حققت ثورة تونس مكسبا هاما تمثل في اجتثاث نظام فاسد لكن في المقابل كان لها انعكاسات سلبية خلفتها الاحداث التي تلت الثورة حيث تضررت عديد القطاعات الحيوية على غرار الخسائر التي سجلها القطاع السياحي. وكان من بين المتضررين واولهم أصحاب المحلات التجارية للصناعات التقليدية بالمدينة العتيقة. "الصباح" تحولت إلى المدينة "العربي" حيث التقت عددا من تجار السوق الذين اجمعوا على ركود الحركة وتضرر "صنعتهم" السيد محمود صاحب محل للصناعات التقليدية وبيع الملابس التقليدية "الجبة" أفادنا بان الحركة في السوق قليلة واقبال السائح تراجع ليسجل القطاع انخفاضا بلغ نسبة 90 بالمائة ويقول "محلي بات خاليا من الزائرين سواء تونسيين او سياح اجانب زيادة عن حمى الانتصاب الفوضوي التي احتكرت مدخل السوق واحدثت فوضى عارمة خلفت عديد المشاكل لتجار السوق حيث اصبحت ساحة باب بحر مرتعا للمنتصبين الفوضويين كما شكلوا حاجزا امام عبور الحريف للسوق. أما وليد الرايسي (صاحب محل) فقد افاد بان ما يحصل في الاسواق العربي كارثة فإلى جانب النقص الكبير في جانب السواح فان الباعة المنتصبين زادوا الطين بلة في احتكار الحرفاء رغم تشكياتنا المتكررة لأعوان الامن الا ان هذا لم يغير شيئا. "الطرابلسية" كما تحدث وليد عن معاناة تجار الصناعة التقليدية في السابق من بطش وظلم اصهار المخلوع الذين "لم يستثنوا تجارتنا من جشعهم وعمدوا الى انشاء قرية سياحية في ميناء حلق الوادي على ارض تعود ملكيتها الى الدولة وعمودوا الى تنظيم رحلات بحرية للسياح لدفعهم الى اقتناء حاجياتهم من القرية التي تتواجد على مقربة من الميناء قبل الخروج لزيارة اسواق المنتجات التقليدية بالمدينة العتيقة وسيدي بوسعيد. وتجري الان عديد المساعي حسب وليد "لغلق هذه المتاجر الموجودة بالقرية السياحية بميناء حلق الوادي التابعة لصهر المخلوع ووضع خطط عملية وناجعة لانقاذ تجار الصناعات التقليدية من الكساد الذي يعانون منه منذ اندلاع الثورة حيث اصبح العديد منهم مهددين بالافلاس مع المطالبة باقرار اعفاءات استثنائية لفائدتهم". فوضى ومن جانبه تحدث منصور الطرابلسي صاحب محل لبيع الصناعات التقليدية عن تراجع الاقبال على السوق خاصة من جانب السائح مقابل عودة طفيفة في اقبال الجزائرين وبعض التونسيين على اقتناء بعض حاجياتهم المحدودة من السوق خاصة المقبلين عن الزواج. وابدى منصور الطرابلسي قلقه من الفوضى ودعا جميع المتدخلين من مراقبين وامن بالتدخل للحد من ظاهرة الفوضى داخل المسالك السياحية والتجارية بتونسالمدينة. وأثناء تجولنا بالمدينة العتيقة قابلنا فتحي بن غربال نائب رئيس نقابة الصناعات التقليدية في تجارة المنتوجات العتيقة "الانتيكا". وافاد بان قطاع السياحة شهد تراجعا بنسبة 70 بالمائة بسبب الممارسات الظالمة لوجهة الافواج السياحية من قبل المحتكرين للقطاع في اطار صفقات مشبوهة تصل الى الف دينار بين التجار الكبار المتنفذين والمقربين للعائلة المالكة سابقا والسماسرة من بعض المرشدين السياحيين ووكالات الاسفار". فضلا عن بعض "البزناسة" الذين يقومون " بعمليات "صيد" للسواح وارغامهم بطرق ملتوية وخادعة للتوجه نحو محلات دون اخرى مقابل عمولات متفق عليها مسبقا. واضاف نائب رئيس النقابة بان البعض من المقربين للعائلة المالكة هم من خربوا القطاع عن طريق التجارة الموازية من خلال استقطاب وتوريد الصناعات المقلدة من الصين وبيعها بأقل الاثمان. فالمستورد والمقلد قتل الصناعات التقليدية. الحلول وأضاف السيد فتحي انه اجتمع وبقية اعضاء النقابة مع مندوب السياحة وخرجوا بقرارات كانت في مستوى انتظارات التجار حيث وعدهم بوضع برنامج ومخطط يحقق توزيعا عادلا ومنظما للوفود والسياح بين كل التجار والقطع نهائيا مع الممارسات الاحتكارية التي كانت سائدة والسيطرة على الانتصاب الفوضوي عن طريق جمع كل هؤلاء في مكان واحد لفائدة اصحاب المحلات وحفاظا على جمالية المدينة. واضاف السيد فتحي انه على الرغم من كل هذه الصعوبات فان تجار الصناعات التقليدية كانوا الوحيدين الذين لم يدخلوا في اعتصامات او اضرابات رغم انهم كانوا اول المتضررين من الاحداث الاخيرة بالبلاد خاصة عقب الاحتجاجات والاضرابات بالقصبة ووسط العاصمة والتي كانت تمنعهم عن العمل. وطالب السيد فتحي في الاخير من الاتحاد العام للسياحة النظر في المحلات الموجودة داخل النزل وطالب اصحاب النزل التخلي عن محلات الصناعات التقليدية داخلها والتي تحتكر حسب رأيه السائح والتي تقوم باساليب ملتوية يمكن أن تنفر السائح وتضرب السياحة.