نفّذ،أمس، تجار الصناعات التقليدية بتونس إضرابا عن العمل ووقفتين احتجاجيتين بكلّ من ساحة القصبة وأمام مقر وزارة السياحة تنديدا بما وصفوه بممارسات وكالات الأسفار الاحتكارية المتواصلة لأفواج السياح داعين إلى احترام المسلك السياحي والتجاري بالمدينة العتيقة . وقال رئيس النقابة الجهوية لتجار الصناعات التقليدية برهان بن غربال ل «التونسيّة»إنّ هذا التصعيد جاء بدعوة من المكتب التنفيذي للغرفة النقابيّة للتعريف بالقضيّة وفتح ملفات نشاط الرحلات البحريّة المحتكرة من قبل بعض وكلاء الأسفار وأدلاء السياحة موضّحا انّه يتمّ توجيه أفواج السياح القادمة إلى ميناء حلق الوادي من قبل بعض الاطراف إلى المحلات التي يتعاملون معها ليحرموا غالبيّة التّجار خاصة منهم تجار «المدينة العربي» وسيدي بوسعيد من الإستفادة من الوفد السياحي. «مهدّدون بالإفلاس» و أضاف بن غربال أنّ الممارسات الظالمة وغير القانونيّة التي اعتمدها العهد البائد إزاء القطاع منذ عشرين سنة والتي اشتدّت زمن دخول صخر الماطري على الخط مازالت متواصلة بأسماء وأشخاص متغوّلين وشبيهين بمافيا نظام بن علي يعملون تحت غطاء وكلاء الأسفار مؤكّدا أنّ الأضرار كانت جسيمة جرّاء هذه الممارسات ليؤكد أنّ سياسة الإحتكار للسياح جعلت من القطاع مهدّدا بالإفلاس مشيرا إلى أنّ بعض التجار أغلقوا محلاتهم وغادروا القطاع الشيء نفسه الذي أكده خميس المرسني الذي أشار إلى أنّ ما يقارب 300 محل مهددّة بالغلق والإفلاس جراء احتكار المحلات الكبرى للسياح بمعونة وكالات الأسفار . أمّا التاجر منصف بن سعد الذي قال إنّه يتمّ مغالطة أفواج السياح من قبل أدلاء السياحة عبر أخذهم من معبر جامع القصر وتقديمه على أساس أنّه جامع الزيتونة لإيهامهم بانّ ذلك الطريق هو المسلك السياحي «البزناسة والرشاوي» من جهته قال التاجر نورالدين قسام إنّ مطالبهم لم تجد أذانا صاغية لدى الجهات المختصّة ممّا ساهم في تعميق أزمة القطاع مضيفا أنّ مسألة الرشاوي قد أضرّت بالقطاع وانّها عمقت كذلك أزمة البنوك لأنّه يتمّ استبدال العملة الصعبة التي تأتي بها الأفواج السياحيّة خارجها ليطالب بضرورة توزيع الأفواج توزيعا عادلا ورفع يد «البزناسة» عن القطاع أمّا عبد الكريم بن زكري الذي ارتاد قطاع التجارة السياحية منذ 33 سنة فقد أشار إلى انّ ما يشهده ميدان عمله من تجاوزات أثّرت على التجار خاصة بعد ما أسماه ب «تواطؤ» أسلاك الأمن السياحي والأدلاء وسياسة التخويف التي يعتمدونها لإبعاد السائح عن المسالك السياحيّة وأخذهم إلى المحلات التي يتعاملون معها خفية قائلا : «يعتمدون التخويف وعمليّة النهب بأخذ الأفواج السياحيّة إلى المحلات الكبرى وإبعادهم عن المسالك السياحيّة» مضيفا « هؤلاء يتمتّعون بالإمتيازات وتجار الأسواق يدفعون الضرائب» موضّحا أنّه يتمّ منع السائحين من التجوّل بحريّة عبر إتباع عمليّة ممنهجة قصد إقصاء صغار الحرفيين والتجار مضيفا أنّ ادلاء السياحة عمدوا إلى فتح محلات في أروقة وأزقة «المدينة العربي» غير المؤهلة لاستقطاب السياح وتحقيق الربح بالتحيّل عليهم مؤكدا انّ صورة تونس اهتزّت في الخارج جرّاء عمليات الغش المتبعة في تسويق البضائع كتقديم مكمّلات الزينة على انّها ذهب وفضّة وببيع الزرابي على أنّها من حرير . و طالب بن زكري ا لسلط المعنية بضرورة التدخل لحماية القطاع من الفساد الذي انتهكه ومن الدخلاء مؤكّدا على انّ التجار سيواصلون التصعيد إذا ما تواصل تجاهل سلط الإشراف لهم. في المقابل تجمّع عدد من التجار المتهمين بالتواطؤ مع وكالات الأسفار للإستفادة من عائدات الأفواج السياحية بساحة القصبة وذلك للترحيب بالسائح الأجنبي وإعطاء صورة إيجابية عن البلاد لتكذيب ما يروّج عنها خارجا على حدّ قول عماد بن غربال صاحب محل صناعات تقليدية . ليلى بن إبراهيم