استضاف أمس الأولّ برنامج «لاباس» الذي تبثّه قناة «التونسية» ويقدّمه نوفل الورتاني السيّد «دارن عبد الرحيم ستيفانسون» المدير العام لشركة «فواياجور أويل أند غاز» للحديث عمّا سمّي ب«السبسي غايت»... حصّة لاباس توقفت عن البثّ وهو ما أثار عديد التساؤلات لدى المشاهدين الذين ربطوا الواقعة بخطورة التصريحات والتهم التي كالها الكندي دارن عبد الرحيم في حقّ الباجي قائد السبسي قبل أن تعاود بثها في حدود الساعة الحادية عشرة ليلا. وبالتثبت في الموضوع من مصادر موثوقة من داخل القناة ثبت أن انقطاع البثّ يعود إلى عطب فنّي على مستوى الموزّع «السارفور»... دارن عبد الرحيم ستيفانسون مدير شركة «فواياجور» وهي شركة تنقيب عن النفط تحدّث عن المظلمة التي تعرّضت لها شركته على حدّ تعبيره والتي تأسست في سنة 2006 للتنقيب عن النفط في حقل برج الخضراء بالجنوب التونسي حيث ذكر أنّه وبسبب المشاكل المالية التي مرّت بها الشركة إثر الأزمة الاقتصادية العالمية أجبر على التعامل مع سليم شيبوب الذي دخل على الخطّ سنة 2009 عن طريق مستشار الشركة عماد الدرويش وقال أن شيبوب أبدى حينها استعداده للاستثمار في شركة «فواياجور» عبر شركته «مايا دول» مضيفا ان شيبوب عمل بعدها على الإستيلاء على شركة «فواياجور» بأكملها ومن ثمّة السعي للاستحواذ على رخصة التنقيب من خلال تركيع شركة «فواياجور» واستقطابها لصالحه لكن اندلاع الثورة التونسية حال دون ذلك... وأضاف دارن عبد الرحيم أن شيبوب غادر تونس جسديا فقط لكنّه ما يزال يبسط سيطرته على شركة «فواياجور» بما انّه يعتبر ثاني أكبر مساهم وله شركة في دبي اسمها «غرين أويل أند غاز» تملك 16 في المائة من أسهم شركة «فواياجور» وهو يحكم قبضته على الشركة من خلال تعامله المباشر مع مجلس اداراتها الذي هو على تواصل دائم به... وأضاف مدير شركة «فواياجور» في تصريحاته المثيرة أنّ قيمة رخصة التنقيب التي يسعى شيبوب للاستحواذ عليها تبلغ مليارات الدولارات وأن الصفقة المشبوهة على حدّ تعبيره بين شركة فواياجور وشركة «اندركو باكس تونيزيا كومباني» والتي كانت سببا مباشرا في تفجير قضية «السبسي غايت» تعتبر سرقة في حق الشعب التونسي وأنه يملك كلّ الوثائق التي تدعم كلامه وينتظر مساءلته من طرف الحكومة الحالية لكشف كلّ الحقيقة. وأوضح المدير التنفيذي السابق لشركة «فواياجور» أنّ الباجي القائد السبسي رئيس الحكومة الأسبق وأخاه صلاح الدين قائد السبسي محامي الشركة وممثلها القانوني في تونس حاولا بمعيّة سليم شيبوب الاستحواذ على رخصة التنقيب التابعة لشركة «فواياجور» ومنحها لشركة «شيبوب» بالتعاون مع مجلس الادارة الحالي لشركة «فواياجور» حيث أنّ 7 في المائة من أسهم فواياجور بيعت لشركة «مايا دول» التابعة لسليم شيبوب بمبالغ زهيدة ودون شفافية ومن ثمّ تمّ التفويت في هذه الاسهم الى شركة «أندركو» التي يمثلها صلاح الدين السبسي لتصبح الشركة المذكورة شريكة ب8 في المائة من رخصة التنقيب التابعة لشركة فواياجور مقابل 20 مليون دولار في حين ان المبلغ يفوق ذلك بكثير معتبرا الامر سرقة كاملة الأركان... وتساءل دارن عبد الرحيم ستيفانسون: «أين