لجنة التحكيم بالرابطة الوطنية لكرة القدم النسائية اتصلت بها قبل أسبوعين وطلبت منها الاستعداد جيدا لنهائي الكبريات بين الجمعية النسائية بالساحل وبنك الإسكان ولكن صدمتها بعد ذلك بتعيين درصاف قنواطي من رابطة تونس مكانها وساعدتها كل من هدى أفين من رابطة تونس أيضا إيمان محمد من رابطة صفاقس التي تنتمي لها أيضا هادية عمارة الحكمة الرابعة. القنواطي لم تتعد سنتها الثانية في التحكيم وهي حكمة من الدرجة الثالثة شأنها شأن المساعدة عفين ولو أنها اجتازت امتحان الدرجة الثانية وتنتظر النتيجة التي ستصدر نهاية هذا الشهر.أما إيمان وهادية فهما تنتظران كذلك نتيجة امتحان الدرجة الثالثة نهاية الشهر. وإحقاقا للحق فإن كل من اعتمدهن علالة المالكي لهن مستوى ممتاز ولكن طريقة تعيينهن هي التي تثير الاستغراب فالمستقبل أمامهن وحتما ستنلن حظهن في المواسم المقبلة وليس من المنطقي أن يتجاهل علالة الحكمات القدامى مثل العبيدلي والحميدي والميموني وغيرهن. ويبدو أن ما صرحت به الحكمة العبيدلي للزميلة «الصباح» بعد شعورها بالظلم والقهر لم يعجب رئيس لجنة تحكيم رابطة كرة القدم النسائية الذي أرسل مكتوبا لفتحي بن سالم رئيس لجنة التحكيم برابطة تونس التي تنتمي لها عائدة العبيدلي كي يحيلها أمام دائرة التحكيم النسائي لمساءلتها متهما إياها باتباع ممارسات مشبوهة بالاتصال بالصحافيين صحبة ثلة من الحكمات اللاتي تعودن سابقا على إدارة الأدوار النهائية كما طلب منعها من اجتياز الامتحان التطبيقي للحصول على الدرجة الأولى بسبب هذه الممارسات.. من جهة أخرى فإن الرسالة الموجهة لفتحي بن سالم جاءت من دائرة التحكيم النسائي أي أن الأمر يبدو وكأنه يوجد تحكيم رجالي وتحكيم نسائي وهشام قيراط رئيس لجنة التحكيم ليس له سلطة مباشرة على الحكمات وعواز الطرابلسي لا«يبل ولا يعل» في حين أننا نعتقد أن كرة القدم النسائية تسيرها رابطة كبقية الرابطات( الفوت صال والكرة الشاطئية والرابطة المحترفة ورابطة الهواة والرابطات الجهوية) وحسب علمنا فإن رابطة كرة القدم النسائية لها لجنة تحكيم يرأسها علالة المالكي ولا وجود لهيكل يدعى دائرة التحكيم النسائي وقد بحثنا عنه في الموقع الرسمي للجامعة لعله بعث حديثا فلم نجد لها أثرا. علالة المالكي له رغبة صريحة في فعل شيء ما ينهض بالتحكيم سواء كان نسائيا أو رجاليا ولكن لا يكون ذلك عملا فرديا ومستقلا وإنما ضمن هيكل داخل إدارة التحكيم. ولنا طبعا عودة للموضوع.