اختفت أموال هذه الأسهم؟» موضّحا أن الأموال والأرقام التي تحدّث عنها الباجي قائد السبسي في ظهوره التلفزي الأخير على قناة الوطنية الثانية كاذبة ومغلوطة وأنه يملك الوثائق التي تؤكّد صحّة كلامه معتبرا أن الباجي مساهم في عملية سطو وتحيّل على الشعب التونسي بما ان الأرقام والمبالغ المالية التي استظهر بها لا تمثّل قيمة الأسهم وأنّها تخصّ رخصة التنقيب التي هي أغلى من ذلك بكثير معتبرا أن الباجي قائد السبسي حاول مغالطة الرأي العام من خلال مدّه بأرقام مغشوشة... وأشار مدير فواياجور «دارن عبد الرحيم» في ختام كلامه إلى أن حكومة الباجي قائد السبسي لم تصادر أموال سليم شيبوب التابعة لشركة «غرين أويل أند غاز» وأنّها في المقابل صادرت أسهم شركة فواياجور كي يتبادر الى الاذهان ان شركة سليم شيبوب هي التي وقعت مصادرتها...مضيفا أن وزير الصناعة السابق «الرصاع» في حكومة السبسي تحصلّ على مبلغ مليون دينار مقابل منحه رخصة للتنقيب يوم 5 مارس واستقال يوم 6 مارس وأنّ الجميع مرّوا على الامر مرور الكرام وأنّ هذا ما يطرح نقاط استفهام عديدة حول شفافية تلك الحكومة. وشدّد ضيف «لاباس» على ان الباجي قائد السبسي وأخاه صلاح الدين ووزير الصناعة الأسبق ورئيس لجنة المصادرة وسليم شيبوب سرقوا أسهم شركة «مايا دول» وحوّلوها لفائدة شركة «أندركو» التي يمثلها صلاح السبسي داعيا الحكومة الحالية إلى فتح تحقيق عاجل في الغرض مطالبا في الآن ذاته بمصادرة أسهم شركة «غرين أويل أند غاز» التابعة لسليم شيبوب مجدّدا تأكيده على امتلاكه لوثائق وتقارير تدين شيبوب وتستعرض تجاوزاته بعد الثورة... في جانب آخر, استضاف برنامج «لاباس» مباشرة بعد ظهور دارن عبد الرحيم ستيفانسون، الخبير الاقتصادي والمالي معزّ الجودي الذي شدّد على ان المناخ الذي تعيشه تونس بعد الثورة أصبح ملائما لتوالد وتكاثر المتحيّلين وخاصة الاجانب منهم وان هذا المناخ أصبح ملائما لتبييض الاموال. وعن الادعاءات التي ذكرها مدير شركة «فواياجور»، أوضح معزّ الجودي ان الموضوع يتعلق أساسا بشركتين أجنبيتين هما شركة «فواياجور» صاحبة رخصة التنقيب والتي يمثل فيها رأس المال التونسي 51 في المائة وكذلك شركة «أندركو» والتي يمثلها صلاح الدين السبسي والتي تبحث عن شراء اسهم شركة «فواياجور»... الإشكال كما جاء على لسان الخبير الاقتصادي هو أنّ وزير الصناعة الأسبق هو الذي وقّع على الصفقة ورئيس الحكومة السابق الباجي قائد السبسي بحكم صلاحياته هو الذي صادق عليها لفائدة «أندركو» التي يمثلها قانونيا صلاح الدين السبسي منذ 20 سنة علما وان مقّر الشركة يوجد في مكتب محاماة صلاح الدين السبسي وهذا ما فتح باب التأويلات على مصراعيه على حدّ تعبير الجودي... وأشار الخبير الاقتصادي الى ان القيمة المالية للصفقة أودعت بأحد البنوك التونسية لصالح الدولة وهذا ما ينفي أيّة اتهامات من شأنها ان توجّه إلى الباجي قائد السبسي مضيفا ان حكومة السبسي رأت انه من الصالح المصادقة على الصفقة بين «فوياجور» و«أندركو» خاصة أنها تخصّ شركتين أجنبيتين وأنّ هذا لا حرج فيه وأنّ الإشكال الوحيد كان متعلقا بأموال سليم شيبوب المصادرة...